العالم جن جنونه!!
العالم جن جنونه!!
لا أحد يختلف علي أن ما يجري من عداء مستحكم بين الغرب وروسيا من حيث الصراع العسكري الدائر بضراوة علي الأرض الأوكرانية والصراع الاقتصادي وفي الصدارة الطاقة وما يفرزه من كساد وتضخم وغلاء أسعار فاحش.. كل هذا جدير بأن يجر العالم لحرب عالمية جديدة مدمرة خاصة في وجود السلاح النووي بحوزة الجانبين.
الصراع الدائر بامتداد ثمانية أشهر دخل مرحلة جديدة بعد ضم روسيا المناطق الأربعة بشرق أوكرانيا عقب استغناءات لم يعترف بها الغرب وإقدام أوكرانيا علي ضرب جسر القرم ـ بحسب الرواية الروسية ـ بأهميته القصوي لروسيا وهو الرابط بين جزيرة القرم والأرض الروسية.
ومن ثم جاءت موجة الانتقام الروسي وربما يأتي رد أوكراني من القريب العاجل لتشتعل الحرب بصورة قد لا تكون في الحسبان سواء من جانب الغرب الذي يحارب مباشرة إلي جانب أوكرانيا أو من جانب روسيا نفسها.
الآن الحرب لا تبدو لها نهاية قريبة وكل التصريحات الصادرة من ساسة الجانبين لا يمثل لترجيح التفاوض الجدي وإنهاء الصراع علي طاولة المفاوضات.
إذن الحرب تتجه للمجهول والخوف أن تنزلق لحرب نووية إن مالت كفة أوكرانيا مع الدعم المكثف من جانب الغرب والناتو.
ووقتها يدرك ساسة الغرب أن الدب الروسي لن يتردد في الذود عن الكرامة والأرض والتاريخ وليسقط العالم غربه وشرقه!!
ولعل تساؤلا يفرض نفسه: هل يصمد التحالف الأوروبي في الحرب الدائرة والاستمرار في الاصطفاف من خلف الولايات المتحدة أم أن أزمة الطاقة المستفحلة ربما تشق الصف والاصطفاف الغربي؟
المؤشرات تشير إلي أن المواطن الأوروبي لن يصمد طويلا مع شبح الطاقة وقسوة الشتاء الذي بات علي الأبواب. وها هي المظاهرات بدأت تعم أقوي بلدان التحالف الأوروبي في ألمانيا وفرنسا, وربما البقية تأتي.
حتي انتقاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأخير لواشنطن أمام القادة الأوروبيين يراه المراقبون ضربة قوية قد تشق التكتل الأوروبي بعد إعلان الإدارة الأمريكية عن توفير الطاقة للأوروبيين بأربعة أمثال السعر الجاري!
هل يتطرق أحد للحل السلمي والتفاوضي؟!.. يتفق خبراء عديدون علي أن التفاوض بين روسيا وأوكرانيا غير ممكن بل مستحيل في وجود الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي, وممكن إن تم إسقاط الرجل الذي يعد سببا قويا في اشتعال الحرب بجنون.. والكلمة العليا من الطبيعي أن تصدر من البيت الأبيض فإن قررت واشنطن سوف يسقط زيلينسكي لتبدأ مرحلة جديدة من التفاوض, وربما تأتي الأيام بجديد إن اجتمع بوتين ببايدن علي هامش مؤتمر مجموعة العشرين.