يُترجم المغرب وإسبانيا دفء علاقتهما السياسية على المجال الاقتصادي إذ تتجه الرباط إلى إنشاء طرق بحرية جديدة مع مدريد تسهم في ربطها بأسواق أوروبية، وذلك في سياق التنافسية التي يبديها قطاع النقل البحري بدل البري الدولي بالنسبة للمصدرين. إذ تتميز المدة الزمنية الأقصر والتكلفة الأقل، أهم إيجابيات الشمروع الجديد.
في غضون ذلك، أنشأت شركة «لاميريديونال» خطا بحريا بين طنجة المغربية وميناء برشلونة شمال غرب إسبانيا، يهم إلى خلق ممر بحري لتصدير الفاكهة والخضروات، ما يعتبر أمر مهم بالنسبة لمجال التصدير لاسيما للمغرب على اعتبار أن المسافة البحرية بين الميناءين تقل عن 800 ميل.
وتتجلى أهمية هذا الخط البحري في أن مدينة برشلونة تبعد فقط ساعتين برا عن مدينة بيربينيان الفرنسية التي تعد منصة هامة للتوزيع تجاه كل فرنسا وأوروبا. ويوجد بهذه المدينة سوق سان تشارل الذي يعد من أهم مراكز توزيع الخضر والفواكه في مجموع أوروبا.
إنشاء الخط البحري بين طنجة وبرشلونة سيخفف الضفط على مدينة أكادير التي كان المغرب يعتمد على مينائها للتصدير في اتجاه ميناء الجزيرة الخضراء، حيث تعبر الشاحنات هذا الميناء، وبعدها تعبر هذا البلد الأوروبي بالكامل، بينما الآن، الخط البحري يصل حتى برشلونة من طنجة في ظرف 24 ساعة، وبعدها سوق بيربينيان.
وستؤمن سفينتان مخصصتان للشحن الدولي ومجهزتان بآليات التبريد المناسبة للخضر عملية نقل الخضر نحو ميناء برشلونة، وبعدها ستتولى شاحنات نقل المنتوج الفلاحي المصدر إلى السوق الفرنسية.
ورغم وقوع المغرب في منطقة بحرية هامة تربط بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، وتشييد ميناء ضخم وهو الميناء المتوسطي بالقرب من طنجة على المضيق، ويعد من أكبر موانئ العالم، غير أنه لم يستثمر كثيرا في النقل والشحن البحري، حيث تحتكر شركات أجنبية عموما هذا القطاع.
إلا أنه خلال السنوات الأخيرة بدأ المغرب يقوم بمبادرات في هذا الشأن. وتعد السوق الأوروبية هي الرئيسية للمنتوجات الزراعية سواء الخضر أو الفواكه التي ينتجها المغرب.