المغرب يحذّر الانفصاليين من استخدام مسيّرات إيرانية.. المنطقة العازلة خط أحمر


الدار/ تحليل

المسار الذي تسير فيه عملية تدبير قضية الصحراء المغربية مسار خطي تصاعدي بدأ يخرج من دائرة الوضع القائم والانتظارية منذ أن تحوّلت الدبلوماسية المغربية إلى نهج المبادرة والهجوم عقب الإعلان عن مبادرة التفاوض حول الحكم الذاتي في 2007. ومنذ ثلاث سنوات بدأت بلادنا تجني ثمار هذه الاستراتيجية المختلفة، إلى أن وصلنا قبل سنتين إلى مرحلة يضع فيها المغرب قواته المسلحة على أهبة الاستعداد للتصدي لأي خرق من خروقات الجبهة الانفصالية المدفوعة من الجزائر. وكلنا نتذكر عملية تطهير معبر الكركرات على الحدود المغربية الموريتانية من شراذم الانفصاليين، بشكل احترافي وفي ساعات قليلة أظهر فيها المغرب لخصومه وحلفائه في الوقت نفسه أنه لن يتساهل بعد اليوم مع كل من تسوّل له نفسه الاعتداء على الأراضي المغربية.

واليوم يصل هذا التحذير مداه بعد أن أعلن المغرب أمام الأمم المتحدة وبشكل رسمي أنه لن يتوانى لحظة واحدة عن ضم المنطقة العازلة إذا ما تجرأت ميليشيات البوليساريو على استخدام الطائرات المسيرة الإيرانية ضد المغرب. هذا التحذير موجّه طبعا لعصابة الكابرانات الذين يعملون منذ صدمة الكركرات على زرع بذور التصعيد مع المغرب ودفع الجبهة إلى ارتكاب حماقات أكبر منها، حتى وصل الأمر حدّ الوساطة لدى نظام إيران المارق من أجل تزويد الانفصاليين بطائرات مسيّرة تستعمل ضد القوات المسلحة الملكية أو ضد المناطق المأهولة والبنيات التحتية في بلادنا. هذا الخرق الصارخ للقانون الدولي من طرف نظام الكابرانات هو محاولة يائسة لاستعادة التوازن مع المغرب بعد أن تمكنت الطائرات المسيّرة التابعة للقوات المسلحة الملكية من الحد من محاولات التجرؤ على التسلل خارج المنطقة العازلة.

هذا “التوازن” الذي يحلم به الكابرانات ولّى ولن يعود، ليس فقط لأن المغرب حصل على أسراب جد متقدمة من الطائرات المسيّرة الفعالة في العمليات الهجومية تعطيه قدرا من التفوق الجوي، ولكن لأن السلطات العليا ببلادنا اتخذت قرارا سياسيا حاسما لا رجعة فيه، وأكدت على أنه يمثل خطا أحمر، وهو التصدي لكل عمليات الاعتداء على التراب المغربي من أي جهة كانت، وردع كل محاولات الترهيب والإرهاب التي كانت عناصر وميليشيات البوليساريو تقوم بها في الماضي لخلق أجواء من انعدام الأمن في المنطقة، وإثارة انتباه بعض القوى الدولية إلى وجود نزاع مفتعل، وتحقيق بعض المكاسب السياسية الداخلية في أوساط المغرّر بهم. المنطقة العازلة التي رسمت حدودها الأمم المتحدة بتوافق مع المغرب تتمتع بوضع قانوني هدفه الإسهام في استمرار وقف إطلاق النار، لكن عندما يُقدم الانفصاليون على خرقها فإنهم يخرقون بذلك سيادة المغرب على أراضيه وهو ما يمثل إعلانا مباشرا للحرب.

لقد يئس الكابرانات من إمكانية اندلاع نزاع واسع بعد موقعة الكركرات وتمكن المغرب من حماية وتحصين أراضيه على مرأى ومسمع من العالم، لكنهم يحاولون اليوم الزجّ بالانفصاليين في لعبة سياسية كبرى، توحي بأن هذ الكيان الوهمي قادر على الدفاع عن أطروحته وإحراج المغرب وقواته المسلحة، بالحصول على الطائرات المسيّرة الإيرانية. ولا يعدو هذا الأمر أن يكون مجرد حرب نفسية مكشوفة، ومع ذلك فإن السلطات المغربية تتعامل معها بكل الجدية والحزم اللازمين. ولن نبالغ إذا أكدنا أن هذا التحذير الذي أطلقه المغرب في الأمم المتحدة وأمام أعضاء مجلس الأمن سيكون له ما بعده، إنه يمثل انتقالا جديدا في مسار القضية الوطنية، لن تتأخر نتائجه وثماره في الظهور عندما سيسترجع المغرب سيادته الكاملة على المنطقة العازلة، وينهي بشكل رسمي مهزلة النزاع المفتعل التي يحلم كابرانات الجزائر باستدامتها إلى أجل غير مسمى.

تاريخ الخبر: 2022-10-28 18:25:17
المصدر: موقع الدار - المغرب
التصنيف: مجتمع
مستوى الصحة: 52%
الأهمية: 62%

آخر الأخبار حول العالم

حركة حماس تقول إنها تدرس "بروح إيجابية" مقترح الهدنة في قطاع غزة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 12:27:49
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 56%

حركة حماس تقول إنها تدرس "بروح إيجابية" مقترح الهدنة في قطاع غزة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 12:27:46
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 67%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية