يعد التكريم في مجتمعنا الرياضي بمثابة لمسة وفاء من الدولة والمجتمع الرياضي ممثل بمنظماته ومؤسساته وهيئاته واتحاداته نحو الرواد والمتميزين من الرياضيين، وهي رسالة مباشرة من قبلهم لأولئك المكرمين عنوانها التقدير والاحترام والفخر بعطاءاتهم وإنجازاتهم الرائعة. إن التكريم بصفة عامة وفي مجالنا الرياضي بصفة خاصة، كثقافة وقيمة وسلوك، بحاجة ماسة لأن يتجذر في فكرنا ومزاجنا وقناعاتنا، لأنه المحرض على البذل والعطاء والإخلاص، والمحفز على ديمومة التميز والإبداع والإنجاز.
وفي تاريخنا الرياضي الوطني قيادات ريادية، وشخصيات إدارية فذة، وأسماء قدمت الكثير للحركة الرياضية في مملكتنا الغالية قبل ما ينيف على نصف قرن من الزمن، لكن القليل من هؤلاء يجد التكريم الذي يستحقه. وعندما نتذكر هذه الأسماء التي تركت بصماتها الخالدة وتضحياتها الجسيمة وخدماتها الجليلة تلوح في أفق الذكرة الرياضية الوطنية العديد من هؤلاء الرواد.
فيوم السبت المنصرم، وعلى هامش فعاليات المؤتمر العلمي العربي الدولي الأول «الرياضة العربية بين الواقع والطموح»، الذي نظمته الجمعية البحرينية للرواد الرياضيين برعاية سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس الهيئة العامة للرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية، تم تكريم نخبة من قيادات الأمس المخضرمين ورواد اليوم المميزين، حيث تم تكريم كل من الشيخ عبدالرحمن بن راشد آل خليفة، ومحمد جاسم حمادة، ويوسف حيدر، وسليم مبارك، وسعيد العرادي، والدكتور نبيل طه، وأحمد جاسم حمادة.
إن الرواد - سواء كانوا رياضيين أو أدباء أو علماء أو فنانين - هم نتاج مجتمعهم وغرس وطنهم، وهم يحتاجون إلى التكريم والتقدير في مراحل عمرهم. لقد أعطوا هؤلاء الرواد الكثير من جهدهم ووقتهم للحركة الرياضية البحرينية ولأبناء وطنهم من الرياضيين، فهم يستحقون التكريم؛ تقديرًا لتضحياتهم وخدماتهم ومشاركتهم في حقبة البناء الرياضي في وطننا الغالي.
ولأن في مجتمعنا الرياضي أسماء تاريخية ورجالا أوفياء خدموا رياضة الوطن في مختلف المجالات الرياضية لم تكرم، لذا فالأمل والعشم أن تقوم الجهات الرياضية العامة بمبادرة تكريم رواد الحركة الرياضية ممن هم على قيد الحياة وأن يتم الاستفادة من المؤرخ الرياضي الكبير الأخ الأستاذ ناصر محمد «أبو بدر» صاحب أكبر موسوعة رياضية وطنية عن تاريخنا الرياضي، في تحديد ورصد أهم هذه الأسماء التاريخية من رجالات الحركة الرياضية المخضرمين ورموزهم الأوفياء وتكريمهم، فالتكريم سلوك حضاري، ولمسة عرفانية سامية تؤصل مبدأ قيم الوفاء من المؤسسة الرياضية تجاه كل من خدم رياضة الوطن بكل روح وعطاء وتضحيات.
خاتمة الرؤى، لقد نجحت الجمعية البحرينية للرواد الرياضيين برئاسة السيد صالح بن هندي المناعي، مستشار جلالة الملك لشؤون الشباب والرياضة، بشخصيته الإنسانية المتفردة، وبحسه الوطني والتاريخي، وبعده المهني والإنساني، ومشاعره الجياشة ليس تجاه الرياضيين فحسب ولكن تجاه جميع أبناء البحرين قاطبة بتكريم نخبة من الرواد الرياضيين المخضرمين. لقد غمرتنا السعادة والحبور بفعاليات المؤتمر وبهذا الحضور والذي امتدت مظلته لتشمل تكريم عدد من رواد الحركية الرياضة في وطننا العزيز. شكرًا لرئيس وأعضاء اللجنة التنظيمية على الجهود المضنية في إنجاح المؤتمر، وتحية لكل الداعمين له والمشاركين فيه.
*نقلاً عن الأيام البحرينية
