نجحت منصة نتفليكس في أن تضع حدا لتراجع أعداد المشتركين في خدمتها، بعد أن وجدت صعوبات في الاحتفاظ بهم في مواجهة المنافسة الشديدة والضغوط الناجمة عن ارتفاع تكاليف المعيشة.

وقالت شركة البث العملاقة إنها أضافت 2.4 مليون مشترك إلى قاعدة مشتركيها خلال الفترة من يوليو/تموز إلى سبتمبر/أيلول.

وأدى ذلك إلى عكس الخسائر التي تكبدتها الشركة في النصف الأول من العام بعد رفع أسعارها في الأسواق الرئيسية.

وساعدت أعمال مثل مسلسل "أشياء غريبة" ومسلسل "الوحش: قصة جيفري دامر"، في جذب المشاهدين إلى الموقع مرة أخرى.

وقالت الشركة في رسالة إلى المستثمرين يوم الثلاثاء: "بعد النصف الأول الصعب من العام، نعتقد أننا في طريقنا لتسريع النمو".

وقالت الشركة إنها تتوقع الاستمرار في إضافة مشتركين جدد خلال الأشهر المقبلة. كما تُجري عددا من التغييرات التي تهدف إلى استعادة بريقها، بما في ذلك خيار يتيح عرض الإعلانات على شاشتها مقابل اشتراك أقل بداية من الشهر المقبل.

وأضافت الشركة أن الرسوم الجديدة التي تستهدف الأشخاص الذين يشاركون حساباتهم، والتي يجري تجربتها بالفعل في أجزاء من أمريكا اللاتينية، سيبدأ تنفيذها على نطاق أوسع في أوائل عام 2023.

تأتي هذه الأنباء بعد يوم واحد من إعلان الشركة أنها توصلت إلى طريقة لنقل ملفات تعريف المستخدمين، إلى جانب سجلات المشاهدات السابقة والتفضيلات، إلى حسابات جديدة، حتى لا تضيع الإعدادات الشخصية.

وقال محللون إن هذه التغييرات ستساعد الشركة في جني المزيد من الأموال. لكن كثيرين ما زالوا متشككين في قدرة الشركة على النمو بشكل أكبر، خاصة في الأسواق الأساسية مثل الولايات المتحدة.

وقالت نتفليكس إن الاشتراكات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ ساهمت في النمو خلال الربع الأخير من العام، وهو ما جعل إجمالي المشتركين في المنصة يتجاوز 223 مليون مشترك.

وقال واد بايسون ديني، من شركة "باروت أناليتيكس" للبيانات التي تتعقب الطلب على المحتوى: "سيظل عدد المشتركين في المنصة من الولايات المتحدة هو الأكبر، لكن فيما يتعلق بالحصة الإجمالية، سيكون من الصعب تحقيق نمو".

وتحتل نتفليكس حاليا أكثر من ثمانية في المئة من إجمالي وقت مشاهدة مقاطع الفيديو في المملكة المتحدة، و7.6 في المئة من وقت مشاهدة التلفزيون في الولايات المتحدة، حسبما أعلنت الشركة العملاقة في آخر بيان مالي لها.

وتواجه نتفليكس منافسة شرسة من يوتيوب في الولايات المتحدة، لكنها تتقدم بفارق كبير عن منافسين آخرين مثل أمازون وديزني.

وتواصل مسلسلات على نتفليكس، مثل "كوبرا كاي" و"أشياء غريبة" و"ذا كراون"، هيمنتها على قوائم برامج البث الأكثر شعبية.

لكن بعد الطفرة التي حدثت لنتفليكس أثناء وباء كورونا، وجدت الشركة صعوبات كبيرة في جذب اشتراكات جديدة - والحفاظ على المشتركين الحاليين.

وساهم ارتفاع الأسعار في الأسواق الرئيسية، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، في تفاقم المشكلة، خاصة وأن ارتفاع تكلفة المعيشة يؤدي إلى تقليص الناس لنفقاتهم على الأشياء الترفيهية.

وتواجه الشركة أيضا منافسة شرسة من منصات أخرى مثل يوتيوب، وآبل تي في، وإتش بي أو ماكس، وأمازون برايم، وديزني بلس.

وتراجعت أسهم الشركة بشكل كبير هذا العام، وهو ما دفعها إلى تقليص الوظائف وإعادة النظر في المبادئ الأساسية لأعمالها، مثل السماح بظهور إعلانات وإطالة مدة عرض البرامج والمسلسلات الناجحة مثل مسلسل "أشياء غريبة"، الذي عُرض أحدث مواسمه على دفعتين.