استعادت قسنطينة، سينما النصر، بعد غلق استمر لقرابة 22 عاما، حيث تم إعادة فتحها باسم متحف السينما الجزائرية «سينيماتيك» بشارع 19 جوان بقلب المدينة، بعد أن استفادت من عملية ترميم شاملة، وهو الأمر الذي استحسنه مثقفون وفنانون، فضلا عن مواطني المدينة.
وأشرف والي قسنطينة، عبد الخالق صيودة، بمعية ممثل وزير الثقافة ومدير الإنتاج الثقافي بالوزارة، سمير الثعالبي، على تدشين متحف السينما الجزائرية» سينما النصر سابقا» بشارع 19 جوان، وذلك بحضور مواطنين ومثقفين وفنانين فضلا عن مواطنين.
ولم يتم تقديم، أي معلومات تقنية خلال فعاليات الافتتاح، عن سينماتيك سوى أنها تتوفر على 200 مقعد، كما تم إعادة تهيئتها بشكل كامل ، حيث بدت في حلة جميلة رغم ضيق القاعة، فيما أكد الفنان والمخرج المسرحي، كريم بودشيش، أنه من دواعي السرور أن تعود هذه السينما، إلى جمهورها بعد عقدين من الغياب، لاسيما و أنها ساهمت بشكل كبير في تكوين وتأطير فناني المدينة منذ سنوات.
وأكد المتحدث، أنه وبفضل «السينماتيك» « تعرف فنانون من المدينة» على الصورة والسينما والنقاد والإعلاميين، كما أنها كانت متنفسا بالنسبة لسكان المدينة القديمة وكان الجميع يلتقي خمس مرات في الأسبوع، مشيرا إلى أنها ستشكل لا محالة إضافة كبيرة للمشهد الثقافي بشكل عام والسينمائي بشكل خاص، كما من شأنها، أن تساهم في تكوين جيل متحضر ومثقف سينمائيا في المستقبل.
وقال الفنان حيكم دكار، ونائب رئيس بلدية قسنطينة المكلف بالشؤون الثقافية، أن متحف السينما الجزائرية، يعد فضاء فنيا بامتياز بالنسبة للمثقفين والمخرجين والفنانين بشكل عام، كما سيتم من خلالها عرض الكثير من الأفلام، وهو ما يمنح متنفسا وأوكسجينا للمهتمين بمجال السينما، مشيرا إلى أنها ستشكل إضافة كبيرة للمشهد الثقافي القسنطيني.
وذكر ممثل وزيرة الثقافة، سمير الثعالبي، أن حضوره في فعاليات تدشين قاعة سينما النصر، سيكون كما قال، حليفا لسيرتا الثقافية من أجل إعادة فتح العديد من المرافق والفضاءات الثقافية، مشيرا إلى أن تدشين هذا المرفق، يأتي بعد اللقاء المنظم بقصر الثقافة بالعاصمة، حول «السينما رؤى متقاطعة» والذي حضره سينمائيون من مختلف ولايات الوطن، وتم من خلاله التطرق إلى العديد من القضايا التي تمس هذا الفن، مشيرا إلى أن العمل متواصل عبر العديد من الورشات الفنية، التي أطلقتها وزيرة الثقافة صورية مولوجي، قصد النهوض بالقطاع وترقيته.
وقد أبدى مواطنون وفنانون حضروا مراسيم التدشين، فرحهم بعودة سينما النصر إلى أحضان المدينة، حيث ذكر أحد سكان المدينة القديمة، إنه يأس من إعادة فتحها بعد أن أغلقت أبوابها منذ أكثر من عشرين عاما، مؤكدا أن عودة مثل هذه الفضاءات ستعيد لقسنطينة القديمة ألقها وحركتيها الثقافية.
وتم خلال المناسبة، تكريم ابنة المدينة الفنانة القديرة الراحلة شافية بوذارع، كما تم عرض فيلم وثائقي لأبرز منتجاتها الفنية، في حين استلم التكريم ممثلا عن فناني المدينة، الممثل حكيم دكار، كما تم تكريم رائد السينما الجزائرية الطاهر حناش وعرض فيلم وثائقي عن سيرته ومسيرته، لاسيما في الحقل السينمائي.
وتجدر الإشارة، إلى أن العديد من دور السينما بقسنطينة، ماتزال مغلقة على غرار الأولمبيا والرمال و فيرساي والأندلس وكذا الأنوار، حيث أنها تعرف وضعا مزريا منذ عقود، رغم أن أمل إعادة فتحها مجددا عاد خلال تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، غير أن عملية تسجيل ترميم 7 قاعات سينما، ظل مجرد حبر على ورق، بسبب مشاكل إدارية وعدم قدرة الجهات القائمة على التظاهرة أنذاك على مجاراة والتحكم في عدد المشاريع، التي استفادت منها المدينة.
لقمان/ق
