أطلقت الدولة، ممثلة فى وزارة الثقافة، عدداً من المبادرات الثقافية، بهدف الحفاظ على الهوية المصرية وصون ملامحها المتفردة، لكون الثقافة والهوية الوطنية المكون الرئيسى للشخصية المصرية فى مواجهة جميع التحديات، حيث بذلت على مدار الثمانى سنوات الماضية جهوداً حثيثة فى سبيل تعزيز الثقافة والهوية الوطنية، إذ تم إطلاق العديد من المشروعات والمبادرات والفعاليات والمؤتمرات والبرامج وورش العمل الثقافية والحملات التوعوية التى تستهدف تعزيز القيم الوطنية للشباب والنشء بشكل خاص.

إطلاق «تراثك أمانة» و«اعرف جيشك» الأبرز

وتعنى «الثقافة» مجموعة القيم والأفكار والاتجاهات التى تميز مجتمعاً عن غيره من المجتمعات، وهى أحد الأركان الأساسية لبناء هوية وسلوك الأفراد داخل أى مجتمع، كما تعد الركيزة الثالثة للسياسة الخارجية للدول، إلى جانب الأمن والاقتصاد الذى أصبح يشمل الاقتصاد السياسى للممتلكات الثقافية، وذلك فى إطار اعتبار الثقافة إحدى الأدوات المهمة للقوة الناعمة للدول، حيث إن هناك العديد من المبادرات الثقافية، التى تم إطلاقها خلال السنوات الماضية، للحفاظ على الهوية الوطنية، ومن أبرز تلك المبادرات، مبادرة «تراثك أمانة»، التى أطلقتها وزارة الثقافة والهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، عام 2018.

وتهدف المبادرة، إلى جمع وتوثيق التراث المصرى فى كافة المجالات، بتفعيل المشاركة المجتمعية، ومناشدة جميع المصريين من مقتنى الوثائق والمخطوطات النادرة والأوعية المعلوماتية السمعية والبصرية المتنوعة التى تحتوى على مواد قيمة إهداءها إلى دار الكتب والوثائق القومية لحفظها بشكل علمى أكاديمى وضمها إلى الكنوز القومية، على أن يتم تدوين أسماء المواطنين الذين استجابوا بسجلات دار الكتب وتسليمهم شهادات تقدير مع نسخة رقمية من المقتنيات.

ومبادرة «اعرف جيشك»، التى أطلقها قطاع الإنتاج الثقافى بالتعاون مع بعض القنوات الفضائية فى مارس 2018، لتقديم عروض مسرحية تسجل بطولات الجيش، وتعزز الانتماء إلى العسكرية المصرية، لما لها من دور فى حماية الوطن، ومبادرة «صنايعية مصر للتدريب المهنى»، فى يونيو 2019، بهدف صون الهوية المصرية والحفاظ على ملامحها المتفردة، من خلال عودة الاهتمام بالحرف التقليدية والتراثية فى الأسواق المصرية، وخلق جيل جديد من المبدعين فى هذا المجال، بالإضافة إلى مبادرة «المؤلف مصرى»، التى تم إطلاقها فى أغسطس 2020، والتى تهدف إلى إنتاج عروض مسرحية مصرية خالصة ترسخ الهوية الوطنية.

«قافلة الشباب والمناخ» لمواجهة مخاطر التغيرات

كما أطلقت الدولة مبادرة «اضحك- فكر- اعرف»، فى أبريل 2020، التى تم تنفيذها بالتعاون بين البيت الفنى للمسرح، وفرقة المسرح القومى، بهدف زيادة الوعى والمعرفة، ونشر المثل العليا والقيم الأخلاقية السامية، من خلال تقديم أعمال عالمية بأسلوب مصرى مبدع، بجانب مشروعات مختلفة تستهدف التجميل والحفاظ على المناطق التراثية والمدن المصرية، إضافة إلى تحسين الصورة البصرية للعمران والحفاظ على هويته، لا سيما فى الشوارع والميادين العامة، ومنها تنسيق «شارع قصر النيل، وميدان طلعت حرب، ميدان مصطفى كامل، ميدان الأوبرا، تطوير ميدان التحرير، واستحداث منظومة الإنارة الخارجية للمتحف المصرى القديم».

ليس ذلك فقط، بل حرصت الدولة على تنظيم أنشطة تفاعلية عدة، تشمل بناء القدرات، والمسابقات، والعروض المسرحية، والمعسكرات التدريبية، إضافة إلى الحملات التوعوية عن تغير المناخ، ويأتى ذلك فى ظل حرص الدولة على تمكين النشء والشباب وقيامهم بدور فعال ضمن الجهود الدولية لمكافحة تغير المناخ.