بين التحدي ومتعة الاكتشاف ..مصر تنجح في حماية الطيور الحوامة وادراج نقاط مشاهدتها بالبرامج السياحية ” فيديو”


إذا سألت مجموعة من الناس عن سبب استمتاعهم بمراقبة الطيور، ستحصل على إجابات متنوعة، بدءًا من إثارة التحدي المتمثل في اكتشاف أكبر عدد ممكن من أنواع الطيور وصولاً إلى الشعور بالهدوء الذي يمكن أن يجلبه الاستماع إلى أصوات العصافير. ولا عجب في ذلك فقد أظهر عدد من الدراسات في علم الاقتصاد البيئي، وعلم النفس البيئى، وجود علاقة واضحة بين السعادة وعدد أنواع الطيور الموجودة حول منازل بعض الناس، فضلاً عن ان مراقبة الطيور تربط الشخص بمجتمعه المحلي وتكافح الشعور بالوحدة، لهذا السبب وفي عام 2006 تم إطلاق اليوم العالمى للطيور المهاجرة، بتنسيق من هيئة الأمم المتحدة للبيئة، ويتم الاحتفال به سنويًا مرتين كل عام، خلال السبت الثانى من شهرى مايو وأكتوبر، حيث يرتبط هذان اليومان بموعد هجرات الطيور التي تنطلق في الربيع وبداية الخريف، ويهدف تخصيص يوم عالمي للطيور المهاجرة إلى الحفاظ عليها وعلى موائلها حول العالم، وإبعاد التهديدات التي تواجهها عند الهجرة مع توحيد الجهود والتعاون الدولي للحفاظ على الحياة الفطرية. التي تسهم في استعادة الأرض لتوازنها.

https://www.facebook.com/birdlifeafrica/videos/474852681335856

وتقع مصر في قلب مسار العجرة الفريد للطيور الحوامة، إذ يجذب هذا المسار السياحة البيئية الى مصر من جميع أنحاء العالم، ويعمل استمرار الطيور في سيرها فيه بامان، كمؤشر على نجاح المجتمع المضيف في تحقيق التنمية المستدامة، ولأن مصر وخاصة بيئة البحر الأحمر تمثل مساراً متميزاً لهجرة الطيور الحوامة، فنجد أن وادي البحر الأحمر وحده يستضيف أكثر من 2 مليون طائر عبر المنطقة، مع أسراب ضخمة من الطيور الحوامة التي تهاجر الى أفريقيا بأعداد تفوق عشرات الآلاف ، خاصة في فصل الشتاء للوصول إلى مواقع “تعشيش” خصبة في أوروبا وآسيا الوسطى وبالعكس على طول ثاني أكبر مسار لهجرة الطيور في العالم. حيث تنطلق الطيور المهاجرة خريفًا من مناطق التكاثر في شرق أوروبا، وغرب آسيا، جنوبا إلي شمال ووسط القارة الأفريقية، وذلك بحثًا عن الدفء والغذاء، وربيعا في الهجرة العكسية من أفريقيا إلي مناطق التكاثر مجددًا، وفي فصل الخريف.

وهناك 34 موقعًا في مصر يضم البيئات الأساسية، وليس فقط البحر الاحمر، ففيها الأراضي الرطبة والجبال عالية الارتفاع، ووديان الصحراء والمسطحات الشاطئية والجزر البحرية، أهم تلك المواقع بحيرة البردويل، وادي الريان، جزيرة الزبرجد، جنوب مرسى علم، القسيم، الزرانيق ببحيرة البردويل في شمال سيناء، وادي النطرون، جزر سيال بالبحر الأحمر، جنوب النيل، جزر روابل بالبحر الأحمر، البحيرات المرة بالقرب من قناة السويس، خزان أسوان، نبق على خليج العقبة، السويس، بحيرة المنزلة، بحيرة ناصر، جبل علبة، جبل الزيت، بحيرة البرلس، جزر الغردقة، سهل القاع بجنوب سيناء، بحيرة ادكو إحدى البحيرات الشمالية المصرية، جزيرة تيران، رأس محمد، بحيرة مريوط، جزيرة وادي الجمال، جبل مغارة، العين السخنة، بحيرة قارون.

لكن مناطق المطلة على البحر الأحمر معرضة لضغوط تطويرية هائلة – وفقاً لدراسة تحت عنوان ” التقليل من فقدان التنوع البيولوجي من المواد الكيميائية الزراعية” والتي أجراها مشروع الطيور الحوامة المهاجرة، و اشارت الى أن هناك قلق متزايد على الطيور من تحديات في خمسة قطاعات أولها الزراعة بسبب التسمم المرتبط بشكل رئيسي بالقطاع الزراعي هو المسبب الرئيسي لموت الطيور المهاجرة، وتمت مناقشة هذه المسألة في مؤتمر الأطراف الخاص باتفاقية الأنواع المهاجرة والذي عقد في بريجن، النرويج في نوفمبر 2011، واضافت الدراسة انه في ظل ارتفاع الطلب على الطاقة وإمدادات الغذاء والسياحة التي أدت إلى تغييرات كبيرة في استخدامات الأراضي، وتراكم مشكلة النفايات، كذلك انتشار الصيد العشوائي والقتل غير القانوني للطيور على نطاق واسع، فإنه يمكن لهذه القطاعات الخمسة وهي الزراعة والطاقة، والصيد والسياحة وإدارة النفايات أن توفر بيئة غير مضيافة بشكل متزايد للطيور الحوامة، ولها القدرة على التأثير في جموع الطيور الحوامة.

لذلك قام”مشروع الطيور الحوامة المهاجرة” بالربط بين الدول على مسار الهجرة الفريد، عبر القارات الثلاث. لدمج حماية الطيور الزائرة في هذه القطاعات الرئيسية للمجتمعات، ويجري تحقيق ذلك من خلال الشراكات والتحالفات الاستراتيجية مع الشركات الخاصة والمنظمات غير الحكومية والحكومات والمنظمات الدولية. من أجل دمج حماية مسار الهجرة في قلب قرارات التنمية والتغيرات في استخدامات الأراضي في المنطقة.

وتم التعاون بين مصر و”مشروع الطيور الحوامة المهاجرة” مما أثمر اثراً ايجابياً في علاج أزمة تقاطع مشروع مزرعة رياح في منطقة جبل الزيت، لتوليد الطاقة من الرياح مع مسار الطيور المهاجرة، وهو ما دفع مشروع “الطيور المهاجرة” لتأمين المسار حتى لا تتعرض الطيور الى ايذاء بسبب محطة، توليد الطاقة، فوفقاً للفيلم التسجيلي المعروض خلال فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة الدولي للتعاون البيولوجي بشرم الشيخ. في عام 2018 – مرفق رابط – والذي أصدره “مشروع الطيور المهاجرة” مع وزارة البيئة المصرية، فإن ارض موقع مشروع مزرعة الرياح، هي ذاتها اكبر ثاني مسار لهجرة الطيور، تمت الدراسات اللازمة ونجح المشروع في تنفيذ ما يسمى ب”الغلق عند الطلب”، حيث تتم مراقبة الطيور من سبع خبراء متخصصين، وتحديد متى يتم وقف التوربينات، طبقاً لسير الطيور، وذلك عبر الإبلاغ بأرقام التوربينات لتوقيفها وتمرير الطيور ، كما يتم الاتصال المباشر باسبانيا كخطة احتياطية للتوقيف، إذا ما كان المسؤول الوطني غير متاح، والناتج النهائي أنه في 2016 لم يمت سوى تسعة طيور فقط خلال رحلة الهجرة في هذا العام.

ويركز “مشروع الطيور الحوامة المهاجرة” – وفقاً لملف المشروع – على جهود حماية 37 نوع من أنواع الطيور التي تزور المنطقة مرتين في السنة. خمس من هذه الأنواع مهدد عالمياً بحسب القوائم الحمراء للإتحاد الدولي لحماية الطبيعة وهي: الرخمة المصرية والصقر الحر وملك العقبان الشرقي والعقاب المنقط الكبير وأبو منجل الأصلع الشمالي في حين أن كل من هذه الأنواع لديها حالة حماية غير ملائمة وفقاً لاتفاقية الأنواع المهاجرة. لذلك أصدر مشروع الطيور الحوامة التابع لوزارة البيئة خريطة ودليل لمسارات الطيور المهاجرة فى مصر، لتسهيل سبل الحماية ولمساعدة عشاق سياحة مشاهدة الطيور فى التمتع بأجمل كائنات تحلق في السماء. ووفقاً لتصريحات د. ياسمين فؤاد وزيرة البيئة اليوم في الاحتفال باليوم العالمي للطيور الحوامة، فإن التعامل المصري مع قضية حماية الطيور المهاجرة لم يكن على المستوى الرسمى أو الحكومى فقط، بل اتسع ليشمل كافة الشركاء من المجتمع المدنى والمجتمعات المحلىة المضيفة، والقطاع الخاص، وقطاع السياحة فضلاً عن دمج الشباب، عبر تنظيم العديد من التدريبات للتعريف وإشراك جميع الأطراف فى حماية البيئة ومنها. تنظيم تدريبات خاصة للخريجين فى مجال رصد ومراقبة الطيور المهاجرة كذلك تدريب العاملين فى المجال السياحى والشركات، وادراج نقطة مراقبة الطيور بشرم الشيخ كأحد المعالم السياحية التى تضعها الشركات ضمن برامجها السياحية

الحوامة والتنوع البيولوجي

ويأتي الاهتمام بالطيور المهاجرة في القلب من قضية حماية التنوع البيولوجي التي تم إدراجها على أجندة القمة السابعة والعشرين للمناخ، وتخصيص يوم كامل لهذا الملف، يتضمن مناقشة آثار التغيرات المناخية على التنوع البيولوجي، وأساليب حمايته على المستوى الدولي، وخاصة فى ظل الاستعداد للتصديق على خارطة الطريق لما بعد 2020 للتنوع البيولوجى التى ستكون بمؤتمر التنوع البيولوجى ” cop15 ” بمونتريال فى ديسمبر القادم.هذا ما أكدته دكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة والمبعوث الوزاري لقمة المناخ، جاء تصريحها في سياق الاحتفال باليوم العالمي للطيور الحوامة، كما أشارت الى أن قضية حماية الطيور المهاجرة والتنوع البيولوجي هى أحد التحديات البيئة العالمية والإقليمية، والتى تحرص مصر على تناولها خلال مؤتمر المناخ COP27 ، لانها تعكس مدى الترابط فى تحقيق التوزان بين الاتفاقيات البيئية متمثلة فى تنفيذ اتفاقية التنوع البيولوجى وتنفيذ خطة المساهمات الوطنية للدولة فى التصدى لآثار التغيرات المناخية وخفض الانبعاثات.

وصرحت الوزيرة في افتتاح المؤتمر الإقليمى الذى نظمته مؤسسة “بيردلايف” الدولية بالتعاون مع مشروع الطيور الحوامة المهاجرة التابع لوزارة البيئة تحت عنوان “نحو مسارات آمنه، الطيور وقطاع الطاقة” فى الفترة من 8 – 10 أكتوبر الجارى، بأن ذلك ياتي بهدف ضمان توثيق العلاقات والتفاهم المتبادل بين قطاع الطاقة ومنظمات حماية الطبيعة على طول مسار الهجرة الأفريقي الأورو-آسيوي للحفاظ على الطبيعة، وبناء ثقافة مشاهدة الطيور كأحد برامج السياحة البيئية

أما مؤسسة “بيرد لايف” BirdLife ، فاوضحت على لسان السيد ابراهيم خضر المدير الإقليمي للمؤسسة، أن فتح سبل التعاون على كافة المستويات في بناء القدرات والاستفادة من التجارب الوطنية، له بالغ الأثر في دعم التنمية المستدامة وطنيا واقليميا وعالميا، وهو دليل حقيقي على حجم الجهد الذي تقوم به مصر في هذا المجال، مشيرا للتعاون المثمر مع وحدة الطيور الحوامة في مصر على العديد من المشاريع.

و”بيرد لايف” هي المصدر العلمي الرسمي للمعلومات عن الطيور في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة. وتأسست من أجل إنقاذ الكوكب والطبيعة والأنواع، وتستخدم علم الطيور وجمع البيانات وتحليلها من جميع أنحاء العالم لتنفيذ تدابير الحفظ الأكثر فاعلية وابتكارًا. وتربط BirdLife منظمات الحفاظ على الطيور في البلدان على طول مسارات الطيران ، وتجمع بين الموارد وتنسيق الإجراءات لحماية الطيور في كل خطوة من مسارها.

و عن تحدي مزرعة الرياح الذي واجه مصر تحدث المهندس إيهاب اسماعيل نائب رئيس هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة عن التعاون المثمر بين وزارتي البيئة والكهرباء في مجال طاقة الرياح ومسارات الطيور وقال:” كان ذلك تحديا كبيرا، ففي عام ٢٠١٣ أصدر جهاز شئون البيئة أول الأدلة الإرشادية في هذا المجال وفي عام ٢٠١٥ كان أول تخطيط للحفاظ على مسارات الطيور في محطة الرياح في جبل الزيت من خلال مراقبة مسارات هجرة الطيور، ومع النظر لمنطقة خليج السويس كمنطقة واعدة والعمل على إشراك القطاع الخاص مع أول محطة رياح ينفذها تتطلب تنسيق عام على مستوى الدولة من جهاز شئون البيئة وهيئة الطاقة المتجددة والشركة المصرية لنق الكهرباء والمرافق الإقليمي الطاقة المتجددة ونقل الطاقة من خلال لجنة رباعية لمراقبة هجرة الطيور في هذه المنطقة.

هكذا بدأت قصة حماية الطيور.

الجدير بالذكر أن العمل لحماية الطيور سبق ظهور مؤسسة بيرد لايف، ففي عشرينات القرن الماضي، اجتمعت مجموعة من المواطنين البريطانيين ذوي الشغف الشديد بالطيور، في نهار 20 يونيو 1922 ، في منزل وزير الخزانة في لندن، السير روبرت هورن – النائب عن جلاسكو. وقررت المجموعة أن العمل الدولي المنسق هو الرد على التهديدات المختلفة التي تواجهها الطيور وأسست المجلس الدولي لحماية الطيور (ICBP) – كان المجلس البريطاني ICBP مسؤولاً داخل “ IUCN” الاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة

” International Union for Conservation of Nature”

التي ساعدت في تأسيسها، كان المجلس مسؤولاً عن تجميع البيانات عن الطيور المهددة في العالم في كتاب البيانات الأحمر للطيور (1966)، واليوم خلفتها القائمة الحمراء IUCN للطيور ، التي لها تأثير عميق على أجندة الحفظ العالمية. كما لعب البرنامج دورًا فعالًا في الترويج لاتفاقية حفظ الأنواع المهاجرة والتوجيهات الأوروبية بشأن الطيور البرية والموائل.لكن هيكل ICBP المجلس باعتباره “اتحاد فيدراليات” أثبت أنه مرهق للغاية بالنسبة لحملات الحفظ الموحدة. كانت هناك حاجة إلى رؤية جديدة: أدى ذلك إلى الانتقال من الشراكة الدولية لزمن الطيور إلى شراكة حياة الطيور في مارس 1993. وكان النموذج الجديد هو أن يكون هناك شريك حياة الطيور واحد لأكبر عدد ممكن من البلدان والأقاليم حول العالم. BirdLife Partners ، وهو مؤسسة “بيرد لايف” التي تعمل الآن لحماية الطيور والموائل في كل قارة. حتى بلغ عدد دعاة الحفاظ على البيئة النشطين الملايين، منهم عشرة ملايين من أنصار شراكة حياة الطيور وحدها.

تاريخ الخبر: 2022-10-08 18:22:19
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 45%
الأهمية: 68%

آخر الأخبار حول العالم

قيبوع مهدد بعقوبة: مدرب السنافر يطلب تجهيز خالدي

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-05 03:24:46
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 51%

بطولة الرابطة الثانية

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-05 03:24:49
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 56%

عن جولات بيتكوفيتش الأخيرة: التزامات دورة «كاف برو» سبب غياب نغيز

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-05 03:24:42
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 65%

دورة مدريد لكرة المضرب.. البولندية شفيونتيك تتوج باللقب

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-05 03:25:19
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 64%

بينهم 4 من قسم الهواة: استفادة 20 ناديا من ورشة تكوينية للكاف

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-05 03:24:44
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 51%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية