أعادت الحكومة الألمانية ما تقول إنها «الدفعة الأخيرة المعروفة» من عائلات مقاتلي «داعش» الألمان، الموجودين في مخيم الروج الذي يديره الأكراد في شمال شرقي سوريا.
وأعلنت وزيرة الخارجية، أنالينا بيروبوك، ليل الأربعاء - الخميس، عن وصول ٧ أطفال و٤ نساء، إضافةً إلى شاب يبلغ من العمر ٢٠ عاماً وكان يبلغ ١١ عاماً عندما غادر مع والدته إلى مناطق «داعش» في سوريا.
وألقت السلطات الألمانية القبض على الشاب واثنتين من النساء المرافقات لهم بعد وصولهم إلى ألمانيا. وأصدر المدعي العام الألماني الفيدرالي بيانا صباح اليوم التالي، يفصل فيه التهم الموجهة إلى الثلاثة.
وقالت بيربوك، إنه مع إعادة الأطفال والنساء «تكون كل الحالات المعروفة قد تم إغلاقها». وأضافت: «ما كان علينا تركهم في المخيمات في شمال شرقي سوريا من دون أي احتمالات، ولكن على النساء والشاب الذين أعيدوا أن يواجهوا عواقب أفعالهم».
وأعادت ألمانيا حتى الآن ٢٦ امرأة و٧٦ طفلا، إضافةً إلى مراهق، من مخيمات يشرف عليها الأكراد في شمال سوريا. واعتقلت معظم النساء ووجهت لهن اتهامات بالانتماء لمنظمة إرهابية.
وبحسب الادعاء الألماني، فقد تم القبض على المواطنين الألمان، مارسيا م، وكريستين ل، وجبرائيل أ، في مطار فرانكفورت، ليل الأربعاء. ووجه الادعاء اتهامات للثلاثة بالانتماء لمنظمة إرهابية في الخارج، مشيرا إلى أن جبرائيل كان في الحادية عشرة من العمر عندما غادر مع والدته للانضمام لتنظيم «داعش». ووجه اتهامات إضافية إلى كريستين بحمل سلاح والمساعدة على الأذية الجسدية، وهي تهمة وجهها كذلك إلى جبرائيل.
وكانت مارسيا قد سافرت مع زوجها من ألمانيا إلى تركيا، في سبتمبر (أيلول) ٢٠١٥، ثم اتجها إلى سوريا للانضمام إلى «داعش»، بحسب بيان الادعاء. وفي الفترة التالية، انتقل الزوجان إلى الموصل «حيث خضعا لتدريب إيديولوجي وتم تدريب مارسيا على حمل السلاح». وعادت مارسيا في فبراير (شباط) عام ٢٠١٦ إلى سوريا مع زوجها الذي انضم للقتال في صفوف التنظيم، فيما انضمت مارسيا إلى وحدة نسائية تصنع الأحزمة الناسفة، بحسب الادعاء. واتهم الادعاء الزوجين بالتخطيط لتنفيذ عملية إرهابية في ألمانيا في خريف العام ٢٠١٦، تستهدف حفلة غنائية، وجندا مقاتلين لتهريبهما إلى ألمانيا من أجل تنفيذ العملية. وأشار المدعي العام، إلى أن العملية لم تنجح في النهاية، لكن مارسيا كانت قد جندت امرأتين في ألمانيا لتزويجهما بالرجلين في انتظار أن ينفذا العملية.
أما كريستين، فقال الادعاء إنها سافرت إلى سوريا عبر تركيا عام ٢٠١٥، حيث انضمت إلى «داعش» وتزوجت من مقاتل هناك، وأنجبت فتاة ربتها على قيم التنظيم.
واتهم الادعاء كريستين بمحاولة تجنيد نساء في ألمانيا للانضمام إلى «داعش»، واتهمها كذلك بحمل السلاح قبل أن تستسلم للمقاتلين الأكراد عام ٢٠١٩. وأضاف الادعاء أن كريستين خلال إقامتها في مخيم الأكراد كانت تشجع معتقلات أخريات أن يعتدين على من يعتبرن «كافرات».
وعن جبرائيل، قال الادعاء إنه سافر إلى سوريا في يونيو (حزيران) عام ٢٠١٣، مع والدته التي اختارت الانضمام لزوجها المقاتل في «داعش». وأشار الادعاء إلى أن المراهق كبر على إيديولوجية التنظيم المتطرفة، وأنه خضع لتدريب عسكري وكان يقاتل ضمن وحدة تابعة للتنظيم، وشارك بين العامين ٢٠١٦ و٢٠١٧ بعمليات قتالية بشكل فاعل.
ومنذ أكتوبر (تشرين الأول) ٢٠١٩، قال الادعاء إن المتهم «قاد عدداً كبيرا من الشبان لتنفيذ أعمال عنف بهدف إجبارهم على الخضوع لإيديولوجية التنظيم».
