مع اقتراب موعد انطلاق كأس العالم في قطر يتزايد الاهتمام لدى عشاق كرة القدم والرياضيين بصورة عامة لمتابعة العرس الكروى العالمي الذي لا يتكرر إلا كل أربعة أعوام.
أين سنشاهد كأس العالم؟، سؤال ظل يتردّد وسط المهتمين في ظل ارتفاع أسعار الاشتراك في القناة الحصرية الناقلة «بي إن سبورت»، دون إجابة واضحة، فيما هنالك جمهور عريض بدأ يتجه نحو المشاهدة عبر أقمار ما يسمي بـ«الشيرنج» وهي أقمار أوروبية وأفريقية يتم التقاطها بأطباق مختلفة
«التغيير» تحدثت مع أحد الفنيين المختصين في تركيب هذه الأطباق «كرار الأمين كرار» والذي كشف الكثير من المعلومات حول عالم «الشيرنج» أو الأطباق المجانية للمشاهدة.
التغيير- الخرطوم: الفاضل إبراهيم
* بداية، منذ متي تمارس مهنة تركيب الأطباق واقتربت من عالم الستلايت والأقمار الاصطناعية؟
بدأت ممارسة هذه المهنة في البداية كهواية منذ العام 2002م بالمملكة العربية السعودية وبعدها عندما عدت للسودان تحولت للعمل بصورة كاملة واحترافية في العام 2011م.
* كيف يمكن أن يشاهد الجمهور المباريات خاصةً كاس العالم دون اشتراك في القناة الحصرية «الكروت»؟
لكي تشاهد مباراة كرة بتكلفة أقل عليك باستخدام أقمار «الشيرنج» التي تقوم بفتح شفرات بعض الاقمار عن طريق سيرفر خاص.
عالم «الشيرنج» أصبح معروفاً، هي قنوات معظمها أوروبية يتم التقاطها في السودان بالأطباق المختلفة بعضها تعمل بالانترنت وتبدأ من «65، 90، 130، 165، 240» وهنالك أطباق أكبر.
وتحتاج هذه الأطباق لـ«رسيفر» مستقبل يفتح بالإنترنت وهنالك أنواع كثيرة جداً.
* تحدثت عن «النت»، لكن هنالك مخاوف من التكلفة؟
تكلفة مشاهدة القنوات الرياضية عن طريق «الشيرينج» الإنترنت غير مكلفة يعني مباراة كاملة تحسب بالكيلوبايت فقط وليس القيقابايت، شئ لا يذكر قد لا يصل قيقا واحدة في الشهر مقارنة بتكلفتها عبر الاشتراك في القنوات المحتكرة للمشاهدة.
* ما مدى صعوبة عملية التركيب؟
عملية تركيب الأطباق غير معقّدة فقط تحتاج فني ماهر ذو بال طويل وبالذات الأقمار البعيدة التي تستخدم فيها الأطباق الكبيرة التي تمتد أحيانا لست أو سبع ساعات.
* ما هي هذه الأقمار المعقدة ومميزاتها؟
حسب التجربة من الأقمار المعقدة قمر الهيلاسات ويسمى بالقمر العنيد وهو القمر الذي يلبي طموحات الرياضيين لنقله كافة البطولات الأوروبية والعالمية ويحتاج في الخرطوم لطبق مقاس «130» ولاقط «إلمبي» انفيرتو وكل ما ابتعدنا عن العاصمة نحتاج لأطباق أكبر.
* ما هو القمر الأقرب والأسهل؟
القمر الأسهل بالنسبة لنا في السودان هو الأموس الإسرائيلي وهو من أقمار «الشيرنج» ويغطي كل ولايات السودان بطبق قطره «65» سم وينقل كل الدوريات العالمية ما عدا الدوري الإسباني والذي يحتاج لطبق قطره «380» سم في الخرطوم، ولكن مباريات الدوري الأسباني موجودة على أقمار أخرى يمكن التقاطها بأطباق أكبر.
* عنصر اللغة مهم، هل هنالك ترجمة في المباريات، خاصةً وأن معظم الأقمار التي ذكرتها ناطقة بغير العربية؟
الصوتيات في الأجهزة الفاتحة للشفرات بها خيارات تحويل اللغة للعربية وأحيانا هنالك فرق ثوانٍ في الصوت وربما تكون مضبوطة ومتطابقة صوت وصورة في حالة استقرار شبكة الإنترنت.
* هنالك حديث عن كسر شفرة قنوات «بي إن سبورت» قبل كأس العالم؟
قنوات الـ«بي إن سبورت» تشفيرها تشفير آمن من الصعب كسرها.
* من الهواجس أيضاً وجود قنوات إباحية على هذه القنوات؟
نعم، هنالك باقة من القنوات الإباحية على قمر الهيلاسات وبعض الأقمار الأخرى هذه قنوات واضحة بالاسم ولكن يمكن السيطرة عليها من خلال عدم تنزيل الترددات الخاصة بها أو مسحها بطريقة سهلة جداً.
* ما هي الأقمار التي يحتاجها المشاهد السوداني لمتابعة مباريات كرة القدم؟
الأقمار التي يحتاجها السودان مثل «أموس، هيلاسات ياهسات (10) شرق (وهو قمر فيدات) بلاقط سي باند وأيضا هنالك القمر التركي، القمر (45) يامال والقمر الصيني بلنترسات (51.5) وأيضا قمر يوتلسات (7) شرق به قناة عزام التنزانية والقنوات الناقلة للبطولات الافريقية».
*على ذكر القمر الإسرائيلي هل وجدت اعتراضاً أو رفضاً من الزبائن له؟
لا، لم يحدث أن سألني أحد عن حرمة مشاهدة القمر الإسرائيلي وهو قمر يقدم مادة ومحتوى فضائي يمكن أن نأخذ منه الإيجابي ونترك السلبي.
* كم يبلغ سعر الأطباق وتكلفة التركيب؟
مثلا من الجملة سعر الطبق «90» سم «18» ألف جنيه والطبق «130» سم نظيف ما بين «30- 35» ألف جنيه، والمستعمل طبعاً يختلف السعر بحسب المالك.
أما بالنسبة لتكلفة التركيب تختلف من فني لآخر حسب المنطقة وطبيعة القمر، هنالك من يطلب تركيب قمرين وهنالك من يطلب واحداً.
* هنالك دول تستخدم أطباق صغيرة لالتقاط هذه الأقمار، لماذا نحن في السودان مضطرون لاستخدام الأطباق الكبيرة؟
هذا يعتمد على الموقع الجغرافي للسودان، كما أن تغطية الأقمار الخاصة معظمها ذي أغراض تجارية أو خاصة لذا تغطية الأقمار للسودان ضعيفة جداً نسبة لموقعنا الجغرافي البعيد عن أوروبا والذي يؤثر سلبا في التقاط الإشارات بسبب ارتفاع درجات الحرارة عكس دولة مصر يمكن أن تشاهد القمر الأوروبي فيها بطبق «70» سم.
ورغم ذلك هنالك أقمار تنقل مباريات كرة القدم يمكن استقبالها بالأطباق الصغيرة «65- 90» سم كالإسرائيلي والتركي وغيرها.
* إذا بم تنصح الراغبين في مشاهدة كأس العالم من غير المشتركين في القنوات المحتكرة؟
مشاهدة المباريات تعتمد على المقدرة المالية للراغبين في «الكروت» أما السواد الأعظم والنسبة الأكبر فهؤلاء يمكنهم تركيب أقمار «الشيرنج».
ومع اقتراب افتتاح كأس العالم يجب الاعتماد على الاقمار المضمونة لنا في الوسط وهي الاموس سوف ينقل «60» مبارة باللغة العربية على قناة مكان الناطقة بالعربية وقنوات أخرى بـ«الشيرنج» والذي يحتاج لطبق صغير «65» سم.
أيضاً قمر الهيلاسات الأوروبي به «10» قنوات رياضية وأفضل تغطية للقمر في الوسط طبق «130» سم معظم القنوات بتقنية «sd».
ولضمان قنوات الـ«HD» كاملة يمكن تركيب طبق «240» سم وجهاز داعم لخاصية فك الشفرات والصوتيات واستمتع بالمشاهدة.
* ما هي المشاكل والمعوقات التي تواجهكم في مجال «السات»؟
المشكلة الأساسية في عدم توفر الأطباق الكبيرة المسطحة ذات القطعة الواحدة لصعوبة استيرادها لكبر حجمها وحتى لو وجدت أسعارها تفوق المائة ألف جنيه.
المتوفر في الأسواق من هذه الأطباق الكبيرة «180- 240» ليست قطعة واحدة هي شرائح رديئة جداً حتى في الإشارة تضطر الفني أو المهندس لتعديل العدسة الـ«إلمبي».
* إذاً ما هو الحل؟
أتمنى من جياد أو غيرها من الشركات التفكير الجاد بالاستثمار في صناعة الأطباق الكبيرة لحوجة الناس لها.
