ونحن نبحث أزماتنا بالمؤتمر الاقتصادي
ونحن نبحث أزماتنا بالمؤتمر الاقتصادي
يمر اقتصادنا بمنعطف حرج يلزم معه تصويب الأخطاء وتعلم الدروس في ظل تدهور الاقتصاد العالمي من أزمة وباء كورونا والحرب الدائرة في أوكرانيا.
الآن أعدت الحكومة العدة لمناقشات صريحة حول الاقتصاد وما يصيبه من علل وثغرات والتمعن في اتخاذ القرارات فلا وقت للتجارب والخطأ.
في الوقت الراهن تعاني الحكومة من أزمة في وفرة العملة الصعبة من الدولار واليورو وغيرهما. ويناقش البرلمان جدوي اقتراح السماح للمصريين المقيمين بالخارج باستيراد سيارة خاصة معفاة من الرسوم الجمركية علي أن يودع صاحب السيارة مبلغا في شكل وديعة بالدولار يستردها بعد خمس سنوات.
المداولات مستمرة بالبرلمان وكلها يجب أن تؤخذ في الاعتبار وتتم دراستها من قبل الخبراء.. فهناك من أشار إلي ضرورة تهيئة الطرق خاصة وأن لدينا نحو 15 مليون مصري مقيمين بالخارج ويحق لهم الدفع بسيارات وفقا للفكرة حال كونها قانونا.
ولو افترض استجابة حتي نصف الرقم هل سيكون لدينا 7 أو 8 ملايين سيارة مطلوب السماح بدخولها؟!.. وماذا عن استيعاب الطرق والجراجات لهذه الأعداد؟ وهل يتم سحب كل سيارة مضي علي أقدميتها أكثر من 20 سنة مثلا حتي تتاح الفرصة للسيارات الزيرو القادمة؟.
وهل هناك خطة لصيانة الطرق الداخلية بالمدن والقاهرة بعد أن أبلت الحكومة بلاء حسنا في إنجاز طرق ومحاور وكباري بشكل شهدت له المؤسسات الدولية؟.
إذا القانون يحتاج فرصة للدراسة دون تعجل أو سرعة, وكان لمحافظ البنك المركزي الاقتصادي حسن عبدالله رأي سديد يتمثل في عدم اعتبار فكرة استيراد سيارة معفاة من الجمارك مقابل وديعة دولارية هي الحل الأمثل, وأن هناك حلولا أخري يجب أن يتم من خلالها خفض التضخم الذي يتسبب في ارتفاع الأسعار. فخفض التضخم يؤدي لخفض الأسعار ويتم من وجهة نظره برفع الضرائب, إضافة لرفع سعر الفائدة فيقل النقد المعروض بالسوق المحلية وينخفض الطلب علي السلع وتنخفض الأسعار فضلا عن تخفيف الإنفاق الحكومي.
أزمة أخري تفرض نفسها وهي مدي توفير الأعلاف, والتي أدي شحها إلي قيام المستوردين والمنتجين في مجال صناعة الدواجن بإعدام عدة ملايين من الكتاكيت في كارثة اقتصادية في الوقت الذي تحتجز فيه الجمارك نحو 1.5 مليون طن أعلاف! ومعلوم أن الأعلاف تمثل 80% من صناعة الدواجن وأسعارها وأسعار البيض, والتي ارتفعت بشكل جنوني!!
هل ينجح المؤتمر الاقتصادي في حل إشكاليات عديدة تواجه الصناعة المحلية؟ نرجو ذلك خاصة وأن المؤتمر يضع كل شرائح رجال الأعمال من خارج الحكومة للاستماع لمشاكل المستثمرين والمستوردين ورجال الصناعة والزراعة وما أكثرها.