كشفت جبهة البوليساريو رسميا رفضها لمشروع القرار الخاص بقضية الصحراء المغربية الذي قدمته الولايات المتحدة الأسبوع الماضي إلى أعضاء مجلس الأمن، قائلة في بيان نشرته أمس الإثنين إن “مسؤولية الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بخصوص ملف الصحراء اليوم أكثر من أي وقت مضى”.
البوليساريو التي ترفض الدعوات الدولية للاخراط في البحث عن حل سلمي للنزاعن أكدت أنها تتابع مجريات المصادقة على مشروع القانون الذي خطّته الإدارة الأمريكية، كونه سيظل بعديا التحقق في حال لم تتم التفاعل مع أطروختها، مشيرة إلى أن بعث عملية البحث عن السلام في الصحراء المغربية يظل رهينة التخلي الصريح عن التمسك بما تصفه “حق في تقرير المصير”.
وينتظر أن يخضع مشروع القرار للتصويت ضمن جلسة مجلس الأمن الدولي يوم 27 أكتوبر، حيث تضمن “البلدان المجاورة على اتخاذ خطوات مهمة والمساهمة بنشاط في هذه العملية”، كما شدد “على أهمية تطوير جميع أصحاب المصلحة لمواقفهم من أجل التحرك نحو حل”. ومباشرة بعد تقديم إدارة بايدن لمشروع القرار، قال ممثل البوليساريو في نيويورك سيدي محمد عمار، في مقابلة أجرتها معه وسائل إعلام موالية للجبهة، إن الجبهة “لا تتوقع الكثير من مجلس الأمن بخصوص القرار الجديد”.
ويوم السبت دعت إدارة بايدن، عبر مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية، ويندي شيرمان “جميع الأطراف المعنية إلى تليين مواقفها بهدف تحقيق حل دائم وعادل للنزاع”. من جهته، أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، خلال محادثاته يوم 7 أكتوبر مع ستافان دي ميستورا على “أهمية التوصل إلى حل عادل ودائم ومقبول للطرفين لمشكلة الصحراء الغربية، على أساس قرارات مجلس الأمن ذات الصلة”.
ويدعوا مشروع القرار إلى ضرورة استئناف المفاوضات السياسية، اعتمادا على عقد المائدة المستديرة الأولى التي توقفت عجلتها شهر مارس 2019. ومنذ ذلك الحين، تعطّل هذا المسلسل والسبب هو رفض الجزائر المشاركة في هذه الموائد المستديرة تحت ذريعة أن المفاوضات يجب أن تكون مباشرة، وأنها مجرد مراقب وليست طرفا رئيسيا في النزاع.
ولكن الواقع غير ذلك تماما، ومشروع قرار مجلس الأمن يؤكد ذلك من خلال الإشارة إلى الموائد المستديرة، كأداة أساسية لاستئناف المفاوضات. وفي هذا الصدد، يؤيد نص مشروع القرار “استمرار المشاورات بين المبعوث الشخصي والمغرب وجبهة البوليساريو والجزائر وموريتانيا”، ويشجع الأطراف الأربعة على التواصل مع المبعوث الشخصي “طوال مدة هذا المسلسل، في إطار روح الواقعية والتوافق”.
