ديانا حداد رقم صعب فى عالم الغناء، فقد ألهمت بصوتها الخلاب وإحساسها الحقيقى الكثير من الأجيال خلال العقود الماضية، وهو ما رسخ قيمتها فى قلوب عشاق الطرب الأصيل، ومنحها مكانة خاصة للغاية بين نجمات الوطن العربى.

وأهم ما يميز مشوار «ديانا» أن خطواتها كانت دائمًا مدروسة ومحسوبة، وكأنها تتدرج وتصعد على السلم الموسيقى، فمنذ ظهورها على الساحة الفنية فى منتصف التسعينيات استطاعت أن تجذب الجمهور بأدائها المتنوع وأغنياتها المختلفة، ليصير حضورها فى أى مكان حدثًا فنيًا تُسلط عليه الأضواء من كل اتجاه.

وكان لمشاركة «ديانا» فى مهرجان الموسيقى العربية فى دورته الأخيرة، زخم حافل، حيث شاركت فيه للمرة الأولى، وهو ما زاد من حجم الشغف لدى الجمهور الذى ملأ قاعة الحفل، ليرفع المسرح لافتة «كامل العدد».

فى حوارها مع «الدستور»، تتحدث ديانا حداد عن كواليس تلك المشاركة، وغيرها من التفاصيل فى مسيرتها الغنائية الحافلة.

■ كيف جاءت مشاركتك فى مهرجان الموسيقى العربية الـ٣١؟

- تشرفت كثيرًا بهذه الدعوة، وعندما تواصلت معى إدارة المهرجان لم أتردد لحظة، وافقت فورًا على المشاركة فى هذا الحدث الضخم العريق الذى يثبت ريادته فى كل دورة، خاصة أننى متابعة جيدة له منذ انطلاقته إلى الآن، وهو يتمتع بقيمة فنية وثقافية كبيرة على مستوى العالم العربى، وسعدت كثيرًا عندما علمت أن حفلى سيكون فى نفس يوم حفل النجم مدحت صالح، الذى أحترمه وأحترم فنه ومشواره كثيرًا.

■ ما الأسباب التى منعتك من المشاركة فى السنوات الماضية؟

- بالتأكيد ليس هناك أى أسباب لتأخر المشاركة، إنما يمكن القول إن «القدر شاء»، وكل شىء بأوان ومقدر ومكتوب من عند الله فى ميعاده، وكثيرًا كانت المواعيد لا تتناسب مع برنامجى بسبب مسئوليات واتفاقات أخرى كانت تتم قبل التواصل معى، لكن دعينى أؤكد أننى أفخر كثيرًا بالمشاركة والوقوف على مسرح العمالقة داخل دار الأوبرا المصرية، هذا الصرح الشامخ، وأتمنى المشاركة فى الدورات المقبلة بإذن الله.

■ ما شعورك عندما وجدت حفلك يرفع لافتة «كامل العدد»؟

- شعور مرعب ومبهر فى نفس الوقت، يختلط بين السعادة والخوف، فهذا المهرجان هو ملتقى النجوم من أجل الإبداع وتقديم الطرب الحقيقى الذى يسعد الجمهور الأصيل السميع، خاصة مع عرض التراث الموسيقى للمدارس المختلفة فى الغناء، لذا شعرت بسعادة غامرة وحماسة كبيرة عندما التقيت جمهور الأوبرا، الذى أتى من أجل الاستمتاع بالفنون الحقيقية، واتفقت مع المايسترو وسام خصاف على تقديم برنامج مميز ومتنوع للجمهور العريق.

■ قطعت مشوارًا طويلًا من النجاحات المستمرة فى عالم الغناء.. ما المعايير التى تضعينها قبل تقديم أى عمل؟

- أنا بطبعى أهتم بأدق التفاصيل فى حياتى، وخطواتى دائمًا مدروسة ومحسوبة، وأكثر ما يشغلنى وأهتم به هو اختيار وانتقاء الكلمات، فاختيار النص الغنائى فى حد ذاته فن، وأنا دائمًا أنتقى الكلمات المفهومة لكل الجمهور بجميع أنحاء العالم، وكذلك أراعى الدقة فى اختيار اللحن والتوزيع؛ كى أنفذه بشكل مميز مع كبار الموسيقيين فى العالم العربى، ولكى تعيش الأغنية على مر العصور.

■ كيف تلقيت ردود الأفعال مؤخرًا حول أحدث أغنياتك «أحلى كابل»؟

- الحمد لله سعيدة جدًا بما حققته الأغنية، ووجدت ردود أفعال قوية، خاصة أننى اجتهدت جدًا فى هذه الأغنية، وعملت بحماسة شديدة مع الشاعر ضياء عشا، والملحن عمر خير، واستغرقت تحضيراتها وقتًا طويلًا حتى خرجت بهذا الشكل المبهر الذى أسهم فى حصدها ملايين المشاهدات على المواقع الإلكترونية خلال أيام قليلة.

■ ماذا عن طرح الأغنية على طريقة الفيديو كليب؟

- طرح الأغنية على طريقة الفيديو كليب مهم جدًا، وسيكون مكلفًا فى ظل الظروف الغنائية، ولكن الفيديو مطلوب للوجود بصورة مباشرة مع الجمهور، وفى الحقيقة كنت أبحث عن فكرة جديدة ومبتكرة ومواكبة للعصر، فقررت تجميع مقاطع من الأفراح دون أن أكون حاضرة فيها، وتم تصوير مجموعة أفراح حقيقية بعدة مناطق، ليتم تجميعها فى كليب واحد، لتكون فكرة مميزة، وهذا جاء فى إطار الابتكار الذى أبحث عنه طوال الوقت. 

■ لوحظ، مؤخرًا، اهتمام نجوم الطرب بطرح الأغنيات على طريقة «السنجل».. كيف ترين ذلك؟

- العالم كله تقريبًا يقدم الآن أغنيات «السنجل»؛ لأنها المواكبة للعصر الحالى، ولى تجارب كثيرة ناجحة بفضل الله، وأغانٍ كثيرة أُفضل طرحها «سنجل» على طريقة «الفيديو كليب»، وهى فرصة رائعة للتواصل مع الجمهور فى الوقت الحالى، خاصة أن الألبوم أصبح مغامرة بالنسبة للبعض، ويأخذ وقتًا طويلًا لتجهيزه، والفنان يقدم كل فترة أغنية سنجل، يُذكِّر جمهوره به ويثبت وجوده، و«السوشيال ميديا» ومواقع التواصل الآن فرصة رائعة لنشر تلك الأعمال، وهذا ما أسير عليه الآن خاصة عندما قررت طرح «المينى ألبوم» الجديد على طريقة «السنجل».

■ تعودين بعد غياب ٨ سنوات للسوق الغنائية بمينى ألبوم «ديانا حداد ٢٠٢٢».. حدثينا عن كواليس تحضيره والمدة التى استغرقها؟

- بدأت العمل منذ فترة طويلة، وأخذ منى أكثر من ٣ سنوات فى التحضير، وهو مختلف فى طريقة طرحه ومحتواه، فهو يضم عدة ألوان ولهجات، وتيماته مختلفة، منها الخليجية واللبنانية والمصرية، وأطرحه بواقع أغنية كل ٣ أسابيع، وإلى الآن صدرت منه ثلاث أغنيات، هى «وحشنى شخص» و«مغنجة» و«أحلى كابل».. وأعد جمهورى بمفاجآت كثيرة فى الأغانى المقبلة.

■ لماذا اخترت اسم «ديانا حداد ٢٠٢٢» للألبوم؟

- وجدته بسيطًا ومعبرًا وأفضل مسمى لألبوم، ولكى يلفت الانتباه ويتم التركيز على المحتوى بشكل كامل دون استثناء.

■ تقدمين فى المينى ألبوم أغانى بأكثر من لهجة.. ما هى الأقرب إليك؟

- كل اللهجات، لأننا أصبحنا عالمًا واحدًا مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعى، وأنا من القلائل من الفنانين والفنانات الذين قدموا معظم اللهجات باختلافها، والحمد لله نجحت فى كل ما قدمته.

■ لماذا فضلت إنتاج ألبومك لنفسك، على الرغم من التعاون المثمر الذى جمعك بشركة «روتانا»؟

- انتهت مدة التعاقد مع شركة روتانا بكل ود واحترام، وهى شركة كبيرة وعريقة، ولها باع طويل فى مجال الإنتاج الفنى، وبالتأكيد حققنا معًا الكثير من النجاحات، ودائمًا ما كان تعاوننا مثمرًا، وأنا سعدت بذلك، أما فكرة إنتاج أعمال لنفسى فهى خطوة ليست جديدة؛ لأننى سبق وأنتجت العديد من أعمالى وأغنياتى.

■ اشتهرت بأنك صاحبة صوت جبلى لكنك تهتمين بتقديم اللون الشعبى.. لماذا؟

- أعشق اللون الشعبى الجاد، فالمطرب أو الصانع الجيد عليه أن يجيد كل الألوان وأن يتخصص فى منطقة تُكتب باسمه ويتميز بها، أنا أعشق الألوان الشعبية وأعتبرها من أعظم الألوان الغنائية، وكانت لى تجربة، أعتبرها محطة مهمة فى مشوارى، مع عملاق الغناء الشعبى محمد العزبى «جرح الحبيب»، ومن ثم قدمت الشعبى بأشكال مختلفة، منها «بنت أصول» باللون الشعبى اللبنانى، و«هلا وأهلين» باللون الشعبى السعودى، ويا مرحبًا بتقديم اللون الشعبى حين تتوافر الكلمة واللحن والتوزيع المناسب، فأنا لا أمانع.

■ أليست لديك طقوس قبل الصعود على المسرح ولقاء الجمهور؟

- طبعًا.. الوقوف على المسرح ولقاء الجمهور بالنسبة لى أمر ليس سهلًا، فعلى الرغم من المشوار الطويل لا تزال تتملكنى الرهبة كلما صعدت إلى المسرح، لذا تلازمنى طقوس لا يمكن أن أتخلى عنها أبدًا، منها الحرص على قراءة بعض الآيات القرآنية، وقبل بداية أى حفل أفضل أن أكون بمفردى، لأننى شديدة القلق، وفى نفس الوقت بمجرد أن ألتقى جمهورى العزيز تكتمل سعادتى وأخرج كل طاقتى معه على المسرح.

■ النجم محمد رمضان أعلن مؤخرًا عن أمنيته فى تقديم «ديو» معك.. ما تعليقك؟

- محمد رمضان فنان طموح وخطواته ثابتة وعنده قبول كبير لدى الجمهور، وقد سعدت جدًا بتصريحه، وأرحب جدًا بالفكرة، فلا مانع من تقديم «ديو» معه إذا أتيحت الفرصة لنا فى عمل مناسب.

■ كيف استقبلت شائعات اعتزالك الفن وارتداء الحجاب فى الآونة الأخيرة؟

- استغربت كثيرًا، فقد ظهر الكثير من الشائعات والأقاويل عن اعتزالى الفن وارتداء الحجاب، وأنا لم أقل ذلك، ولم يخرج أى بيان من مكتبى الإعلامى يخص هذا الموضوع، وصورى بالحجاب كانت منذ أكثر من خمس سنوات التقطتها مع ابنتى فى رحلة عمرة، فلا يمكن أن أعتزل الفن، وما زال لدىّ الكثير كى أقدمه لجمهورى ولفنى، وأنا موجودة على الساحة بقوة من خلال أعمالى التى أقدمها دائمًا، والدليل على ذلك وجودى معكم فى مصر الحبيبة أم الدنيا.

■ ما السر وراء ابتعادك عن الأضواء فى تلك الفترة التى خرجت فيها الشائعات؟

- بصراحة ابتعادى كان مقصودًا، وكنت أحب أن أنعزل قليلًا وأعيد حسابات كثيرة فى هدوء فى أمور تخص حياتى الشخصية والفنية، فالمبدع يرتقى بنفسه وبذوق الجمهور والمجتمع، ولا يجاريه، فأنا أمتلك تاريخًا مشرفًا مع جمهورى، وهذا يدفعنى لاختيار أعمالى وخطواتى بعناية شديدة.