اعتذر الصحفي الروسي أنطون كراسوفسكي على عبارات قاسية حول أطفال في أوكرانيا ربّاهم الكبار على كراهية روسيا، وقال إنه تخطى الحد "بين الخطأ والصواب"، ولن يسامح نفسه على ذلك أبدا.

وقال كراسوفسكي في قناته على "تيليغرام": "الاستئناف موجود لتقول الكلمة الأخيرة، عندما تمنحك المحكمة شيئا لتقوله في دفاعك، تسمح لك بشرح سبب قيامك بكل هذا. أقول هذه الكلمة ليس في بلاط الدولة، بل في بلاط الشعب. أنا حقا بحاجة لشرح نفسي. لن أتحدث عن سياق البيان، عن الظروف كل هذا غير مهم على الإطلاق. أنا أحمق، لم أعبر الحدود فقط، بل مسحتها عن غير قصد، الحدود بين الصواب والخطأ، بين الشر المطلق والقصاص، بيننا وبينهم".

ووفقا له، فقد كان عدة مرات في دونباس، وخيرسون، وزابوروجيه، ورأى أطفالا يعانون من الجوع، ولم يستطع مساعدتهم حقا، "رأيت الموت والمعاناة وهذه الآلام تعيش في داخلي ولديها نوع من الحياة الخاصة بهم وهم يتهمونني بعدم القدرة على تخفيف هذه المعاناة والسيطرة عليها ومنعها".

وأشار إلى أنه يفكر في كل طفل وكل أم وكل أسرة، ويفكر أيضا في كل طفل على "الجانب الآخر"، "أتمنى ألا يكون وفيات، وأن الأطفال لا يموتون. صدقوني، دموع كل طفل هي ألمي، كابوسي. لا أتمنى الموت لأي شخص".

وقال كراسوفسكي: "أنا مذنب أمام أصدقائي، رفاقي، أمام فريق RT. أنا مذنب أمام كل الأمهات اللواتي سمعن هذا النص في حالة رعب. أنا مذنب، وسأحمل هذا الذنب معي، سيكون في أحلامي وأحزاني لبقية حياتي. أنا مذنب، لست متأكدا من إمكانية استردادها، أردت دائما أن أكون أفضل من العدو، أرادت بلدي أن تكون أفضل من العدو، وأنا أحمق، لقد خلطت الخير بالشر.. لا أعرف ما إذا كان بإمكاني الغفران، فلن أغفر لنفسي أبدا".

وفي وقت سابق في برنامج كراسوفسكي، قال الكاتب سيرغي لوكيانينكو، إنه عندما كان طفلا في أوكرانيا، أخبره الأطفال أن "سكان موسكو يحتلون أوكرانيا"، فأجاب كراسوفسكي، على الأطفال الأوكرانيين الذين رأوا الروس كمحتلين في ظل الاتحاد السوفيتي، "كان يجب إلقاؤهم مباشرة في نهر فيه تيار قوي وإغراقهم، أو خذهم الى كوخ سمريكوف، ليضربوا ويحرقوا".

ووصفت رئيسة تحرير قناة "RT" مارغريتا سيمونيان، تصريح كراسوفسكي بأنه "جامح ومثير للاشمئزاز"، وقالت إنها أوقفت تعاون القناة معه، وطلب كراسوفسكي الصفح عن كلامه.

وقالت سيمونيان في بيان على موقع القناة: "بالنسبة لأطفال أوكرانيا، وكذلك أطفال دونباس وجميع الأطفال الآخرين، أتمنى أن ينتهي كل هذا في أسرع وقت ممكن، وأن يتمكنوا من العيش والدراسة في سلام مرة أخرى، باللغة التي يعتبرونها أصلية".

وفي وقت لاحق، أعلنت لجنة التحقيق الروسية أنه سيتم إبلاغ رئيس لجنة التحقيق ألكسندر باستريكين، بشأن تصريحات كراسوفسكي.

ووصف أعضاء مجلس حقوق الإنسان تصريح كراسوفسكي، بأنه "مثير للاشمئزاز"، مشيرين إلى أن أقواله يمكن أن تصبح أساسا لرفع دعوى جنائية، وكذلك لحظره من العمل في وسائل الإعلام الحكومية، في حين أن أحد أعضاء مجلس حقوق الإنسان يدين الصحفي، لكنه يذكره بأعماله الصالحة.

المصدر: نوفوستي