بعد يومين من الانفجار الذي دمر جزئياً جسر القرم الذي يربط البر الروسي بشبه الجزيرة التي ضمتها موسكو من أوكرانيا قبل سنوات، حمل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الأحد، كييف مسؤولية تفجير جسر القرم، واصفاً الحادث بأنه "عمل إرهابي".
وقال خلال اجتماع مع رئيس لجنة التحقيق الروسية، إن "المنفذين والمخططين هم أجهزة الاستخبارات الأوكرانية"، بحسب ما نقلته "فرانس برس".
كما أضاف "تفجير جسر القرم كان يستهدف البنية التحتية الروسية".
الشاحنة مرت ببلغاريا
بدوره، أفاد رئيس لجنة التحقيق الروسية ألكسندر باستريكين، أن الأمن الفيدرالي الروسي علم بأن الهجوم نفذته الاستخبارات الأوكرانية بمساعدة من روس وأجانب.
كما قال باستريكين خلال اجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن الشاحنة انطلقت من بلغاريا، ووصلت إلى جورجيا، ومنها إلى أرمينيا، ثم إلى أوسيتيا الشمالية في روسيا، قبل أن تصل إلى إقليم كراسنودار المحاذي للقرم جنوب غربي روسيا.
وأضاف أن "مسار الشاحنة تم تحديده بجهود جهاز الأمن الفيدرالي، حيث تمكن من تحديد الضالعين في التخطيط للهجوم الإرهابي".
سيناريو يوم القيامة
وكان دميتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن القومي، حذر في يوليو الماضي من أن ضرب جسر القرم سيطلق العنان لسيناريو "يوم القيامة"، في إشارة إلى إمكانية استخدام الأسلحة النووية.
يشار إلى أن انفجار الشاحنة الذي وقع صباح السبت، ألحق أضرارا جسيمة بهذا الجسر الذي يعبر فوق مضيق كيرتش، والذي يضم كذلك طريقا بريا ومسارا للقطارات، في ضربة إلى رمز مرموق لضم موسكو لشبه الجزيرة.
كما يمثل طريق إمداد مهما للقوات الروسية التي سيطرت على معظم منطقة خيرسون بجنوب أوكرانيا، ومهما كذلك لمدينة سيفاستوبول الساحلية.
وكانت روسيا ضمت القرم عام 2014، وافتتح بوتين الجسر الذي يبلغ طوله 19 كيلومترا ويربط شبه الجزيرة بشبكة النقل الروسية في احتفال كبير بعد ذلك بأربع سنوات.
ويصور الكرملين القرم، التي يتحدث سكانها اللغة الروسية، باعتبارها جزءا تاريخيا وعزيزا من روسيا، وتم التركيز على ترويج هذه الصورة بشكل خاص خلال العام الحالي، بعد انطلاق العملية العسكرية الروسية على الأراضي الأوكرانية في 24 فبراير الماضي (2022).