أمرت السلطات المدعومة من روسيا جميع مواطني مدينة خيرسون جنوبي أوكرانيا بمغادرتها "على الفور"، قبيل تقدم متوقع للقوات الأوكرانية التي تشن هجوماً مضاداً لاستعادة السيطرة على المدينة.

ودعت الإدارة الإقليمية التي نصبتها روسيا في المدينة، السبت، عبر منشور على تليغرام المدنيين لاستخدام قوارب للعبور فوق نهر دنيبر للانتقال إلى الأراضي التي تسيطر عليها روسيا.

وعزت الإدارة ذلك إلى توتر الوضع على الجبهة والتهديد بالقصف و"الهجمات الإرهابية" المزعومة من قبل كييف.

وتسيطر روسيا على مدينة خيرسون منذ الأيام الأولى للهجوم على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي، وهي عاصمة مقاطعة خيرسون التي ضمتها روسيا إليها الشهر الماضي.

وسبق أن أعلنت سلطات المدينة عن خطط لإجلاء جميع المسؤولين المعينين من قبل الروس وما يصل إلى 60 ألف مدني عبر النهر، فيما قال الزعيم المحلي فولوديمير سالدو إنه "نزوح منظم وتدريجي".

وحث المسؤولون الأوكرانيون المواطنين المحليين على مقاومة محاولات نقلهم، حيث قال أحد المسؤولين المحليين إن موسكو تريد أخذ المدنيين كرهائن واستخدامهم كدروع بشرية.

واستيقظ مئات الآلاف في وسط وغرب أوكرانيا السبت على انقطاع التيار الكهربائي ورشقات نارية متكررة، بينما حاول الدفاع الجوي الأوكراني إسقاط الطائرات المُسيّرة والصواريخ القادمة.

ضرب منشآت الطاقة

وكثفت روسيا ضرباتها على محطات الطاقة وأنظمة إمدادات المياه والبنية التحتية الرئيسية الأخرى في جميع أنحاء البلاد، وذلك في أحدث مرحلة من الحرب التي تقترب من شهرها الثامن.

وأعلنت القوات الجوية الأوكرانية في بيان السبت أن روسيا شنت ”هجوماً صاروخياً مكثفاً” مستهدفة ”البنية التحتية الحيوية”، بعد ساعات من انطلاق صفارات الإنذار في جميع أنحاء البلاد. وأشارت إلى أنها أسقطت 18 من أصل 33 صاروخاً جرى إطلاقها من الجو والبحر.

وقال عمدة كييف فيتالي كليتشكو عبر خدمة (تيليغرام) للتراسل إنه جرى إسقاط ”صواريخ عدة” استهدفت العاصمة صباح السبت.

وردت تقارير مماثلة من حكام ستة أقاليم في الغرب والوسط، وكذلك منطقة أوديسا الجنوبية على البحر الأسود.

وقال المكتب الرئاسي في بيانه الصباحي إن خمس طائرات مُسيرة محملة بالمتفجرات جرى إسقاطها في منطقة تشيركاسي جنوب شرق كييف.

وانقطعت الكهرباء عن مدينة خميلنيتسكي الغربية، التي تقع على نهر بوغ وكان يقطنها حوالي 275 ألف شخص قبل الحرب، بعد وقت قصير من إفادة وسائل الإعلام المحلية بوقوع انفجارات مدوية.

قالت السلطات المحلية عبر (تليغرام) إن مدينة أومان بوسط البلاد، وهي مركز حج رئيسي لليهود الحسيديين وكان عدد سكانها حوالي 100 ألف قبل الحرب، غرقت أيضاً في الظلام بعد سقوط صاروخ على محطة كهرباء قريبة.

في العاصمة وأربع مناطق محيطة بها، بما في ذلك تشيركاسي، دخل قطع دوار للتيار الكهربائي حيز التنفيذ صباح السبت بعد انخفاض إمدادات الطاقة.

وواصلت شركة الطاقة الحكومية (أوكرنرغو) حث جميع الأوكرانيين على الحفاظ على الطاقة.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، دعا الرئيس فولوديمير زيلينسكي السكان إلى الحد من استخدامهم للطاقة بين الساعة 7 صباحاً و11 صباحاً يومياً، وإلى تجنب استخدام الأجهزة التي تستهلك الكثير من الطاقة مثل السخانات الكهربائية.

وفي سياق آخر، قتل السبت، شخصان في ضربات أوكرانية ضد منطقة بيلغورود الروسية المتاخمة لأوكرانيا كما أعلن حاكمها فياتشيسلاف غلادكوف على تلغرام.

وقال غلادكوف إن القصف استهدف "البنى التحتية المدنية" في مدينة شيبكينو.

وأضاف أن "مدنيَّين قُتلا" مشيراً إلى أن نحو 15 ألف شخص من دون كهرباء.

وحسب الحاكم، سيستغرق إعادة التيار الكهربائي إلى المنازل من خمس إلى ست ساعات.

TRT عربي - وكالات