بدأت الإثنين في لوس أنجلس محاكمة جديدة للمنتج السينمائي السابق بتهمة الاغتصاب والاعتداء الجنسي، بعدما سبقفي نيويورك أن دانه في قضية مماثلة، وبعد خمس سنوات من انطلاق حركة "مي تو" (#أنا_أيضا) التي كشفت النقاب عن اعتداءاته. 

ويمضي منتج فيلم "بالب فيكشن" البالغ 70 عاماً عقوبة بالسجن لـ23 سنة صدرت في حقه عام 2020 بتهمة الاعتداء الجنسي والاغتصاب في نيويورك.

ويواجه في المحاكمة الجديدة التي ستنعقد في لوس أنجلس، المدينة التي كان يتمتع فيها بنفوذ كبير في هوليوود، اتهامات من خمس نساء باغتصابهن أو الاعتداء جنسياً عليهن داخل فنادق بين عامي 2004 و2013.

وتنطلق الإثنين المحاكمة التي يُفترض أن تستمر شهرين، باختيار أعضاء هيئة المحلفين. وفي تموز/يوليو 2021، دفع واينستين ببراءته خلال جلسات تمهيدية في محكمة لوس أنجلس حضرها على كرسيه المتحرك مرتدياً بزة السجناء البنية.

وفي حال صدور قرار بإدانة قطب هوليوود السابق، قد يُحكم عليه بالحبس ما يصل إلى 140 عاماً بالإضافة إلى محكوميته في نيويورك والتي ردّ القضاء الأمريكي استئنافا تقدم به المنتج في شأنها. وواينستين متّهم أيضا في المملكة المتحدة بارتكاب اعتداءات جنسية تعود إلى عام 1996.

وبدأت اتهامات الاعتداء الجنسي والتحرش في حقّ واينستين تظهر إلى العلن العام 2017، فيما شكلت إدانته في آذار/مارس 2020 بنيويورك انتصارا مهماً لحركة "مي تو".

وفي المجموع، اتهمت حوالي 90 امرأة، بينهن النجمات أنجلينا جولي وغوينيث بالترو وروزانا أركيت، المنتج السابق هارفي واينستين بالتحرش أو الاعتداء الجنسي. إلا أنّ عددا من هذه الوقائع التي يعود بعضها إلى عام 1977 سقط بالتقادم.

وكان المنتج السابق يؤكد باستمرار أنّ العلاقات الجنسية مع هؤلاء النساء كانت تحصل بموافقتهنّ.

وفي تموز/يوليو 2021، قال وكيل الدفاع عنه المحامي مارك ويركسمان للصحافيين إن المزاعم التي تطاله "غير مثبتة وتفتقد للموثوقية ولا تستند إلى أي أساس"، مشيراً إلى عدم وجود أي أدلة من الطب الشرعي أو شهود موثوق بهم لدعم هذه الاتهامات.

عرض أول لفيلم تزامنا مع المحاكمة 

وخلال محاكمته في نيويورك، ناشد فريق الادعاء هيئة المحلفين تصديق كلام الضحايا من دون تقديم أي أدلة من الطب الشرعي وفي ظل عدم استدعاء أي شهود للإفادة بأقوالهم.

ومن أبرز التهم التي وجهت إلى واينستين في كاليفورنيا اغتصاب عارضة أزياء إيطالية في أحد فنادق بيفرلي هيلز في شباط/فبراير 2013، والاعتداء الجنسي على الممثلة لورين يونغ في حمام فندق آخر.

وسبق ليونغ، وهي الوحيدة التي لم تُبقِ هويتها طي الكتمان في القضية، أن أدلت بإفادتها خلال محاكمة نيويورك.

وشددت وكيلة عدد من الضحايا العام الفائت على أن إجراء محاكمة جديدة في لوس أنجلس أمر ضروري للضحايا، مشيرةً إلى أنّ هؤلاء "لم يتسن لهنّ إلى الآن" إيصال قضاياهن إلى القضاء.  

ومنذ سقوط واينستين، أدت قضايا العنف الجنسي التي تناولتها حركة "مي تو" إلى إبراز عدد كبير من الاتهامات أفضت إلى محاكمات عدة.

ويُحاكم الممثل كيفين سبايسي مثلاً في نيويورك بدعوى مدنية رفعها الممثل الأمريكي أنتوني راب متهماً إياه بالاعتداء الجنسي عليه عام 1986 عندما كان في الرابعة عشرة.

وتتزامن محاكمة واينستين الجديدة مع العرض الأول لفيلم "شي سِد" الذي سيُقام الأسبوع المقبل ضمن مهرجان نيويورك السينمائي، ويتناول العمل التحقيق الذي أجراه صحافيا "نيويورك تايمز" في شأن اعتداءات واينستين الجنسية.

فرانس24/ أ ف ب