يبقى سيناريو نهاية الحرب الروسية الأوكرانية، واحد من أهم الموضوعات التي تشغل العالم، لما لا والأزمة أخذت منحنى تصاعديًا يمكن تسميته بـ«حافة الهاوية»، مع التلويح باستخدام السلاح النووي من قبل روسيا، وتأكيد حلف شمال الأطلسي «ناتو» على الرد المضاد وفي القلب منه الولايات المتحدة الأمريكية، ومع التطورات الجارية فإن كل السيناريوهات تبقى مفتوحة وواردة.

«الخوف من السيناريو الجنوني».. بتلك الكلمات استهل بهاء محمود الباحث في العلاقات الدولية حديثه لـ«الوطن» حول سيناريوهات الأزمة، قائلا إن الحرب الروسية الأوكرانية أمام 3 سيناريوهات لا رابع لهم إذا كانت هناك رغبة في كتابة كلمة النهاية لهذه الأزمة التي أرهقت العالم كله.

اقرأ أيضا:

س وج.. قوة نووية مرعبة تمتلكها روسيا.. ماذا يحدث لو استخدمت في أوكرانيا؟

السيناريو الأول: التوقف عند مناطق السيطرة الروسية وعقد اتفاق مع الغرب

وأوضح الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، في تصريحات لـ«الوطن»، أن السيناريو الأول سيكون من خلال وقوف موسكو عند النقطة التي وصلت إليها الآن وهي شبه جزيرة القرم والمدن الخاضعة لسيطرتها بالفعل، ويتم عقد اتفاق مع الغرب وتتوقف الحرب بسيطرة الروس على هذه المناطق.

ولفت إلى أن روسيا ربما لن تكون مهتمة بأن تحصل على اعتراف غربي بسيادتها على هذه المناطق، أي القرم ومناطق الدونباس، ولا يهمها مثل هذا الأمر، الأهم هو حدود سيطرتها واقعيا على هذه المناطق.

 السيناريو الثاني: مزيد من الانتصارات لموسكو

أما السيناريو الثاني، وفق «محمود»، فهو أن يحقق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مزيدا من الانتصارات تمكنه من السيطرة على مناطق إضافية، خارج دونباس، وهنا سيتفاوض ربما الرئيس الروسي مع الغرب على الخروج من هذه المناطق، وأنه لا يريد أكثر من ذلك، وبالتالي تتوقف الحرب.

الخوف من السيناريو الثالث «الجنوني»  

أما السيناريو الثالث، وهو السيناريو الجنوني، بحسب وصف «محمود»، وهو تعرض روسيا للهزيمة التامة، ومن ثم سيفكر الرئيس الروسي في اللجوء إلى الضربة النووية، أي سيدخل العالم في سيناريو جنوني، والخوف لدى الغرب من تفكير بوتين في الضربة النووية يفتح الباب أمام الحديث عن مساع غربية للتخلص من بوتين أو تغيير القيادة السياسية داخل روسيا عبر تغذية الاضطرابات الداخلية.

وفي ختام تصريحات قال محمود إن تحركات بوتين حتى لو كانت هناك خلافات حولها في الداخل الروسي، لكن الكل يرفض الهزيمة في الحرب مع أوكرانيا أو في مواجهة الغرب، لأن هزيمة موسكو سيجعل مسير الروس أسوأ من مصير انهيار الاتحاد السوفيتي، مضيفا أن الهزيمة ستعني أن موسكو ستتحول إلى «دمية».

اقرأ أيضا:

بعد إعلان روسيا التعبئة الجزئية.. ما خيارات بوتين لاستخدام السلاح النووي؟

كيف سيتعامل الغرب مع سيناريو النووي؟

السيناريو الأخير تحدث عنه المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية والجنرال المتقاعد من فئة الأربع نجوم ديفيد بتريوس، أمس، بحسب ما نقلت صحيفة جارديان البريطانية، في معرض تحليله لما يمكن أن يكون عليه الرد الغربي، وقال إن الولايات المتحدة وحلفاءها سيدمرون القوات والمعدات الروسية في أوكرانيا ويغرقون أسطولها في البحر الأسود إذا استخدم الرئيس الروسي أسلحة نووية.

أضاف «بيتريوس» أنه لم يتحدث إلى مستشار الأمن القومي جيك سوليفان بشأن رد الفعل الأمريكي المحتمل، لكنه قال لشبكة ABC News الأمريكية إنه يعتقد أن هجومًا نوويًا من قبل روسيا في أوكرانيا سيؤدي إلى رد حلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة.

وأكد أن واشنطن لا تريد الدخول في تصعيد نووي، لكن سيكون عليها أن تثبت أن هذا أمر لا يمكن قبوله بأي شكل من الأشكال.