من هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في التربية.. كتاب جديد للأستاذ عبد الله الهلالي


صدر للباحث في قضايا التربية والتعليم، الأستاذ عبد الله الهلالي، كتاب جديد وسمه بعنوان: “من هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في التربية”، عن مطبعة دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع بالرباط، طبعة شتنبر 2022، وجرى تقديمه في حفل نظم الأسبوع الماضي بمناسبة الذكرى 25 لانطلاق مجلة النداء التربوي.

اختيارات لها راهنية في المجتمع ولها تأثير في تمثل مقومات الحضارة للفرد والمجتمع

الكتاب الذي صدر في 134 صفحة من الحجم المتوسط، يعد الإصدار الثاني من “سلسلة كتب النداء”، وقد قسمه صاحبه إلى ثلاثة فصول كبرى، مسبوقة بالتمهيد والمقدمة، وتحدها خاتمة عامة بأهم خلاصات البحث.

وقد خصّص الفصل الأول للتربية على القيم الإيمانية والعقدية، فقسمه إلى أربعة مباحث، كما أفرد الفصل الثاني للحديث عن التربية على القيم الأخلاقية، وقسمه إلى ثلاثة مباحث، في حين تحدث في الفصل الثالث عن التربية على القيم الاجتماعية في ثلاثة مباحث.

وقد اختار الكاتب لمباحث كتابه في هذه الفصول الثلاثة، عناوين هي نماذج فقط، واقتصر عليها من بين أخرى كثيرة “لما لامسه من راهنيتها في المجتمع، ولما لها من تأثير سريع في اكتساب وتمثل المقومات الحضارية للمجتمع والشخصية الفاعلة الإيجابية”.

محاولة لجمع الهدي النبوي في التربية والتجسير بين مكونات التاريخ التربوي الإسلامي

الكتاب، قدّم له الباحث في قضايا التربية والتعليم الدكتور مصطفى شكري، الذي أكد “القيمة التوثيقية التاريخية” للكتاب، والتي تجعله جديرا بأن يكون “أرضية لتوسيع البحث في الحديث النبوي من وجهة نظر تربوية تعليمية تدبيرية تدريبية”، كما أكد قيمته البحثية العلمية التأصيلية القمينة بفتح آفاق اكتشاف المنهاج النبوي في بناء الشخصية وتغيير الذات.

وتابع شكري موضحا أن هذا الكتاب، هو دراسة قامت في منهجها على قراءة درر الكلم النبوي في عشر من أحاديث الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، لـ“تجمل ما فيها فهما وعرضا وتحليلا واستنباطا لعديد من المعاني التربوية القمينة بأن تكون نبراسا للاقتداء ومصدرا للاهتداء، وصوى مشعة تضع القارئ أمام صور من النهج النبوي في التربية على مكارم الأخلاق”.

فقد راهن صاحب الكتاب –يضيف شكري- على وضع مؤلف يجمع هدي النبي وصحبه في التربية، والتجسير بين مكونات التاريخ التربوي الإسلامي قديمه وحديثه، وتقديم تصور الهدي النبوي في تربية الشخصية المتوازنة، وتجديد الفكر التربوي وتخليصه من لوثة التغريب، وفتح إمكانات لتطوير البحث التربوي من وجهة نظر جامعة بين التأصيل غير المتحجر، والتحديث غير المتحلل من مرجعية القيم المتجذرة في الدين.

إسهام في إعادة بلورة الشخصية المتوازنة الإيمانية للأجيال الحاضرة واللاحقة

اجتهد المؤلف في دراسة النص الحديثي في ثلاثة عناصر، انطلاقا من تقديم الحديث بسنده ومتنه، معضدا إياه بنصوص من القرآن والسنة، مرورا بالشرح اللغوي والدلالي الذي يستقصي مفهوم المفردات ومعاني الحديث، وصولا إلى تجميع جملة العبر والدروس التي يمكن استخلاصها واستفادتها منه، بأسلوب وصفه مقدم الكتاب بأنه “سهل ممتنع ينحو طابعا تعليميا يجعل المادة المقدمة لطيفة مسترسلة بعيدة عن فذلكات الغموض والإبهام”.

ويسعى الكتاب من بين أهدافه التي ذكرها صاحبه في تمهيده لكتابه إلى “محاولة تقصي وتجميع هدي الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في التربية من خلال مجموعة من الأحاديث النبوية الشريفة ومن أثار الصحابة رضوان الله عليهم”.

كما ابتغى في مؤلفه الإسهام قدر الإمكان “في إعادة بلورة الشخصية المتوازنة الإيمانية للأجيال الحاضرة واللاحقة عن طريق منظور تربوي شامل جامع يرسخ القيم والأخلاق الإسلامية في الناشئة”. وفضلا عن ذلك، فالكاتب يريد من خلال هذا العمل “تجديد مفهوم التربية، أولا لتعطى لها المكانة التي تستحقها في البناء والتجديد والتغيير، وثانيا لتشمل كل مناحي الحياة ومجالاتها ولتربط دنيا الناس بآخرتهم”.

المجال التربوي خصب للإبداع في الوسائل والنظريات مع مراعاة الثوابت

الدعوة إلى الاقتداء بالهدي النبوي في التربية، لا تعني التحجر على الوسائل والطرق التعليمية القديمة، ولا تعني الدوران في حلقة مفرغة حول ما أثله السلف الصالح، يقول الكاتب، ثم يضيف: “فالمجال التربوي مجال خصب للإبداع في الوسائل والطرق والنظريات، ولكن مع مراعاة الأصول والثوابت والمبادئ والسنن التي سنها لنا رسول الله ﷺ”، مشيرا إلى قول الله تعالى عنه: وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا سورة الحشر.

وتابع يوضح أن الهدي النبوي في التربية “يجعلنا نتعامل مع الإصلاح والتجديد والتغيير في شموليته”. مشددا على أن محاولات الإصلاح في التعليم مثلا لن تنجح “بمعزل عن السياسة والاقتصاد والمال والإدارة والقضاء والمجال الاجتماعي”.

وأضاف: “وكذلك لن تنجح محاولات الإصلاح في التربية والتعليم، ما لم تراع فطرة الناشئة ومقومات الهوية الحضارية للأمة القائمة على التمسك بالوحيين والتدين الصحيح وسيادة الحرية والكرامة للأفراد والجماعات”.

انتقد ضبابية الأهداف التربوية وعدم إشراك الفاعلين التربويين في صناعة القرار التربوي

وفي خاتمة الكتاب، أكد الباحث أن فشل المنظومة التعليمية والتربوية في بلادنا، لا يرجع إلى غياب الوسائل والطرق، أو إلى طبيعة المدرسين وضعف انخراطهم في مشاريع الإصلاح، أو إلى قلة الموارد المالية، كما يحاول أن يوهمنا المتنفذون في السياسة التعليمية، “وإنما يرجع أساسا إلى فساد الحكم والاستبداد”.

كما أن تخلف بلادنا يرجع إلى اعتماد النسخ والنقل واستنبات تجارب الآخرين في بيئة وظروف غير ملائمة بالمرة. وهو راجع كذلك إلى إغفال الاهتمام بالإنسان تربية وتكريما وإشراكا وإنصاتا لهمومه. وقد تساءل الكاتب مستغربا عن كيف السبيل إلى فلاح مجتمع “يتبوأ فيه رجال التعليم ونساؤه مؤخرة الترتيب في السلم الاجتماعي”، ثم يضيف: “بل كيف يسحل رجل التعليم في الشوارع وأمام البرلمان والمؤسسات العمومية لأنه طالب بحقوقه واحتج على الحيف الذي لحقه؟؟”.

وخلص الباحث إلى أن “الضبابية في الأهداف التربوية العامة، وعدم إشراك الفاعلين التربويين في صناعة القرار التربوي” يعدان من أكبر التحديات التنموية في بلادنا، فضلا عن “التبعية المطلقة للمنظومة الفرنكفونية في لغات التدريس وفي المناهج والفلسفات التربوية الغريبة عن المجتمع بدعوى التسامح والانفتاح”.

دعا إلى تحرير ميدان التربية والتعليم والمسجد من ثقل القرار السياسي وهيمنته

الباحث في نهاية رحلة بحثه، أوصى بـ“إرساء فرق البحث التربوي في مجال الفلسفة التربوية الإسلامية وتشجيعها”، وذلك بالزيادة من البحوث الجامعية في هذا المجال. وتخصيص شعب ومواد لإحياء الفلسفة التربوية الإسلامية في المجتمع.

كما دعا إلى “إعادة النظر في مؤسسات تكوين هيئة التدريس والأطر التربوية”، عبر تدقيق الشروط والبرامج والطرق والتقويم والشهادات، وكذا الاعتبار والمكانة الاجتماعية، معتبرا أن فسح المجال للعلماء المخلصين والدعاة الفاعلين لإعطاء القدوة والنموذج في مجال التربية والقيم والأخلاق، لا يقل أهمية من “تحرير ميدان التربية والتعليم والمسجد من ثقل القرار السياسي وهيمنته”.

يذكر أن الأستاذ عبد الله الهلالي من مواليد 1959 بمدينة الريصاني جنوب شرق المغرب، كان يشغل منصب التفتيش في التوجيه التربوي، وهو عضو هيئة التحرير لمجلة النداء التربوي، وعضو المركز الدولي للدراسات التربوية والعلمية، فضلا عن كونه عضوا في لجنة التعليم في المركز المغربي للأبحاث وتحليل السياسات، وله عدة إسهامات نشرت بمجلة النداء التربوي وغيرها.

تاريخ الخبر: 2022-10-06 12:20:20
المصدر: الجماعة.نت - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 48%
الأهمية: 52%

آخر الأخبار حول العالم

هل يقنع بنعطية أكرد بمغادرة "البريمر ليغ"؟

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 15:09:43
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 56%

الرئيس الكولومبي يعلن قطع العلاقات مع إسرائيل

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 15:08:51
مستوى الصحة: 73% الأهمية: 78%

البرلمان يناقش الحصيلة المرحلية لحكومة أخنوش

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 15:08:37
مستوى الصحة: 63% الأهمية: 83%

جامعة الكرة: بركان تأهل رسميا إلى نهائي كأس "الكاف"

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 15:09:44
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 62%

مقاييس الأمطار خلال 24 ساعة الأخيرة

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 15:08:39
مستوى الصحة: 74% الأهمية: 75%

توقيف الدعم المالي للأسر يجر لقجع للمساءلة 

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 15:08:54
مستوى الصحة: 70% الأهمية: 80%

تفاصيل مشروع وزاري جديد لوضع حد للمحسوبية في التعيينات

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 15:08:47
مستوى الصحة: 63% الأهمية: 79%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية