قال الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي اليوم الجمعة إنه لا يمكن لأحد أن يجرؤ على التفكير في تقويض إيران، في تحذير هو الأشد لهجة للمحتجين منذ أن أثارت وفاة الشابة مهسا أميني، في أثناء احتجازها لدى الشرطة اضطرابات على مستوى البلاد دخلت الآن أسبوعها الرابع.

وتحولت مظاهرات شارك فيها أفراد من كل مناحي الحياة والأطياف المختلفة في إيران بعد مقتل أميني إلى مطالبات واسعة النطاق بالإطاحة بخامنئي و"موت الجمهورية الإسلامية".

وتمثل الاحتجاجات أحد أجرأ التحديات التي تواجه البلاد منذ ثورة 1979، حتى إن لم تكن الاضطرابات قريبة من الإطاحة بالنظام.

وشبه خامنئي إيران بالشجرة الثابتة. وقال في تصريحات بثها التلفزيون الرسمي إن هناك من وقفوا "بالضد من الجمهورية الإسلامية متصورين أن هذه النبتة يمكن اقتلاعها، لكن هذه النبتة أصبحت اليوم شجرة ثابتة ويخطئ من يفكر باقتلاعها".

ووقعت بعض الاضطرابات الأكثر دموية في المناطق التي تقطنها أقليات عرقية لديها مظالم قائمة منذ فترة طويلة من الدولة، بما في ذلك الأكراد في الشمال الغربي والبلوش في الجنوب الشرقي.

وتقول جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان إن أكثر من 200 قتلوا في حملة القمع في أنحاء البلاد، بما في ذلك فتيات مراهقات.

وقالت منظمة العفو الدولية إن 23 طفلاً على الأقل قُتلوا على يد قوات الأمن في إيران خلال الاحتجاجات. وتتراوح أعمارهم بين 11 و17 عاماً ومن بينهم 20 فتى وثلاث فتيات.

وتوفيت أميني، وهي كردية إيرانية، في 16 سبتمبر/أيلول بعد اعتقالها في طهران بسبب ارتداء "ملابس غير لائقة".

وحملت إيران مسؤولية أعمال العنف على أعداء في الداخل والخارج، من بينهم انفصاليون مسلحون وقوى غربية، واتهمتهم بالتآمر على الجمهورية الإسلامية ونفت قتل قوات الأمن محتجين. وأفاد التلفزيون الرسمي في المقابل بمقتل ما لا يقل عن 26 من قوات الأمن.

قتلى في تزايد

وشهدت زاهدان في 30 سبتمبر/أيلول أحد أكثر الأيام دموية حتى الآن، إذ قالت منظمة العفو الدولية إن قوات الأمن قتلت ما لا يقل عن 66 شخصاً في ذلك اليوم في حملة قمع بعد الصلاة.

وقالت السلطات إن مسلحين من البلوش هاجموا مركزاً للشرطة في ذلك اليوم، ما أدى إلى تبادل لإطلاق النار. وأعلن الحرس الثوري أن خمسة من أفراده ومن الباسيج قتلوا.

ويبلغ عدد سكان إيران 87 مليون نسمة تقريباً، ويوجد بها سبع أقليات عرقية إلى جانب الأغلبية الفارسية. وتقول جماعات معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان إن الأقليات، ومن بينهم الأكراد والعرب، يتعرضون للتمييز منذ فترة طويلة فيما تنفي إيران ذلك.

وذكر التلفزيون الحكومي أن ضابطاً بالحرس الثوري وعنصراً من الباسيج قُتلا برصاص "مثيري شغب" في ساعة مبكرة من صباح اليوم الجمعة في إقليم فارس بالجنوب. وأشارت وكالة أنباء إلى أنهما تعرضا لإطلاق نار بعد مواجهة "اثنين من المشاغبين" كانا يكتبان على جدران.

وتفاعل مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي بغضب مع مقطع فيديو ظهر فيه ما يبدو أنه فرد من شرطة مكافحة الشغب وهو يتحرش بمتظاهرة في طهران. ولم يتسن لرويترز التحقق من المقطع.

ودعت أنسیة خزعلي نائبة الرئيس لشؤون المرأة إلى فتح تحقيق في الأمر وفقاً لما نقلته وسائل إعلام رسمية. وقالت الشرطة إنها ستحاسب كل من يثبت ارتكابه مخالفة.

وفي مدينة عبادان النفطية في الجنوب الغربي، قال شاهد آخر إن المحتجين كانوا يهتفون "الموت للديكتاتور" وسط انتشار مكثف للباسيج وشرطة مكافحة الشغب اليوم الجمعة.

TRT عربي - وكالات