أثارية
عودة للموسوعةجزء من سلسلة منطقات حول |
التطور |
---|
مواضيع رئيسية
مدخل إلى التطور
نظرية التطور |
عمليات ونتائج
وراثيات سكانية · تنوع جيني
طفرة · تكيف · اصطفاء طبيعي |
تاريخ طبيعي
أصل الحياة · الخط الزمني للتطور
تطور الانسان · شجرة المحتد |
تاريخ النظرية
تاريخ الفكر التطوري
داروين · أصل الأنواع · داروينية جديدة |
أبحاث وتطبيقات
اصطفاء اصطناعي
لغويات تطورية · فهم الوراثة العرقي |
آثار اجتماعية
التطور كنظرية وحقيقة
نسبة دعم نظرية التطور |
بوابة فهم الأحياء التطوري |
الأعضاء الأثارية (بالإنجليزية: Vestigiality) هي أعضاء في جسم الكائن الحي تكون أصغر وأبسط من نظيرتها في أفراد من نفس النوع وتكون هذه الأعضاء فقدت أوشبه فقدت وظائفها الأساسية خلال التطور أوتضمر أوأصبح لها وظيفة جديدة تماما. أوحتى تختفي تماما. الأثارية هي مرشد على صحة التطور؛ فلا يوجد تفسير لوجودها سوى حدوث تطور. الأثارية لها أشكال متنوعة سواء تشريحية أوسلوكية أوكيمياء-حيوية. بعضها يختفي في فترة تكون الجنين وأخرى تظل طوال حياة الكائن الحي.
نظرة عامة
قد تتخذ الميزات الأثارية أشكالاً مختلفة، عملى سبيل المثال قد تكون أنماطاً سلوكيَّة أوبنى تشريحية أوعمليات كيميائية حيوية، وتتميَّز مثلها مثل معظم الخصائص الفيزيائية الحيوية الأخرى بأنَّها قد تظهر وتتطور وتستمر أوتختفي حتى على مراحل مختلفة في دورة حياة الكائن الحي، بدءاً من تطوره الجنيني المبكر وصولاً لمراحل البلوغ المتأخرة.
أمَّا من الناحية البيولوجية فيشير هذا المصطلح تحديداً إلى الكائنات الحية التي تحتفظ بالأعضاء التي فقدت وظيفتها الأساسية، ورغم كون هذه القضية مثيرة للجدل فإنَّها من المعارف التطورية الشائعة، ويمكن حتى يشير مصطلح الأثارية إلى الكثير من الميزات المحكومة بالوراثة سواءٌ الشكلية منها أوالسلوكية أوالفيزيولوجية، وتجدر الإشارة إلى نقطة هامة هنا فعندما نطلق على ميزة أوصفة ما أنها أثارية فهذا لا يعني بالضرورة أنها عديمة الفائدة تماماً، والمثال التقليدي الذي يمكن طرحه على المستوى التشريحي هوالزائدة الدودية، عملى الرغم من كونها لا تقوم بأي وظيفة هضمية هامة إلَّا أنها تؤدي أدواراً مناعية وتفيد أيضاً في الحفاظ على الفلورا المعوية.
ويمكن تطبيق نفس المفهوم على المستوى الجزيئي فبعض أجزاء الحمض النووي DNA عند حقيقيات النوى ليس لها أي وظيفة بيولوجية معروفة، مع ذلك فمن الصعب القول بأنَّ تسلسلاً معيناً في منطقة معينة من الحمض النووي غير وظيفي بشكل مؤكد، لأنَّ عدم فهم الوظيفة لا يعني عدم وجودها، وفوق ذلك فحتى لوكان جزء من تسلسل الحمض النووي عديم الوظيفة فإنَّ ذلك لا يعني أنَّه نتج من تسلسل الحمض النووي الوظيفي عند الأسلاف ومن المنطقي القول بأنَّه ليس من الصفات الأثارية، في اللقاء، فإنَّ الجينات الكاذبة قد فقدت قدرتها على ترميز البروتين أوأنَّ البروتينات التي ترمزها لم تعد تعبِّر عن نفسها في الخلية سواء أكان لديها وظيفة بالعمل أم لا، أي أنَّ الجينات الكاذبة فقدت وظيفتها السابقة وبهذا المعنى فهي تتناسب مع تعريف الأعضاء الأثارية.
غالباً ما تُسمى البنى الأثارية بالأعضاء الأثارية على الرغم من أنَّ كثيراً منها ليس أعضاءً في واقع الأمر، وعادةً ما تكون هذه البنى الأثارية ضامرة أومتراجعة أوبدائية، وعلى الرغم من أنَ البنى التي تُعتبر عادةً "أثارية" قد فقدت بعضاً من الأدوار الوظيفية التي لعبتها في الأسلاف أوفقدتها جميعها، ولكنها قد تحتفظ بوظائف أقل أوقد تتكيف مع أدوار جديدة عند الأفراد الجدد.
التاريخ
لوحظت الأعضاء الأثارية منذ أقدم العصور، ولكنَّ سبب وجودها بقي دون تفسير لفترة طويلة حتى قدَّمت نظرية التطور التي وضعها تشارلز داروين تفسيراً مقبولاً على نطاق فهمي واسع.
كان أرسطومن أوائل من أشاروا للأعضاء الأثرية في كتابه الشهير "تاريخ الحيوان" الذي خطه في القرن الرابع الميلادي، ورغم هذه الإشارة المبكرة ولكنَر الأعضاء الأثارية لم تصبح موضوع دراسة وبحث فهمي جدي إلَّا في عام 1798 عندما خط إتيان جيفري سان هيلير عن الأعضاء الأثرية: "على الرغم من أنَّ هذه الأعضاء غير فعالة أومجدية في ظل الظروف البيئية الحالية ولكنها مازالت موجودة ولم تختفِ نهائياً لأنَّ الطبيعة لا تعمل أبداً من خلال القفزات السريعة، بل إنَّها تهجر دائماً بقايا للعضوالأثري بالرغم من كونه غير ضروري وظيفياً".
وكذلك عمل زميله جان باتيست لامارك عندما حدَّد عدداً من الأعضاء الأثارية في كتابه "فلسفة فهم الحيوان" الصادر عام 1809، ومن الأمثلة التي ذكرها في كتابه هذا حيوان Spalax Olivier الذي يعيش تحت الأرض مثل الخلد ولا يتعرض لضوء النهار إلَّا نادراً ونتيجةً لذلك فقد فقدت هذه الحيوانات البصر بشكلٍ تام ولا يظهر عندها أكثر من بقايا للأعضاء البصرية.
من جهته كان تشارلز داروين على دراية بمفهوم الأعضاء الأثارية على الرغم من أنَّ هذا المصطلح لم يكن موجوداً وقتها، وأدرج الكثير من هذه الأعضاء الأثارية في كتابه أصل الأنواع، بما في ذلك عضلات الأذن وأسنان العقل "الحكمة" وعظم الذيل وشعر الجسم والطيات نصف الهلالية في زاوية العين، وأكَّد أيضاً في نفس الكتاب على أنَّ الأعضاء الأثارية قد تكون عديمة الفائدة عند النظر لوظيفتها الأساسية ولكنَّها ما زالت تحتفظ ببعض الأدوار التشريحية الثانوية.
وفي عام 1893 نشر روبرت فيدرشهايم كتاب "بنية الإنسان"، وهوكتاب يفهم التشريح البشري ويوضِّح أهميته في تاريخ التطور الإنساني، وقد احتوى هيكل الإنسان على قائمة تضم 86 عضواً بشرياً وصفها فيدرشهايم بأنَّها "أصبحت أعضاء بدون وظيفة كليَّاً أوجزئيَّاً، بعض هذه الأعضاء يوجد عند الأجنة فقط، بينما تتواجد أعضاء أخرى أثناء الحياة بشكل مستمر أوغير ثابت، منذ ذلك الوقت وحتى الآن تمَّ اكتشاف وظائف للعديد من هذه الأعضاء، ومن جهة أخرى تمَّ اكتشاف أعضاء أوبقايا تشريحيَّة أثارية أخرى، مما جعل للقائمة التي خطها فيدرشهايم أهميَّة خاصة لأنَّها أصبحت بمثابة سجل حول معارفنا بفهم التشريح البشري في ذلك الوقت، وتمَّ توسيع قائمة فيدرشهايم لاحقاً لتضم 180 عضواً بشريَّاً أثاريَّاً، وربَّماقد يكون هذا هوالسبب الذي جعل عالم الحيوان هوراشيونيومان يقول: "وفقاً لفيدرشهايم هناك ما لا يقلُّ عن 180 من الأعضاء الأثارية في جسم الإنسان، وهذا العدد كافي لجعل الإنسان متحفاً تاريخياً حقيقياً من الأعضاء الأثارية".
السلف المشهجر ونظرية التطور
غالباً ما تكون الأعضاء الأثارية في أنواع معينة متشابهة مع أعضاء طبيعيَّة وظيفية في الأنواع الأخرى، ولذلك يمكن اعتبار الأعضاء الأثارية دليلاً على التطور، ويمكن حتى يُعزى وجود الصفات الأثارية إلى التغيُّرات التي تحدث في البيئة وإلى أنماط سلوك الكائن الحي المعني، ومع مرور الوقت لعب الانتقاء الطبيعي دوراً كبيراً في هذا الصعيد فتمَّ اختيار الأعضاء الأكثر فائدة ومع استمرار عملية الانتقاء أهملت بعض الأعضاء لأنَّ وظيفتها لم تعد مفيدة للبقاء على قيد الحياة، بل وقد تصبح ضارة بالكائن الحي في حالات أخرى، على سبيل المثال قد تصاب عيون الخلد بآفات أوأمراض معينة، ومع أنَّ الأعضاء عديمة الفائدة لا تسبِّب أي ضرر مباشر في كثير من الحالات، ولكنَّها تتطلَّب طاقة إضافية من أجل التطوير والصيانة، كما أنَّها تشكل خطراً إضافيَّاً على الكائن من حيث تعرضها للأمراض وخصوصاً الإنتانات والسرطان، كلُّ هذا يوفِّر ضغوطاً انتقائية لإزلة هذه الأجزاء التي لا تساهم في تكيف الكائن الحي وتناسبه مع بيئته.
عادةً ما تستغرق البنى غير الضارة وقتاً طويلاً للتخلص التدريجي منها، ومع ذلك فقد تستمر بعض البنى الأثارية بسبب القيود الموجودة في عملية التطور بحيث لا يمكن حتى يحدث الفقد الكامل للعضودون حدوث تغييرات كبيرة في نمط حياة الكائن الحي أوفي بيئته، ومن المحتمل حتى تؤدي هذه التعديلات إلى آثار جانبية سلبية عديدة، فمثلاً لا تزال أصابع الكثير من الحيوانات كالخيول التي تستخدم الحوافر واضحةً في شكل أثاري وقد تصبح واضحة بشكل أكبر من وقت لآخر عند بعض أفراد النوع.
أمثلة
في الحيوانات غير البشرية
توجد الأعضاء الأثارية في جميع أراتى مملكة الحيوان تقريباً، ويمكن إعطاء قائمة لا حصر لها من الأمثلة عليها، يقول داروين: "من المحال تقريباً تسمية أحد الحيوانات العليا التي ليس فيها أعضاء أوأجزاء في حالة بدائية".
أجنحة النعام وغيرها من الطيور التي لا تطير هي أعضاء أثارية من بقايا أجنحة أسلافهم من الطيور التي كانت تطير، عيون بعض الحيوانات التي تعيش في الكهوف أوتحت الأرض هي أعضاء أثارية لأنَّها لا تقوم بوظيفة الرؤية، وهي تعبير عن بقايا من عيون أسلافهم الوظيفية، مثالٌ آخر نجده عند الحيوانات التي تتكاثر بدون ممارسة الجنس (عن طريق التكاثر اللاجنسي) والتي تفقد صفاتها الجنسية، مثل القدرة على تحديد الجنس الآخر والتعهد عليه وتفقد سلوكيات الجماع أيضاً.
في الأمثلة السالفة الذكر تصبح الأعضاء أثارية نتيجة للتطور التكيفي والانتقاء الطبيعي، ومع ذلك فهناك الكثير من الأمثلة عن الأعضاء الأثرية الناتجة عن الطفرات الشديدة، وعادة ما تكون نتائج هذه الطفرات ضارة أوغير قابلة للتكيف مع البيئة، وتعتبر الأجنحة الأثارية عند ذبابة الفاكهة إحدى أقدم الأمثلة الموثقة عنها، لاحقاً اكتشفت الكثير من الأمثلة الأخرى عن أعضاء أثارية ظهرت عن طريق الطفرات.
انظر أيضاً
- تأسل
- زمعة
المصادر
- ^ Muller, G. B. (2002) "Vestigial Organs and Structures." in Encyclopedia of Evolution. Mark Pagel, editor in chief, New York: Oxford University Press. pp 1131-1133
- ^ Futuyma D.J. 1995. Science on trial: the case for evolution. Sunderland, MA: Sinauer p49 ISBN 0-87893-184-8.
- ^ Bejder L, Hall BK (2002). "Limbs in whales and limblessness in other vertebrates: mechanisms of evolutionary and developmental transformation and loss". Evol. Dev. 4 (6): 445–58. doi:10.1046/j.1525-142X.2002.02033.x. PMID 12492145. CS1 maint: ref=harv (link)
- ^ Christiansen, Delahousse, Meganic (2009). "Engineering in Context". صيانة CS1: أسماء متعددة: قائمة المؤلفون (link)
- ^ Lawrence, Eleanor (2005) Henderson's Dictionary of Biology. Pearson, Prentice Hall. (ردمك 0-13-127384-1).
- ^ أرسطو."History of Animals" (Book 1, Chapter 9) نسخة محفوظة 05 يوليو2008 على مسقط واي باك مشين.
- ^ إيتيان جوفري سانت هيلار (1798). "Observations sur l'aile de l'Autruche, par le citoyen Geoffroy", La Decade Egyptienne, Journal Litteraire et D'Economie Politique 1 (pp. 46–51).
- ^ جان باتيست لامارك (1809). Philosophie Zoologique ou exposition des considérations relatives à l'histoire naturelle des animaux.[حدد الصفحة]
- ^ تشارلز داروين (1859). أصل الأنواع. John Murray: London.
- ^ Darwin, 1859, pp. 134–139. Barrett P. H. et al. 1981, A concordance to Darwin's Origin of Species first edition, Cornell, Ithaca and London, lists only four mentions of the phrase "use and disuse". "نسخة مؤرشفة". Archived from the original on 24 فبراير 2009. اطلع عليه بتاريخ 1 مايو2019. صيانة CS1: BOT: original-url status unknown (link)
- ^ Darwin (1872) أصل الأنواع, 6th Edn., p. 421 نسخة محفوظة 29 مارس 2017 على مسقط واي باك مشين.
- ^ Wiedersheim, Robert (1893). . London: Macmillan and Co. مؤرشف من الأصل في 08 ديسمبر 2019.
- ^ Darrow, Clarence and William J. Bryan. (1997). The World’s Most Famous Court Trial: The Tennessee Evolution Case Pub. The Lawbook Exchange, Ltd. p. 268
التصنيفات: تشريح, علم الأحياء التطوري, CS1 maint: ref=harv, أخطاء CS1: دورية مفقودة, صيانة CS1: أسماء متعددة: قائمة المؤلفون, قالب أرشيف الإنترنت بوصلات واي باك, مقالات بحاجة لتحديد رقم صفحة المرجع منذ ديسمبر 2014, صيانة CS1: BOT: original-url status unknown, الصفحات التي تستخدم وصلات ISBN السحرية, مقالات تحتوي نصا بالإنجليزية, قالب تصنيف كومنز بوصلة كما في ويكي بيانات, بوابة طب/مقالات متعلقة, بوابة علم الأحياء التطوري/مقالات متعلقة, بوابة تشريح/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات