كعادته استيقظ قبيل صلاة الفجر توضأ وخرج إلى المسجد ثم أذن للصلاة وصلى الفجر في جماعة وقرأ ورده اليومي من القرآن الكريم ثم غادر إلى منزله وجلس يقرأ أذكاره، ثم نام قليلاً واستيقظ قبل صلاة الظهر، ودخل يتوضأ لصلاة الضحى فسقط متوفياً، كانت هذه هي اللحظات الأخيرة في حياة الحاج السعيد القصبي، صاحب الـ76 عاماً، وشهرته «محمد القصبي»، أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة، والذي توفي أثناء وضوئه لصلاة الضحى أول أمس الأربعاء.

فلم يكُن يعلم «القصبي» أن صلاة الفجر التي صلاها صباح يوم الأربعاء الماضي ستكون آخر صلاة في حياته، ووضوئه لصلاة الضحي سيكون الأخير أيضاً، ليرحل ويترك سيرة طيبة بين أهالي مدينته.

ابن شقيقه: كان نفسه ربنا يرزقه بحُسن الخاتمة

«اللهّم ارزقني حُسن الخاتمة وتوفني وأنت راضٍ عني».. بتلك الكلمات كان يدعو الراحل دبر كل صلاة، بحسب محمود القصبي، ابن شقيقه: «كان نفسه ربنا يرزقه بحُسن الخاتمة، وكان بيدعي بعد كل صلاة إن ربنا يحسن خاتمته، والمصحف كان في إيده كل طول، وكان بيختم القرآن أسبوعياً، وطلب حُسن الخاتمة وناله الحمد لله».

ابن شقيقته: عرفني أنه مسافر يعمل عُمرة الأسبوع القادم

وأكد كمال طمان، ابن شقيقة الراحل، إن آخر لقاء جمعه بخاله كان في فجر اليوم الذي توفي فيه، متابعاً: «أذن الفجر وصلى معانا حاضر وقرأ ورده اليومي من القرآن الكريم، وقعدنا مع بعض، وعرفني أنه مسافر يعمل عُمرة الأسبوع القادم، وقالي لو محتاج حاجة من هناك عرفني، وصحيت قبل صلاة الظهر وبعد شوية جاني الخبر، ومكنتش مصدق لأنه كان زي الفل، بس الحمد لله علي حُسن الخاتمة، ووشه كان زي البدر، وكان مبتسم ابتسامة جميلة أوي».

وأضاف «طمان»، «كان فاتح بيته للصغير والكبير، وربي ولاد أخواته الـ9، وعُمره ما زعل حد، كان طيب وكريم ومردش أي سائل، كان بيتصدق على الفقراء والمساكين والمحتاجين من ماله، ومحدش قصده في حاجة ورده أبداً».

فقدان «القصبي» بمثابة فقدان عالم جليل حسبما عبّرت منة عبد العزيز، إحدى جيران الراحل: «كان زي أبويا، وكان حنين علي الكل سواء قريب أو غريب، وحزننا كبير أوي عليه والله».

كان السعيد القصبي، وشهرته «محمد القصبي»، صاحب الـ76 عاماً، ابن مدينة بيلا، بمحافظة كفر الشيخ، وأحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة 1973م، قد توفي الأربعاء الماضي، داخل منزله بمنطقة القطعة ببيلا، بشكل مُفاجئ أثناء وضوئه لأداء صلاة الضحي، وشُيعت جثمانه أمس الخميس، في جنازة مهيبة شارك فيها العشرات من أهالي مدينة بيلا.

البطل المتوفى كان أحد المشاركين في حرب أكتوبر المجيدة، وسبق أن تم تكريمه لمشاركته في الحرب، وكان يعمل لدي شركة الغزل والنسيج، ثم انتُدب للعمل في أحد مضارب الأرز الحكومية، وعُرف عنه الطيبة الشديدة وحُب الجميع له.