أكّد وزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة أمس من وهران، بأن رصيد الجزائر التاريخي مكنها اليوم من أداء دورها الريادي في الساحة الإقليمية والدولية بفضل حنكة دبلوماسيتها بقيادة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون والتي سخرتها لخدمة القضايا العربية الإستراتيجية في شتى المجالات في ظل تحديات الحاضر ورهانات المستقبل.

وأوضح وزير المجاهدين في كلمته الافتتاحية للملتقى الدولي الموسوم “الجزائر في الوطن العربي، عمق التاريخ، تحديات الحاضر وآفاق المستقبل” والذي احتضنه فندق “فاندوم” بوهران، إن انعقاد القمة العربية في الجزائر يحمل رمزية خاصة للزمان والمكان لتكون محطة للم شمل الأمة العربية وفرصة لتعزيز التعاون العربي في مختلف المجالات، وتكون نوعية بتوصياتها وستتفاعل مخرجاتها مع الظروف الدولية الراهنة.
و أكد ربيقة أن المبادرة بتنظيم هذا الملتقى مؤشر قوي لاستحضار المحطات التاريخية منذ بداية الاستدمار ببلادنا إلى غاية انجلائه، مضيفا أن شمولية مبادئ وقيم الثورة الجزائرية جعلت الكثير من الشعوب تقرر مصيرها على نهج أول نوفمبر 1954، وهو تاريخ سيبقى في الزمان والمكان عنوانا للاختيار الصحيح ومثالا للوعي الناضج بمقتضيات الصراع وبوجوب الكفاح من أجل استعادة الحق واثبات الوجود، مضيفا أنه و رغم مرور سنوات عديدة على هذا المنعطف الحاسم ولكنه مازال ماثلا وسيبقى ، بروحه وبرصيده وبقيمه ومآثره وخالدا بمرجعيته وبشعلة الحياة التي أنارها في وجدان الأمة يستلهمها جيل بعد جيل و يعود إليها في مراحل البناء والتجديد.
وأردف الوزير أن ثورة نوفمبر سواء رحل رجالها أو لم يرحلوا ستضل مستمرة في وجدان الأمة، وستبقى الجذوة مشتعلة وتزداد قوة وتوهجا بما يضيف أبناء الجزائر لهذا الوطن من عناصر التقدم ومقومات الازدهار، مبرزا أن روح نوفمبر توفر اليوم شروطا أفضل للعمل في مجالات متعددة للتضامن والتعاون العربي المشترك نحو مرافئ التقدم والرقي والازدهار، كما ينبغي أن تستمر هذه الروح في كيان الأمة لأنها أثبتت جدواها وجدارتها ولأن منبتها أصيل وأهدافها إنسانية وراقية.
وعلى هامش الملتقى، اعتبر وزير المجاهدين أن تاريخي الخامس جويلية والفاتح نوفمبر يشكلان المرجعية التاريخية لكل الجزائريين، الذين يفتخرون بالاحتفال بالمناسبتين وهو تاريخ مرجعية أيضا للوحدة والتضامن بين كل الدول العربية التي آزرت وساندت الثورة التحريرية وبالتالي فهي محطة أساسية يجب أن تحظى بكل الاهتمام والرعاية، ويتجسد هذا مثلما أضاف الوزير في البرنامج الوطني الهام المسطر لتخليد الذكرى 68 لاندلاع ثورة نوفمبر والذي يأتي في ظروف مميزة وهي انعقاد القمة العربية، مضيفا أنه بهذه المناسبة سيظهر الجزائريين الاحتفاء والوحدة والتضامن مع تاريخهم والافتخار به من خلال المشاركة في كل الفعاليات التي ستقام عبر كل ربوع الوطن، وقال أيضا أن الملتقى الدولي الذي حضره أمس بوهران يعد الانطلاقة الأولى للبرنامج الوطني الخاص بهذه الاحتفالات والذي يحتوي على 2020 تظاهرة وملتقيات وندوات وغيرها من النشاطات.
كما كان لوزير المجاهدين وذوي الحقوق خرجة ميدانية بوهران قادته الى بيت المرحوم العقيد راجع جلول لتقديم واجب العزاء لعائلته، ثم توجه الوفد إلى المستشفى العسكري الجهوي بوهران لزيارة المجاهد بعطوش خالد الذي يعاني من وعكة صحية، كما دشن الوزير معلم شهداء كناستيل الذين نفذ فيهم حكم الإعدام رميا بالرصاص وهذا بمندوبية المنزه ببلدية وهران.
للعلم، فإن الملتقى شهد عدة مداخلات للأساتذة من الضيوف العرب والجزائريين، كما نظمت ورشات بمحاور ثلاثة هي “الجزائر في الوجدان العربي” و “الدعم العربي للثورة الجزائرية” و”الجامع القيمي والمقاربة التنموية”.
بن ودان خيرة

* أستاذ العلاقات الدولية الدكتور صالح الصقري من السعودية
العلاقـــات بين المملكة العربيـــة السعوديـــة والجزائــــــــــر أخويـــــــــــــــــة
أوضح الدكتور صالح الصقري، أن العلاقات بين المملكة العربية السعودية والجزائر أخوية وعريقة وقديمة جدا وهي اليوم تتقوى أكثر، معتبرا أنه يمكن أن تستفيد الجزائر من الرؤية السعودية للوحدة العربية.
 وأكد الدكتور الصقري أن الأمل كبير في أن تخرج القمة العربية بالجزائر بقرارات تعيد لم شمل الأمة العربية وتجعل لها رؤية مستقبلية في قضية الوحدة وتجعلها مؤثرة في العالم، ولاشك وفق المتحدث، أن الأزمات التي يمر بها العالم العربي اليوم من شأنها أن تؤدي بهم لإعادة التفكير في العلم والعمل وفي كيفية استغلال الثروات التي تتوفر عليها بالإضافة للتفكير في إعادة بنائها الداخلي للتصدي لكل تدخل خارجي في شؤونها ومن هنا سيكون لها مستقبل إيجابي، لأن وضع العالم العربي ليس على مايرام مثلما أضاف فالمحيط الخارجي يعرقل وحدته ويعيق بناء اقتصاده.وأكد ذات المتحدث أنه ورغم قلة الإعلام والأخبار، خلال الثورة الجزائرية، إلا أن ما كان يحدث في الجزائر وقت الثورة كان يصل للشعب السعودي حتى لتلاميذ المدارس الذين تشبعوا ببطولات الثوار الجزائريين ومنهم هو شخصيا الذي خرج احتفالا باستقلال الجزائر ، مذكرا في ذات الصدد، بأن المملكة العربية السعودية أطلقت غداة استقلال الجزائر، ما يسمى بأيام الجزائر والتي كانت تدوم أسبوعا كاملا في العديد من المرات احتفالا بالنصر الذي حققه الشعب الجزائري بعد تضحيات كبيرة، وتم أيضا وقتها إصدار طابع بريدي خاص بالجزائر.
ب. خ

* عبد الكريم الماجري أستاذ التاريخ المعاصر من تونس
موقف الجزائـــــر حــــول فلسطـــين  و قضايــــا  العروبـــــة واضـــــح
أكّد أستاذ التاريخ المعاصر، عبد الكريم الماجري من تونس، أن شعار “لم الشمل” الذي أرادته الجزائر، هو موقف عربي عرفت به منذ استقلالها ولم تحد عنه، وهو مبني على رؤية واضحة حول القضية الفلسطينية وقضايا العروبة.
واعتبر الماجري أنه يفضل أن تبدأ إعادة بناء الاتحاد المغاربي بدولتين وهما الجزائر وتونس بالنظر لتوافقهما والعلاقات الطيبة بينهما حكومة وشعبا ، لتكون مبادرة مثلما قال من شأنها استقطاب باقي الدول التي تقاسمهما وجهات النظر، وهذا في ظل الضبابية التي تلف هذا الاتحاد ولا يمكن التكهن بما سيؤول إليه لاحقا حسبه.
ب. خ

* الدكتور فهمي القيسي أستاذ القانون الدولي وسفير عراقي سابق
الدبلوماسية الجزائرية تتسم بالوضوح والشفافية
أكد أستاذ القانون الدولي و السفير العراقي السابق فهمي القيسي، أن الدبلوماسية الجزائرية راقية ويطلق عليها وصف الدبلوماسية الناعمة لأنها تنتهج سياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ودائما تسعى للم شمل المتخاصمين وأبرز هذه المبادرات ما حدث في لم شمل الفصائل الفلسطينية التي نجحت بفضل حنكة وأسلوب وقدرة الاقناع، وهذا ما يتطلب القدرة والكفاءة والإمكانية وهي ما يتوفر في إرادة الجزائر التي تقبل وساطتها لأن دبلوماسيتها مقبولة وفيها وضوح وشفافية.
و أشار أن الجزائر سبق وأن استضافت القمة العربية، ولكن في هذه المرة لها خصوصية لوجود عدة اختلافات بين الدول العربية وحتى داخل الدول حدثت عدة تغيرات، ورغم هذا يبقى الأمل في هذا الموعد الذي كانت الجزائر وراء تأخيره لمدة ثلاثة سنوات من أجل تحقيق الإجماع وهذا ما هو مأمول في هذه القمة. من جانب آخر، قال ذات المتحدث ، أنه بالنظر لأن الاقتصاد هو قاطرة السياسة فإن المجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي و مجلس وزراء الخارجية والجامعة العربية هي آليات يجب العمل بها حاليا ويبقى بلوغ الإتحاد العربي منشودا.                 ب. خ

* جمال زهران رئيس الجمعية العربية للعلوم السياسيــة
الجــزائر تعيش حالة استمرارية لمبادئهــــــا النــــوفمبريــــــــة
أكد المصري جمال زهران رئيس الجمعية العربية للعلوم السياسية، أن الجزائر لازالت ملتزمة بالمبادئ وبفكر المقاومة خاصة في رفضها التطبيع مع الكيان الصهيوني، وعليه فهناك حالة استمرارية وليس انقطاع أو تراجع، ومن خلال تمسكها بهذه المبادئ فهي مؤهلة للعب الدور القيادي وجمع شمل الدول التي تسير على هذا النهج مما يقوي دور جامعة الدول العربية.
و أبرز زهران، أنه في ظل الأزمة الدولية الناجمة عن الحرب الروسية الأوكرانية، فإنه أمام العالم العربي فرصة كبيرة جدا للاعتماد على الذات وتقوية الجامعة العربية والمضي بها نحو الاتحاد العربي الذي هو المنقذ للعرب من الأزمات والمشاكل التي يتخبطون فيها، خاصة وأن لهم مقومات حقيقية من شأنها الدفع بتحقيق هذا الحلم الذي سمح لهم باتخاذ قرارات بكل استقلالية عن هذا الطرف أو ذلك، مركزا على أنه ينتظر من القمة العربية بالجزائر أن تصدر عنها توصيات مثل ضرورة تشجيع المبادلات البينية وأن تساعد الدول الغنية الدول الفقيرة حتى تسير كل الدول بنفس المستوى، فالمدخل الاقتصادي يمكن أن يعطي دفعا للوحدة العربية وتكون التوصيات مقدمة لتفعيل مشروع الاتحاد العربي.                
ب. خ