من هو المرشح الرئاسي المفضل لقطاع المال البرازيلي، لولا أم بولسونارو؟


إعلان

في صباح يوم 3 أكتوبر/تشرين الأول 2022، غداة الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية البرازيلية، ارتفعت مؤشرات "بي 3"، سوق الأوراق المالية في العاصمة الاقتصادية ساو باولو، محققة أعلى نسبة لها منذ 6 أبريل/نيسان 2020. ودارت الأحاديث همسًا بين بعض المتخصصين في القطاع المالي في أروقة مبنى بورصة العاصمة الاقتصادية الواقع في شارع الخامس عشر نوفمبر/تشرين الثاني، بأن ، المتخلف بخمس نقاط عن منافسه اليساري ، يمكن أن يقلب الطاولة ويفوز في الدورة الثانية.    

يؤكد أنطوان سكاف، مدير صندوق الاستثمار في ويتبار فوندز: "سيكون لديه أخيرا الأغلبية اللازمة لإجراء إصلاحات أكثر واقعية وأفضل بكثير لاقتصاد البلاد".

للمزيد - 

ففي الانتخابات التشريعية الأخيرة، فاز معسكر جايير بولسونارو بأغلبية المقاعد. وفي عام 2018، صوت ذلك الممول الشاب من ساو باولو للمعسكر "المعارض لليسار". أما اليوم، فسيصوت بالثقة للرئيس الحالي جايير بولسونارو وذلك "على الرغم من الحماقات التي يتفوه بها من وقت لآخر". مضيفا: "فقد أثبت أنه يعرف كيف يقود قاربه. فباولو غيديس هو أفضل وزير للاقتصاد حصلنا عليه وقد حقق نتائج جيدة للغاية". 

بولسونارو، الليبرالي المتطرف 

بالنسبة لأنطوان سكاف، فإن قائمة نجاحات بولسونارو طويلة: إصلاح نظام التقاعد الصعب الذي، وفقا له، سيعيد تشكيل الاقتصاد البرازيلي للسنوات العشرين القادمة، وسياسة الخصخصة للعديد من الشركات وفروع القطاع العام، والإدارة الأكثر مرونة لبتروبراس التي سمحت لعملاق النفط الوطني بجني أرباح لأول مرة... وتلك علامة إيجابية للسوق. فصندوق أنطوان الاستثماري قد استفاد كثيرا من الارتفاع القياسي للاستثمارات الأجنبية المسجلة في السنوات الأخيرة.

ومع ذلك، ألا يهدد خطاب جايير بولسونارو المتطرف الذي يستهدف بانتظام المؤسسات الديمقراطية في البلاد، الأسواق المالية المولعة بالاستقرار؟ يؤكد أنطوان سكاف قائلا :"لا، لأنه يطلق فقط التهديدات لكنه لا ينفذها. فأفعاله على الأرض أكثر اعتدالا من كلماته، وهو ما يطمئن على مستوى الممارسة العملية. فسياسته الليبرالية هي ضمان لنا".

أما بالنسبة لرجل الاقتصاد أندريه كاليكستر، فإن هذه الأرقام نفسها هي ما يدق ناقوس الخطر. يقول: "إذا نظرنا إلى صناديق التقاعد الأوروبية، والصناديق الخضراء التي هي أكثر تنظيما من الاستثمارات قصيرة الأجل، فسنجد أنها قد انخفضت كثيرا. فالقول بأن الاستثمارات وصلت إلى مستويات قياسية تحت حكم بولسونارو أمر أثبت خطأه. ربما على المدى القصير نعم، وهو ما سمح للمتداولين بجني الأموال سريعًا، لكنه نجاح يتسم بالتقلب الشديد، كما إنه ليس دليلا على استقرار السوق البرازيلية على المدى الطويل".   

إن أندريه كاليكستر المؤسس المشارك لصندوق "بولسا فاميليا"، صندوق مساعدات اجتماعية أنشأته حكومة لولا الأولى في عام 2004 وكان مخصصا للأسر الأكثر فقرا لتشجيعها على الاستهلاك، ينتقد بشدة سجل بولسونارو. عندما ضربت جائحة كوفيد -19 البلاد وفاقمت من حدة الأزمة الاقتصادية العالمية، جنح جايير بولسونارو إلى استنساخ تجربة لولا بإنشائه صندوق المساعدات الاجتماعية "أوكسيليو البرازيل"، وهو الأمر الذي يأخذه عليه بشدة كاليكستر. فقد حصل 20 مليون برازيلي على هذه المساعدة المالية التي تبلغ حوالي 100 يورو ولكنها، على عكس مساعدات سلفها اليساري، لم تكن تمنح الحق في الحصول على دعم اجتماعي أو تعليمي أو صحي.  

"لقد أراد أن يبدو كأب جديد للفقراء" من خلال توزيع مساعدة لمرة واحدة لكل أسرة. لكنه في الواقع وزعها بعد فوات الأوان وبشكل سيء، فلم يكن هناك إعادة تقييم للأجور ولا سياسة حقيقية لمكافحة التضخم". اليوم، وفقًا له، فإن "البؤس والجوع باتا أوضح أكثر من ذي قبل".   

أمضى كلاوديو أميترانو السنوات الأربع الماضية في تحليل الإدارة الاقتصادية للرئيس المنتهية ولايته، وكان تقييمه كالتالي: "كان بإمكان جايير بولسونارو اتخاذ تدابير اقتصادية أسرع للحد من تأثير الوباء. لكنه عوضًا عن ذلك تحرك بعد مرور وقت طويل. فقد كان عليه أن يخفض أسعار الفائدة بصورة أسرع، ويخفف الضرائب على الشركات فورًا لمساعدتها على زيادة الإنتاج وهو ما كان من شأنه إبطاء التضخم... لقد قلل من شأن الوباء وكلف البرازيل غاليا".  

هل سيفعل لولا شيئا أفضل من بولسونارو؟

عندما قام معهد كلية سترونغ لإدارة الأعمال في ساو باولو بمقارنة المحصلة الاقتصادية للمرشحين في نهاية ولايتهما الأولى، على الرغم من أن السياقات الاقتصادية مختلفة تماما - تضخم قياسي في ولاية لولا ووباء خلال حقبة بولسونارو، وجد أن مؤشر أسعار المستهلك الوطني سجل انخفاضًا في التضخم بنسبة 0,29 بالمئة للشهر الثالث على التوالي، وكذلك انخفاض معدل البطالة بأكثر من نقطة مئوية منذ فترة ولاية لولا الأخيرة، ليصبح 9 بالمئة. انتصار باهت للرئيس المنتهية ولايته.   

ولا تزال البرامج الاقتصادية للمرشحين الرئاسيين غير واضحة... فالصحافة تنشر تفاصيلها بالقطَّارة، ومعظمها غارق في طوفان من الأخبار المضللة. وردًا على سؤال "من سيكون وزيره للاقتصاد؟"، تفادى مرشح اليسار، خلال المناظرة الرئاسية الأخيرة المتلفزة يوم الأحد 16 أكتوبر/تشرين الأول، الإجابة عن هذا السؤال.  

"التهديد الشيوعي" 

إن "التهديد الشيوعي" الذي يصوره اليمين المتطرف هو مجرد وهم. فلولا دا سيلفا يمتلك ماضيًا رئاسيًا يتميز بسياسة اقتصادية معتدلة من شأنها، وفقا لأندريه كاليكستر، أن تطمئن الأسواق. وسوف يشكل انتخابه رئيسًا جديدًا قبل كل شيء، حصنًا "تنظيميًا" في مواجهة الكونغرس ذي الأغلبية اليمينية. وينشئ توازنًا للقوى من شأنه أن يعيد المفاوضات مرة أخرى إلى الوسط. ويواصل الخبير الاقتصادي مؤكدًا: "لطالما طمأن الوسط الأسواق المالية والمستثمرين".  

من جهة أخرى، يقول كلاوديو أميترانو ضاحكًا: "نصوره على أنه يساري شرير سيدمر البلاد، ولكن يجب ألا ننسى أن الرئيس لولا كان لديه سياسة ضريبية تقليدية إلى حدٍ ما. ففي ظل حكوماته المتعاقبة، كانت عائدات الضرائب أعلى من النفقات، وزاد معدل الاستثمارات الخاصة... وكانت إدارته الاقتصادية محافظة للغاية. هذا الماضي في حد ذاته يبعث بإشارة مطمئنة أيضا".

ما هو رهانه إذن؟ يقول أميترانو: "أتمنى أن يحظى برنامج لولا لإعادة التصنيع في البلاد، أحد رؤوس حربة سياسته الاقتصادية، برضا الأسواق".  

لولا أكثر قبولا على الصعيد الدولي 

خلال فترة رئاسته، من 2003 إلى 2011، رفع زعيم اليسار البرازيل إلى مرتبة القوة العالمية السادسة، مما أدى إلى تزايد الشراكات التجارية مع أوروبا والصين وأفريقيا بصورة كبيرة. وبوصفه دبلوماسيًا رفيعًا، كان قادرا على تسويق صورة البرازيل وثرواتها الطبيعية. في حين أنه في ظل بولسونارو، تعرضت صورة البلاد لهزات كبيرة، وصارت معزولة على الساحة الدولية. 

يقول أندريه كاليكستر بتفاؤل: " بإمكان لولا استعادة صورة بلادنا في الأسواق الدولية". وفي الواقع، وتحديدًا خلال الأسابيع الأخيرة، أعلن العديد من رؤساء البنك المركزي البرازيلي السابقين علنًا دعمهم للرئيس اليساري السابق. بالنسبة لبعض الاقتصاديين في معهد البحوث التطبيقية في الاقتصاد التابع للحكومة الفيدرالية، الذين ليس لديهم حق الإدلاء بأية أحاديث خلال فترة الانتخابات، بإمكان لولا الاستفادة من سياسته البيئية. لأن حماية الأمازون والاقتصاد تمثل تسوية ممتازة، وذلك من خلال الإعلان عن زيادة ميزانية منظمات حماية غابات الأمازون المطيرة، التي سحقها جايير بولسونارو، وبذلك سيجذب لولا، وفقًا لهم، صناديق الاستثمار "الخضراء" لاستبدال الوقود الأحفوري ومكافأة جهود الحفاظ على الغابة.

النص الفرنسي: فاني لوتير | النص العربي: حسين عمارة

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق فرانس 24

تاريخ الخبر: 2022-10-20 21:16:33
المصدر: فرانس 24 - فرنسا
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 77%
الأهمية: 85%

آخر الأخبار حول العالم

قوات الاحتلال تهدم منزلًا في دير الغصون بالضفة الغربية

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-05 09:22:21
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 64%

الاحتلال يستهدف منازل في رفح الفلسطينية.. وتحليق للطيران فو

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-05 09:22:25
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 54%

أمطار رعدية على هذه المناطق.. اليوم - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-05 09:23:47
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 50%

اعتقال العشرات في معهد "شيكاغو" للفنون مع استمرار المظاهرات

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-05 09:22:15
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 56%

كراهية وخطاب – صحيفة التغيير السودانية , اخبار السودان

المصدر: صحيفة التغيير - السودان التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-05 09:23:04
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 50%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية