السيد نجم: خصصت حياتى لتخليد العبور.. وهناك مئات البطولات تستحق التخليد

فى مديح مقاتل عادى

فى مصر الآن جيل يجب تكريمه.. شباب مصريون حاربوا وهم فى العشرين وأصبحوا الآن فى السبعين.. عاشوا آخر معركة حربية مصرية وكافحوا فى دروب الحياة لمدة نصف قرن.. بطولتهم فى أنهم عاديون.. قاتلوا من أجل وطنهم وحققوا النصر ثم انصرفوا لحال سبيلهم وكأنهم لم يفعلوا شيئًا.. منهم الطبيب والمدرس والمهندس والعامل والفلاح والمزارع.. عبدالعاطى صائد الدبابات ومحمد أفندى الذى رفع العلم وغيرهما عشرات الآلاف قدموا أغلى ما لديهم دون أن يطلبوا شيئًا.. من هؤلاء الأديب السيد نجم.. الذى كان جنديًا مصريًا فى حرب أكتوبر ووهب حياته فيما بعد للكتابة عن المعركة فى كتب وروايات ودراسات نقدية وكأنه يتمسك بلحظات البطولة فى حياة الوطن ولا يريد لها أن تنتهى أو تنقضى ولا يريد لنا أن ننساها.. ولأنه كان هناك من يريد لنا أن ننسى فإن الروايات التى سجلت البطولة لم تلق الاهتمام الكافى.. واكتفينا فى كل ذكرى للنصر بأن ننسب البطولة لشخص واحد وهو أمر ضد الطبيعة وضد المنطق وضد الحقيقة أيضًا.. لكن هذا ما حدث.. توارت بطولات الجنود جميعًا وتم التغطية على حقيقة أن الإنسان المصرى هو الذى صنع النصر.. هو الذى ضحى وهو الذى قاتل وهو الذى انتصر وهو الذى لم ينل نتيجة انتصاره.. بهذا المنطق نعيد الاحتفاء بأدب السيد نجم بغض النظر عن أى تقييم نقدى لأعماله.. بالسلب أو بالإيجاب.. بالحق أو بالباطل.. فالفكرة هى الاحتفاء بالمعنى.. والمعنى هنا أن هناك جنديًا مصريًا حارب منذ خمسين عامًا وظل يتذكر ما حدث ويكتب عنه عامًا بعد عام وسنة بعد سنة دون بحث عن مغنم أو منصب أو ادعاء بطولة.. وهو معنى نحب أن نحييه.. وها نحن نفعل فى السطور القادمة

                                                                                                             وائل لطفي

 

 

 

 

 

 

  • خدمت فى مستشفى تحت الأرض.. وأصعب موقف عندما عالجنا جنيديا بطنه خرج من جسده
  • صديقى وحيد والديه التحق بـ«الحربية» للمشاركة فى العبور.. وجميع زملائي بذلوا الغالى والنفيس فى المعارك

شارك فى حرب أكتوبر كطبيب، وتعرض للكثير من المواقف الصعبة، وأدى مهمته ببسالة من أجل إنقاذ المصابين، وله ٨ كتب عن أدب المقاومة والحرب، والعديد من الدراسات فى هذا السياق، إنه الدكتور السيد نجم الروائى وكاتب القصة القصيرة.

فى حواره مع «الدستور»، يحكى «نجم» عن ذكرياته مع الحرب وعن بطولات زملائه فى المعارك، كما يتحدث عن أصعب المواقف التى واجهته خلال هذه الملحمة، وكيف سجلها فى أعماله الروائية والقصصية.

إلى نص الحوار:

■ قبل كتابتك ٨ كتب عن أدب الحرب والمقاومة، شاركت فى حرب أكتوبر.. حدثنا عن تجربتك فى هذه المعركة؟

- شاركت فى الحرب من خلال سلاح الخدمات الطبية، وكانوا يسمونه سلاح «الكعب العالى» نظرًا لتميزنا، وكانت خدمتى فى مستشفى تحت الأرض اسمه «الجراح الخامس»، عبارة عن تبّتين عند الكيلو ١٠٥ بطريق القاهرة- السويس، وكان فى كل تبة ٣ دشم، والدشمة عبارة عن قسم علاجى مصغر، توجد فيها غرفة لتبديل الملابس وعنابر للمرضى، وغرف للأطباء، إضافة إلى دشمة عمليات وكانت لأطباء الجراحة، وجندت فى البداية كعسكرى، لكن تم تغيير الرتبة وأصبحنا ضباطًا لأن الجنود كانوا يرفضون أن تعالجهم العساكر.

وفى الحرب واجهت صعوبات كثيرة، وقابلتنى مواقف إنسانية كثيرة، من بينها أننى لم أكن أعرف كيف أعطى حقًنا، ولكن بالصدفة أعطيت جنديًا حقنة وتعودت على الأمر.

وتعرضت لموقف آخر نادر فى الطب، إذ كان البنسلين المضاد الحيوى مشهورًا فى الماضى، وكان هناك بعض الأفراد لديهم حساسية منه، وجاءنى اثنان لديهما حساسية بعد أخذ البنسلين، ولكن عالجتهما بالصدفة بحقنة ما، وتم شفاؤهما بإلهام من الله على الرغم من أن تخصصى فى الأساس «بيطرى»، وكنت داخل الجيش مشرفًا على الأغذية، ومن الممارسة تعلمت أشياء كثيرة، من ضمنها التخدير والوقوف فى الصيدلية.. يمكن القول إننى تعرضت لمواقف أكبر منى.

وفى يوم ١٠ أكتوبر بدأت معارك الدبابات، وشهدنا دخول الدبابات التى جاءت من العريش بعدما أنزلتها أمريكا فى الجسر الجوى، ومن العريش حتى ١٦٠ كيلو بدأت المعارك، والإصابات أصبحت كثيرة للغاية، وكل الذى فعلته هو تقديم الإسعافات الأولية للحالات الخفيفة، وفى آخر اليوم وأنا خارج من العيادات وجدت جنديًا بطنه خارج جسمه، وكان ذلك من أصعب المواقف علىّ.

زملائى فى الحرب كانوا لا يقلون مجهودًا عنى، فكلنا كنا نعمل من أجل مصر، لدرجة أن لى صديقًا كان وحيد والده ووالدته، لكنه دخل الكلية الحربية من أجل المشاركة فى حرب أكتوبر، وكان لواءً فى السلاح البيطرى، وكان حابب الجيش وحابب المشاركة فى تجربة الحرب، فهى تجربة جيل تشكل فى عهد جمال عبدالناصر. وتغيرت فى عهد السادات.

■ من أين جاءت فكرة الكتابة عن «أدب الحرب»؟

- انتبهت لنوع جديد من الكتابة له طعم خاص وميزة خاصة ولون خاص، عندما قرأت رواية اشتريتها بقرشين، اسمها «الأسرى يقيمون المتاريس» للكاتب فؤاد حجازى من سوق الكتب القديمة بالإسكندرية، استشعرت أن هناك عالمًا مختلفًا فى الكتابة يقدم تجربة مختلفة، وخصوصًا إذا توافقت مع مشاعرى وأحاسيسى، وأنا من شارك فى حرب ١٩٧٣ وقبلها فى المظاهرات من أيام ٦٧، وكنا فى الجامعة فى قاعة الاحتفالات الكبرى نعتصم، وعندما وجدت هذه الرواية تعبر عمّا بداخلى، بدأت أكتب قصة.

وهذه القصة من الغريب أن لها علاقة بالحرب، اسمها «ليلة من ١٥٠٠ ليلة»، وكتبتها ونشرتها عام ١٩٧٢ قبل الحرب، وكان أيامها الكاتب عبدالرحمن أبوعوف يتابعنى فى كتابة أى شىء، وكنا نجلس فى مقهى عرابى الذى كان يجلس فيه نجيب محفوظ الأربعاء من كل أسبوع.

وكنت قابلت فطاحل الصحافة المصرية واليسار المصرى بعد كتابة هذه القصة، منهم حسن فؤاد وعدلى فهيم، ولويس جريس وعادل حمودة، وغيرهم من أبرز الأسماء، وحسن فؤاد أصلح فى القصة بعض المسائل، وقال لى: عندما تكتب قصة أخرى اجعلنى أطلع عليها.

وبعد فترة تم نشر القصة، وبدأت أكتب واستمررت وعشت مع تجربة الجيش لأنه تم تجنيدى فورًا بعد التخرج، وحياة الجندية بدأت من عام ١٩٧١ وشاركت فى هذه المرحلة حتى بداية ٧٣، وخلال هذه الفترة كتبت كثيرًا، كنت حريصًا على الكتابة ولم أحرص على النشر.

ومع ظروف ١٩٧٣، حرصت على النشر لأن صديقى أحمد عز العرب كان رئيس تحرير مجلة الشباب اليومية، وقال لى: «لو عندك قصص عن الفترة التى تعيشها حاليًا ارسلها لى عن تجربة الحرب»، وهذا شجعنى لنشر نحو ٧ قصص خلال الأشهر الأولى من معارك ٧٣ وكلها تتناول التجربة، والمرحلة الثانية فى الكتابة كانت عندما خرجت من الجيش وبدأت أجمع القصص والتجارب فى عدة كتب.

■ لماذا انصب اهتمامك على «التجربة الحربية»؟

- كتاباتى كلها استهدفت إبراز تجربتى الحربية، فأدب الحرب هو المعبر عن الحياة العسكرية، فإذا لم أحارب لم أكن لأكتب، وأنا حاليًا أكتب أدبًا تاريخيًا، كل ما يكتب عن أدب أكتوبر جيد، لكنه يكتب كأدب تاريخى، لأن أدب التجربة الحربية لا يكتبه إلا من عاش وقائع المعارك، وكل ما دون ذلك نسميه «أدب المقاومة».

وأدب المقاومة هو أدب الجماعة الواعية بهويتها الساعية لحريتها فى مواجهة الآخر العدوانى من أجل الخلاص الجمعى.. رواية مثل «الأرض» ليس فيها ضرب نار، لكنها أدب مقاومة، فمفهوم المقاومة هو الانتماء والهوية والحفاظ على الأرض، لا حرية بلا مقاومة للعدوان ولمشاعر الآخر العدوانى، وجزء من أدب المقاومة هو التجربة الحربية، وأنا أصر دائمًا على مصطلح «أدب التجربة الحربية» وليس «أدب الحرب».

■ بدأت تجربتك هذه برواية «أيام يوسف المنسى» ووصفتها بأنها صدى للحرب وليست عن الحرب.. لماذا؟ 

- تعد أول رواية لى، وهى أول رواية تعبر عن نكسة ٦٧، وهى عبارة عن بيت جميع من بداخله ماتوا إلا يوسف المنسى، وكان شابًا، وتبدأ الرواية برحلة «يوسف» فى الحياة وكيف قابل أناسًا كانوا مجندين، وكيف قابل الانفتاح فى بورسعيد وكيف حاول أن يتصوف ولم يعرف، وفى النهاية يسقط بعدما يعيش فترة من الآلام بعد ١٩٧٣.

■ «السمان يهاجر شرقًا».. كيف تناولت فيها حرب أكتوبر؟

- الرواية هى تجربة انتصار كتيبة مصرية فى حصن كبريت الذى احتلته إسرائيل فى عام ١٩٧٣ وكان عددها يزيد على ٩٠ فردًا، وهى كتيبة مشاة، وذكرت فى الرواية بعض أسماء أفرادها الحقيقيين، وقائدها إبراهيم عبدالتواب، والجنديين محمد عبدالله، ومحمد نور الدين.

الأحداث بدأت بعد يومين من بداية الحرب، حيث صدرت الأوامر لكتيبة المشاة باحتلال حصن كبريت وتحريره من قبضة الأعداء، والجبهة كان بها حوالى ٣٦ حصنًا، والحصن وحدة متكاملة وأكثر تجهيزًا فى المقاومة والدفاع.

وعبرت الكتيبة الحصن بعد حرب استمرت نحو ٤٨ ساعة وأمكن السيطرة عليه، وأخذ أسرى من العدو وتدمير الدبابات.

وقررت إسرائيل تدمير هذا الحصن بعد استيلاء مصر عليه ورفع العلم فوقه، كل يوم كانوا يطلقون النار بالطول والعرض حتى يتخلصوا من الجنود المصريين، وكان الرصاص يتلف ويحرق الأدوية ومخازن الطعام، ومن هنا بدأت تظهر البطولات، فالرائد عبدالله، قائد الكتيبة، كان يقتل الضباط الإسرائيليين فى أثناء تبديل الفترات فى برج المراقبة الإسرائيلى، وكان يأتى بطعامهم للجنود المصريين، فكان مصدرًا من مصادر الطعام.

أما الحصول على الماء، فالعسكرى محمد نورالدين اخترع عملية تقطير للمياه، فكان يجمع شكمانات السيارات المحروقة فى الحرب ويوصلها ببعضها بالمياه من قناة السويس، ونجح فى أن يجرى تقطيرًا للمياه بواقع لتر يوميًا.

والبطولة الثالثة تجلت فى واقعة غريبة، حيث كانت العلب المحروقة للفول والفاصوليا، فكانت العلبة الواحدة تقسم على ٥ أفراد.

ولن أنسى المشهد الذى تم توثيقه فى الرواية، حيث وقف إبراهيم عبدالتواب، قائد الكتيبة، وقال لرئيس أركان الكتيبة: «خد بالك لو استشهدت ادفنونى هنا»، وصلى ركعتين فى المكان الذى أشار إليه، وفى اليوم التالى تم وقف إطلاق النار، وقبلها بساعتين بدأت إسرائيل تضرب من جديد وأثناء عملية الضرب، استشهد ودفن فى نفس المكان، الذى أوصى به.

وبعد وقف إطلاق النار كتب أحد الجنود على صخرة «اليوم ٢٣ يناير عام ١٩٧٤، انتهى حصار موقع كبريت»، وهذه الجملة موجودة فى آخر الرواية.

■ «أوراق مقاتل قديم» مجموعة قصص قصيرة عن الحرب.. ما أبرز الأحداث التى سردتها فيها؟

- كل قصة ترصد تجربة حياتية عشتها أو مشهدًا من مشاهد الجيش والحرب، منها مشهد القطار، وهو قطار السويس، الذى أغلب ركابه عساكر، وعندما كنت أركبه كنت أجد سلوكيات مختلفة راقية ونماذج من البشر مختلفة وحواديت كثيرة، هذه قصة من ضمن القصص.

وقصة أخرى حول مصاب جاء من حرب أكتوبر، وكانت فى يده لفة ووضعها على بطنه، وسألته ما معك؟ فلم يرد ولم يجبنا، وبعد الانتهاء من الإسعافات رفع يده فوجدت جزءًا من العلم الإسرائيلى، فهو دخل موقعًا إسرائيليًا وقطع جزءًا من العلم، وكان مصابًا ومع ذلك كان متمسكًا بهذا الجزء كنوع من الفخر، والقصة بعنوان «الهدية».

وهناك قصة أخرى، تدور أحداثها فى أول ثلاثة أيام من الحرب، كانت أعداد المصابين قليلة، فجاء عسكرى مصاب، فقلت له: نم حتى أجرى لك اللازم، فقال: لا، وكان جالسًا على النقالة ولم ينم، وكانت رجله مكسورة تحتاج إلى جبيرة وأشعة، ولكنه رفض، وقال لا أريد جبيرة، وسأل: زملائى ماذا بهم، فهم على بعد ١٠ كيلو من قناة السويس؟ قلت له: ماذا تريد منهم؟ فقال سأرجع لهم، فكنت أظنه يهرج وتركته وذهبت لحالة أخرى، وبعد دقائق وجدت العسكرى يقول لى: المصاب ترك المستشفى وذهب لزملائه، ونظرت فوجدته على الطريق، ويمشى يعرج ونحن فى الكيلو ١٠٥ بيننا وبين السويس نحو ٢٠ كيلو، وسوف يعبر القناة وسيمشى ١٠ كيلو أخرى، وهذا يعكس الروح والمقاومة، وهناك قصص أخرى من وحى الخيال والمواقف الإنسانية.

■ «الحرب.. الفكرة والتجربة والإبداع».. قلت من قبل إن هذا الكتاب له قصة.. ما هى؟

- بالطبع، فهذا الكتاب صدر عن سلسلة أدب الحرب عام ١٩٩٥ عن هيئة الكتاب، وهذه القصة أعتز بها وفخور بها، لأنه أول كتاب يتناول أدب الحرب تنظيريًا، والكاتب نبيل سليمان كان يكتب عن الحرب تطبيقيًا، فأنا أول من نظر إلى أدب الحرب، وبدأت تجربتى مع تأليف الكتاب بعد ما انتهيت من مرحلة التجنيد عام ١٩٧٥، وبدأت أكتب فى تجربة الحرب إبداعيًا، وأُطلع عليها الذين كتبوا من قبل، وتساءلت: ما حكاية هذا النوع من الأدب؟ وعبارة عن إيه؟ وبدأت أكتب مقالات، وبدأت أبحث عن العناصر الأساسية، التى تشكل أدب الحرب، ولماذا نقول عليه أدب حرب، وما الفرق بينه وبين الجهاد، فوجدت الأمور تتفتح لى، وكتبت مقالات واحتفظت بها فى المكتبة، وذات مرة أخذت ثلاث مقالات، وأرسلتها للدكتور إبراهيم حمادة، رئيس تحرير مجلة القاهرة القديمة، وتم نشرها جميعًا فى الصفحة الأخيرة.

وبدأت أشعر بأننى أحتاج للكتابة أكثر، وعكفت على الكتاب حتى انتهيت منه فى أواخر الثمانينيات، وقابلت بالصدفة الكاتب جمال الغيطانى، وتحدثت معه عن الكتاب، وبعدها تم نشر رواية لى عن أدب الحرب، وهذا الكتاب التنظيرى عن أدب الحرب، وكانت بداية قوية جدًا، وهذه تجربتى أعتز بها لأنها فتحت لى المجال.

والكتاب يتحدث عن فكرة الصراع التى بدأت من أول قابيل وهابيل، وكيف تعامل الفلاسفة والأدباء والأديان والمفكرون مع فكرة الصراع والحرب، وضمنت بعض الأعمال المهمة، التى تناولت تجربة الحرب، سواء كانت عربية أو أجنبية، وأسجل هنا أنه توجد أعمال أخرى جيدة تستحق الرصد والتمحيص، مثل تلك التى سجلها الإبداع اليابانى مع الحرب العالمية الأولى والثانية، كذلك الإبداع الأمريكى إبان وبعد الحرب الفيتنامية، وتضم تجربة شديدة الخصوصية حتى إنها تحولت من أدب معبر عن تجربة الحرب إلى أدب بالمعنى الأيديولوجى.

والكتاب يتحدث أيضًا عن الإبداعات العربية التى كتبت خلال فترات مهمة من التاريخ العربى الحربى الحديث، بدءًا من الأعمال المعبرة عن المقاومة المسلحة للاحتلال الإنجليزى لمصر، ومعركة ٥٦ المصرية، وأدب الأكراد فى شمال شرق العالم العربى، وحتى ما سُمى بحرب الخليج.

■ كتبت ٣ مؤلفات بعناوين «المقاومة والأدب.. دراسة تحليلية» و«أدب المقاومة.. المفاهيم والمعطيات» و«أدب المقاومة فى الفكر والإبداع».. ما العامل المشترك بينها؟ وما الذى يميز كل كتاب عن الآخر؟

«المقاومة والأدب.. دراسة تحليلية».. هو عبارة عن خطوط أولية للفكرة، وهو بذرة كتاب «أدب المقاومة فى الفكر والإبداع» قبل أن يستكمل ويصدر عام ٢٠٠١، وكانت بدايات لأفكار أدب المقاومة، وأفكار كثيرة أخرى كلها تتحدث عن الحرب.

أما كتاب «أدب المقاومة.. المفاهيم والمعطيات» فهو مرحلة ثانية من كتاب «المقاومة فى الفكر والإبداع» الذى جاءت فكرته عندما وجدت أن هناك لبسًا بين أدب الحرب وأدب المقاومة، فحاولت من خلال هذا الكتاب أن أوضح للقارئ أن هناك فرقًا بينهما، فأدب الحرب التعبير عن التجربة الحربية، وهذه التجربة قد تراها فى المرأة التى تنتظر زوجها ليعود من الحرب، والطفل الذى ينتظر رجوع والده من الحرب، وهى معايشة، وغير ذلك تاريخ.

أما المقاومة، فتتمثل فى الطاغية، فقد تتحدث عن رئيس عمل مستبد، وليس بها ضرب رصاص أو غيره.

لكن هذه الكتب تشترك فى النماذج التطبيقية، ولكنها فى كتاب «المقاومة فى الفكر والإبداع» جاءت بشكل أكبر.

■ كتابك «أطياف إبداعية فى مواجهة العنف».. ما حكايته؟

- النصف الأول من الكتاب يتحدث عن المقاومة فى الأدب العربى حتى نصر أكتوبر، والنصف الآخر منه يتحدث عن المقاومة فى الأدب العبرى حتى أكتوبر، أصور مثلًا كيف عبر الأعداء عن الحرب، والعرب كيف عبروا عنها كذلك.

ونقلت حديث اليهود عن الحرب بطريقة الأدب الأيديولوجى، وهو أدب قائم على تسييس الأجيال الجديدة والإنسان العادى، وليس قائمًا على أساس فنى وإبداعى، قائم على فكرة العنجهية والتعالى والانتصار، وما حدث فى ٧٣ نكسة بالنسبة إليهم، ولم نجد فى كل رواياتهم حكايات عن مواجهة بين عسكرى إسرائيلى وعسكرى مصرى أو سورى، وكأنهم يحاربون الأشباح، لم يذكروا مواجهة، لكن يقولون انتصرنا فقط.

وهذا الأدب قائم أيضًا على فكرة الأسر والتهجير، وكل أعمالهم القديمة تصور كيف يأسرون الهمج العرب ويقصدون بذلك الفلسطينيين، ولم يكتبوا اسمًا فلسطينيًا واحدًا، فيقولون قابلنا الهمجى والإرهابى والمهرج، فهو أدب غث وساذج، وقائم على فكرة الطرد، وأنا كتبت عن المقاومة فى الأدب العبرى من عام ١٩٢٢ حتى أكتوبر، وكيف استفادوا من الأطفال للترويج للغة العبرية.

وتناولت المقاومة فى الأدب العربى قبل ٧٣، من أول الصليبيين للتتار وحتى العرب قبل الإسلام، وتناولت المتنبى والبحترى والأعلام فى هذا الموضوع، حتى وصلت لعام ١٩٧٣، وتطرقت إلى رواية «أولاد الأرض» وقصيدة «لا تصالح» لأمل دنقل وغيرها من الروايات والقصائد التى استعنت بها.

■ «يا بهية وخبرينى» بها قصة تتحدث عن الحرب.. ماذا عنها؟

- هى قصة تتحدث عن مريض تم حصاره فى أحد المستشفيات عام ١٩٧٣، فيتذكر ذكرياته وهو متألم للغاية.

تاريخ الخبر: 2022-10-05 00:21:37
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 45%
الأهمية: 57%

آخر الأخبار حول العالم

هيوستن تستعد للأسوأ بسبب فيضانات تكساس السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-05-05 21:23:59
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 68%

هيئة الشورى تعقد اجتماعها الثاني السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-05-05 21:24:01
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 53%

80 شركة سعودية تستعرض منتجاتها في قطر السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-05-05 21:24:00
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 60%

استطلاع صادم.. 41 % من الأمريكيين يتوقعون حربا أهلية ثانية السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-05-05 21:23:58
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 56%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية