الناطق باسم حزب البعث العربي الاشتراكي عادل خلف الله لـ«التغيير»: التسوية ولدت ميتة


أكد الناطق الرسمي باسم حزب البعث العربي الاشتراكي المهندس عادل خلف الله، رفضهم لأي اتفاق مع قادة الانقلاب يحفظ مصالح القوى الانقلابية التي توشك على السقوط.

وقال خلف الله  في حوار لـ«التغيير»، إن التسوية مشروع لإنقاذ السلطة الانقلابية من السقوط. وأضاف: «لا يمكن التصالح مع الانقلابيين ويجب إسقاطهم وإحداث التحول الديمقراطي وإجراء الانتخابات».

ووصف التسوية التي تجري الآن بالطبخة التي لا تختلف كثيراً عمّا حدث في 21 نوفمبر 2020م، بما عُرف باتفاق البرهان وحمدوك.

وشدد على أنهم لن ينسحبوا من قوى الحرية والتغيير، وأنهم سيعملون على إسقاط الانقلاب من داخل التحالف. وأدلى خلف الله بإفادات أخرى في ثنايا هذا الحوار:

التغيير- حوار: علاء الدين موسى

* الأيام القليلة الماضية أكدت تسريبات صحفية تسليم قوى الحرية والتغيير- المجلس المركزي مسودة التسوية المطروحة لإنهاء الانقلاب إلى الآلية الثلاثية.. ما مدى صحة ذلك؟

غض النظر عن صحة الأخبار من عدمها، ولكن نقول إن السير في المصالحة مع الانقلابيين قتلة شهداء الشعب وناهبي ومبددي موارده هو في المقام الأول إنقاذ لأسوأ انقلاب أصبح آيلاً للسقوط، وهو رضوخ لجهات إقليمية ودولية بما فيها الدور الصهيوني، إضافة إلى استجابة لضغوط الرأسمالية الطفيلية التي تعبّر عن مصالح ضيقة تتعارض مع مصالح الشعب السوداني وتضحياته وتطلعاته التي لا يمكن أن تتحقّق بالوصاية عليه، وإنما بإرادته وإسقاط الانقلاب واستعادة الانتقال الديمقراطي وإجراء الانتخابات.

معارضتنا للحكومة لا تجعلنا نتعامل بردود الأفعال أو «نحرد»

* لكن هنالك من يُصر على هذه التسوية رغم رفضكم لها؟

إصرار البعض على التسوية سيقوده إلى ذات مصير من انقادوا مع ديكتاتورية مايو في 1978م ومن تصالحوا وشاركوا الإنقاذ، وأخيراً هي صفقة لا تختلف كثيراً عمّا حدث في نوفمبر 2021م، وعندما تم تجاوز الشعب السوداني في المحطات المشار إليها وغيرها، وهذه تعد محاولات تصفية لتطلعاته ومواقفه والالتفاف على مصالحه بإرادته الحرة وتطوير أدواته في النضال السلمي وهو ما سيواجه به المصالحة التي تسعى أطراف عدة لإخراجها بيد أن التجربة النضالية والمنطق يؤكدان أنها ولدت ميتة.

* حزب البعث أصدر بياناً رفض فيه عملية التسوية السياسية في حين أنكم كنتم جزءاً من اجتماع قوى الحرية والتغيير الذي تمت فيه إجازة ورقة إنهاء الانقلاب، ألا يُعد هذا تناقضاً صريحاً؟

لا يوجد تناقض ولم ننكر أننا كنا جزءاً من اجتماع الحرية والتغيير المجلس المركزي الذي تمت فيه إجازة ورقة إنهاء الانقلاب، ونحن نؤكد على أن حزب البعث دائماً حاضر في كل اجتماعات وأنشطة التحالف، وفي نفس الوقت حريص على موقف الحرية والتغيير المنسجم مع تطلعات الجماهير لإسقاط الانقلاب.

سنسقط أسوأ انقلاب في تاريخ السودان

* وهل مازلتم تعملون مع الجماهير لإسقاط ما تصفونه بالانقلاب؟

نعم، نعمل مع جماهير شعبنا لإسقاط الانقلاب، وعملنا على تطوير الموقف لحشد أوسع إرادة شعبية في أوسع جبهة معارضة للانقلاب، ولم تكن شريكاً للإنقاذ حتى 11 أبريل، وبالتالي موقفنا التمسك باستراتيجية الحرية والتغيير وأولوياتها.

* لكن هنالك من يقول إن موقف حزب البعث والحركة الشعبية- شمال التيار الثوري سيعمل على إضعاف الحرية والتغيير من خلال بروز انشقاق جديد في التحالف؟

قوة أي حركة سياسية أو تحالف أو أي موقف صادر من قوى سياسية أو اجتماعية ضعفه وقوته نابعة في الأساس من انسجامه مع إرادة الشعب السوداني، ودوره في تلبية تطلعاته وحمايتها في الاستناد إلى إرادتها.

* هنالك من يقول إن مشروع التسوية يمثل تطلعات الكثيرين من أبناء الشعب السوداني؟

المشروع الذي يجري الآن باسم التسوية ونحن نسميه المصالحة، لا يمثل تطلعات الشعب السوداني ولا منسجم مع تضحياته، ويرهنه لضغوط إقليمية ودولية.

* في حالة مواصلة الحرية والتغيير في التسوية بعيداً عن تطلعات الجماهير، ماذا أنتم فاعلون؟

الأطراف الأكثر حماساً لما يجري الآن أكدوا في المؤتمر الصحفي أن هذا مجرد إطلاع للرأي العام، ومتى ما اكتشفنا خطأه وعدم جدية الطرف الآخر سنتخلى عنه، وهذه مفارقة تعيدنا لنفس مواقف البعض عندما طرح البشير ما سمي بحوار الوثبة، وذات الأطراف الإقليمية والدولية كانت راعية لهذه المصالحة، والحل المتفاوض عليه بين بعض أجزاء المعارضة ونظام البشير، نحن في حزب البعث عارضنا ذلك، ودائماً حينما تتصاعد الإرادة الجماهيرية ويتسع مد الانتفاضة تظهر أصوات تقول إنها مع إسقاط النظام، لذلك أكدنا أن الانتفاضة ليست تكتيكاً وإنما استراتيجية عمل تؤمن بإرادة الجماهير وسلمية نضاله وهذه هي الأولوية.

* هذا يعني أن موقف حزب البعث مع الشارع ولن يتراجع عنه؟

بكل تأكيد، موقف حزب البعث مع الشارع الداعي لإسقاط الانقلاب، وأيضاً مع استراتيجية الحرية والتغيير القائمة على العمل الجماهيري أولاً، وبالتالي كما استطاع الحزب بالحوار الهادئ إيصال موقفه داخل الإجماع الوطني بعد أن كان منفرداً، وافقنا على التمسك بالموقف وحافظنا على تماسك التجمع حينها، والآن نعمل على تماسك ووحدة قوى الحرية والتغيير، لأنها في الأساس قائمة بانسجامها ووحدتها ومن أولويتها العمل الجماهيري المستند على إرادة الشعب.

لن ننسحب من الحرية والتغيير وسنحافظ على وحدتها

* عفواً.. إذا حادت قوى الحرية والتغيير عن هذا الطريق هل سينسحب حزب البعث من التحالف؟

لم ننسحب من الإجماع الوطني وحافظنا على وحدته وأسقطنا مع شعبنا نظام الإنقاذ، ولن ننسحب من الحرية والتغيير وسنحافظ على وحدتها وبإرادة الجماهير سنسقط أسوأ انقلاب في تاريخ السودان.

حزب البعث ليس بالهين حتى يفكر من يفكر في اقصائه أو إبعاده من حلبة الصراع

* هنالك حديث عن وجود جهات تريد إبعاد حزب البعث من تحالف الحرية والتغيير لمواقفه الرافضة لسياسات التحرير الاقتصادي والتطبيع مع إسرائيل؟

أولاً حزب البعث ليس بالحزب الهين حتى يفكر من يفكر في إقصائه أو إبعاده من “حلبة الصراع” أو التحالف الذي اختار أن يكون جزءاً منه، ومسألة التباينات في القضايا الاستراتيجية هو أساس العمل للقوى السياسية، ومن أجل تحقيق التحول الديمقراطي ليس من المصلحة تغليب الصراع الأيديولوجي، بل هي مرحلة التوافق الواسع حول برنامح وطني ديمقراطي يشكل حداً أدنى، ويعطي الأولوية للقاسم المشترك وليس للتباينات الخلافية، وعلى هذا الأساس منذ تكوين الحرية والتغيير حزب البعث العربي الاشتراكي لم يتخل عن مواقفه الأيديولوجية والاستراتيجية في القضايا الوطنية والقومية والإنسانية، وفي نفس الوقت لم يدع ولن يدعوا أي فصيل آخر ليتخلى عن تصوراته واستراتيجيات عمله، وما يجمعنا هو القاسم المشترك.

* وماذا عن قضية التطبيع مع إسرائيل؟

قضية التطبيع مع العدو الصهيوني هي قضية سودانية بامتياز لأنها لم تعد قضية خارج نطاق السودان لاسيما بعد انكشاف الدور الصهيوني في فصل الشمال عن الجنوب ومخططاته الرامية لمزيد من الإضعاف والتقسيم، ويعد العدو الصهيوني أكبر مهدّد لوحدة واستقرار السودان وأكبر مهدّد للانتقال السلمي الديمقراطي، بعد استقواء البرهان ومن معه من الانقلابيين بالعدو الصهيوني في تنفيذ انقلابهم المبيت في 25 أكتوبر الماضي، وبالتالي من يحاول فصل الموقف من العدو الصهيوني والموقف من الوحدة الوطنية والسيادية وتحقيق التحول الديمقراطي يعبّر عن قصور في الوعي، وفهم سطحي لمطلوبات الحفاظ على الوحدة والاستقرار والتقدم والانتقال الديمقراطي.

* وكيف تنظر للأصوات التي تقول إن حزب البعث تراجع عن ذلك الموقف خاصةً عندما كنتم جزءاً من حكومة الفترة الانتقالية ولم تنسحبوا منها بعد أن رأيتم أنها تسير في طريق التطبيع؟

إذا كانت الجهات تطرح هذا الاتهام للوصول إلى حقيقة عليها الرجوع إلى بيانات حزب البعث التي أدان فيها عملية التطبيع مع الكيان الصهيوني.

* ولكن البعض كان يتوقع خروجكم من حكومة الفترة الانتقالية؟

مواقفنا كانت واضحة بما فيها موقف عضو الحزب وعضو مجلس السيادة الانتقالي السابق بروفيسور صديق تاور أدان الخطوة التي قام بها البرهان وأكد أنه لم يطرح هذا في مجلس السيادة وليس من اختصاصات المجلس ولا حكومة الفترة  الانتقالية، وقدّم ذلك مراراً وتكراراً في لقاءات صحفية.

لهذا «…» البعث ليس بحزب «ما يطلبوه المستمعون»

* مقاطعة.. كانت هناك توقعات بانسحاب حزب البعث من الحكومة بمجرّد إقدام البرهان على هذه الخطوة؟

حزب البعث ليس بحزب ما يطلبوه المستمعون، نحن نبني مواقفنا بما نقرّره كحزب، وتاريخنا يؤكد أننا لا ننسحب من حلبات الصراع، ونخوض الصراع من الداخل، ومن يطرحون هذا الاستفهام كما ذكرت آنفاً عليهم الرجوع إلى بيان الحزب في يونيو بعد التوصل للاتفاق السياسي قبل أن يصبح وثيقةً دستورية. ولا يمكن أن ننسحب من الحكومة بعد اتخاذها لموقف نحن معارضون له لأننا لا نتعامل بردود الأفعال أو «نحرد».

* ختاماً.. ما هي استعدادتكم لمليونية 25 اكتوبر التي تصادف ذكرى انقلاب قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان؟

النشاط المحموم على ما يسمونه بالتسوية والتي نطلق عليها المصالحة واحد من مستهدفاته إشغال قوى النضال السلمي عن تنفيذ برنامجها المعلن من لجان المقاومة وتكوينات سياسية واجتماعية، لكن هذه المجموعات بوعيها أدركت ذلك، ونعمل مع كل الحادبين على استقرار السودان واستئناف تحوله الديمقراطي على إنجاح موكب 25 أكتوبر وباتجاه توحيد أوسع جبهة من القوى وصولاً للإضراب السياسي والعصيان المدني الشامل.

تاريخ الخبر: 2022-10-24 09:22:46
المصدر: صحيفة التغيير - السودان
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 51%
الأهمية: 62%

آخر الأخبار حول العالم

المفاوضات لإقرار هدنة في قطاع غزة "تشهد تقدما ملحوظا"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 15:26:05
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 63%

المفاوضات لإقرار هدنة في قطاع غزة "تشهد تقدما ملحوظا"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 15:26:01
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 57%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية