الكائن الحي
الكائن الحي
ينظر الكثيرون إلي الزواج علي أنه مشروع اجتماعي وعقد بين طرفين يجب علي كل طرف الالتزام ببنوده وعند تقصير أحد الأطراف يقف الآخر ويحاسبه حسابا شديدا.
ولكن يجهل الكثيرون أن الزواج مشروع سماوي أوجده الله لمساعدة الإنسان علي وجود شريك له في الحياة يتحمل كل منهما الآخر ويضحي من أجله.
تقول الأبحاث إن الزواج هو الابن البكر لعلاقة الحب بين شريكين وهذا الابن كائن حي يحتاج إلي رعاية واهتمام وحب وإحساس بالأمان لكن نتيجة فشل بعض الأزواج في اختيار شريك الحياة منذ البداية نجد الكثيرين يصفون الزواج بأنه مشروع فاشل لا يقوم علي توافق الفرص بين الطرفين لكن العيب ليس في الزواج إنما في اختياراتنا فكما شدت أم كلثوم في أنيتها سيرة الحب ياللي ظلمتوا الحب… العيب فيكم يا في حبايبكم أما الحب ياروحي عليه).
كذلك الزواج أوجده الله ليجمع بين قلب رجل وامرأة وحد الحب بينهما ولكن بجانب الحب هناك مجموعة من الشروط يجب أن نضعها أمام أعيننا أثناء الاختيار منها وجود تفاهم ولغة حوار واحترام بين الطرفين, وجود طموحات وأحلام مشتركة بينهما, توافق فكري, شركة ومحبة مستعدة أن تضحي من أجل شريك الحياة, حب يعطي قبل أن يأخذ. ورغم أننا مختلفون في الطباع والتربية والثقافة يجب أن يحاول كل طرف أن يصل إلي حلول لإرضاء شريك حياته.
وتنشأ الخلافات في الزواج نتيجة لتركيز كل طرف داخل العلاقة علي عيوب الآخر وتمسك كل طرف برأيه ومحاولة إثبات كل طرف أنه دائما علي صواب. لذلك نحتاج أن نتعلم أن نحول الخلافات بيننا إلي مناقشات ناجحة دون أن نخسر الطرف الآخر ولتحقيق ذلك لابد أن نوقف الشجار في وقت غضبنا ونختار الوقت المناسب لاستكمال النقاش والوصول إلي حل دون الوقوف عند نقطة الخلاف ودون توجيه اتهامات للآخر أو ماقطعته أو تجريحه.
يجب علينا تعلم لغة الاعتذار والغفران واحترام رأي الآخر وإيجاد حلول للمشكلة بدلا من العناد والتشبث.
في النهاية نحن في حاجة لأن نقف أمام الله بمشاكلنا وعيوبنا نطلب منه المعونة والفهم لشريك الحياة وتخطي المشاكل.
فالزواج هو اللعبة الوحيدة التي إما أن نكسب فيها سويا أو نخسر سويا.