أوضحت الدكتورة صفاء حمودة، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، أن الوسواس القهري عبارة عن جزءين؛ جزء يتعلق بالأفكار والآخر بالأفعال.

وسواس الأفكار

وقالت، خلال حوارها ببرنامج «8 الصبح» المُذاع على قناة «DMC»، إن الجزء الأول المتعلق بالأفكار هو عبارة عن أفكار تأتي للشخص ولا يستطيع إبعادها، مثل سب الذات الإلهية، أو الشعور الدائم بموت أحد أفراد العائلة بصورة مزعجة لا يستطيع الشخص إيقافها، أو الذهاب إلى الباب والعودة أكثر من مرة وليس من باب التأكيد.

وسواس الأفعال

وأضافت أن الجزء الثاني هو المتعلق بالأفعال، وهي الأفعال التي يقوم بها الشخص لكي يقلل من التوتر الناتج عن الأشياء السابقة، فيفكر في أنه لم يغلق الباب، وبالتالي يشعر بالتوتر، ثم يذهب ليتأكد أنه قام بغلق الباب.

التغلب على الوسواس القهرى

ونوهت إلى أن الفعل الوسواسي يقلل بالفعل من التوتر، لكن مع الوقت يكون مزعجًا، فبعدما يذهب الشخص أكثر من ثلاث مرات للتأكد من غلق الباب تبدأ الفكرة تسيطر عليه مرة أخرى بأنه لم يقم بغلق الباب.

وأكدت أن هناك طالبًا يستمع إلى شرح الفيديو ساعة ولكنه يشاهده في 5 أو 6 ساعات، وذلك لأنه دائما شكاك بقدرة استيعابه، ولا يستطيع التحكم في ذاته إلا بعد سماع الفيديو أكثر من مرة، مما يؤدي إلى التأثير السلبي وظيفيًا، إذا إنه في هذه الحالة «يكون عنده وسواس قهري».

أسباب الوسواس القهرى

وشددت على أن الإصابة بالوسواس القهري قد تكون بسبب الجينات الوراثية، أي أن هناك شخصًا في أسرته يعاني من الوسواس القهري، وليس شرطًا أن يكون قرابة من الدرجة الأولى، أو بسبب تربية الشخص ذاتها، فكلما كان الشخص يبحث عن المثالية كان معرضا للإصابة بالوسواس القهري.

طريقة تأكد الإصابة بالوسواس القهرى

وكشفت عن أن طريقة تأكد الشخص من الإصابة بالوسواس القهري هى "عندما يكون الشخص غير قادر على تحمل فكرة تتسبب له في توتر عالٍ، مما يدفعه إلى التحرك وعمل الأفعال الوسواسية، وأن هذا أصبح مؤثرًا عليه وظيفيًا، فمعظم المرضي يصابون قبل عمر الـ25 عامًا وليس بعد ذلك، ولكن المحيط العائلي أو أن المريض لا يخبر أحدا بأنه يمر بأوقات هوادة واشتداد، وفي حالة وجود خلل وظيفي أو اجتماعي، أي ملاحظة أن يوم الشخص بدأ يتأثر وعمله وعلاقاته، لا بد حينها من الذهاب إلى الطبيب.

كيفية العلاج من الوسواس القهرى

وهناك شقان من العلاج للوسواس القهري، الشق الأول وهو دوائي والآخر علاج نفسي، ولكن يجب أن يعلم الجميع أن الذي يعاني من الأفكار الوسواسية البسيطة مثل «أشيّك على العربية مرة أو اتنين وتلاتة، مرة ومرجعش تاني» هم الذين يجب عليهم العلاج النفسي على الفور.

وعن معالجة المريض أو العائلة له في المنزل يجب القيام بـ«تمارين اليقظة»، وعدم فحص أي شيء «متشغلش بالك ومش لازم تروح تشيك على العربية مثلا اتقفلت ولا لأ هي 100% اتقفلت»، تمارين الاسترخاء متواجدة على الإنترنت، تجاهل الفكرة، وبالنسبة للأعمال المنزلية يجب توافر «تايمر أو منبه»، وقف الذهاب والإياب لفحص شيء ما.

نصائح عامة للعائلة

ونصحت «حمودة» الأهل بعدم التحدث عن أن الوسواس القهري من عمل الشيطان وهو ضعف إيماني، وإنما يحدث نتيجة «لخبطة في كيمياء المخ» وهي النقطة الأساسية، يجب علينا مساعدة المريض وإخراجه من تلك الأزمة بهدوء وعمل خطة محددة لإخراج المريض بشكل عقلاني من الوسواس، وعن «الأم الناقدة مثلا تعمل وتركز على اللي متعملش دايما ده هيخلي ابنها يركز في التفاصيل وبيشجعه على الإصابة بالوسواس القهري»، يجب الابتعاد تماما عن تلك السلوكيات السلبية التي تؤدي إلى تدهور الحالة.