أخطاء الجزائر الخمسة التي نسفت قمة العرب قبل انطلاقها!


تنطلق القمة العربية اليوم الثلاثاء رسميا بالجزائر، على وقع خلافات بيّنة كتبت سطرا أخيرا في فصول القمة حتى قبل أن تبدأ، وذلك بعدما أظهرت أولى البوادر غياب التوافق العربي عن طاولة الجامعة العربية في القمة مع غياب جلّ قادة الخليج العربي عن المشاركة، وتحديداً وليّ العهد ورئيس الوزراء السعودي محمد بن سلمان، وأمير دولة الكويت، ورئيس دولة الإمارات، وسُلطان عُمان، وملك البحرين، ويُضاف إلى هذا الغياب الخليجي اللافت تعذُّر حضور الملك محمد السادس لأسباب قال عنها وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة إنها لاعتبارات إقليمية، إضافة إلى الرئيس اللبناني ميشال عون الذي انتهت ولايته، واستمرار شغور مقعد سورية التي تخضع السلطة السياسية فيها للنفوذ الإيراني، ممّا يُفقد القمّة قيمتها وأسباب انعقادها.

 

يعتقد كثيرون أنه لا يمكن تحميل الجزائر مسؤولية أزمات العرب المتافقمة، في ما يرد آخرون أن سلوكها السياسي وتعاطيها مع ملفات بحسابات استراتيجية نفعية لنظامها بعيدا عن الأجندة العربية، هي حتما القشّة التي قصمت ظهر القمة حتى قبل انطلاقها، حيث ارتكبت الجزائر أخطأت حساباتها السياسية وفككت بيدها شعارها الذي أطلقته على القمة العربية “قمة لمّ الشمل”.

 

المغرب-الجزائر

 

ويظل موقف المغرب متميزا لإنجاح القمة العربية، يقول عبد الحفيظ السعيدي، الباحث في العلاقات الدولية،  بحكم أنه شارك في أشغالها رغم أن البلد المستضيف هو الذي قرر المقاطعة الدبلوماسية للمغرب في البحث عن حلول لتلطيفها وإعادتها إلى سكتها العادية، لذلك التزم بمبادئ جامعة الدول العربية وطبق الأعراف البدلوماسية في هذا الجانب وشارك بوفد رفيع المستوى يأتي على رأسه ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي.

 

واعتبر في حديثه لـ”الايام 24″ أن المغرب والجزائر مدرستين دبلوماستين مختلفتين لبلدين جارين، اختلفا في طريقة إنجاح القمة العربية، إذ أن المغرب تمسك بمبادئ جامعة الدول العربية، وتفادي كل تصعيد، أو الاشتغال بردود الأفعال التي تضيع الوقت وتهدر زمن العمل الجدي، في ما استمرت الجزائر في مناصبة العداء للمغرب. ما يضعنا أمام مدرستين في تناول القضايا العربية، ذلك أن نظام الجزائر لم يتراجع ولم يتعامل وديا مع المغرب وحافظ على خطه الرسمي الذي لا يخدم عملية إنجاح القمة العربية، وتعامل كعادته بطريقة غير لائقة.

 

وإن لم ترخج تصريحات جزائرية رسمية علنية في هذا الشأن، فإن تمرير رسائل عبر مصادر للتشويش على الحضور المغربي واستفزازه كان واضحا للعيان، وتصدى له الوفد المغربي في حينه. يضيف المتحدث.

 

وأشار إلى أن المؤشرات السالفة  إنتهت بتعذر الملك محمد السادس، الحضور شخصيا للقمة، على اعتبار أن المعطيات المتوفرة تفيد أن ظروف القمة غير مواتية لا من الناحية السياسية أو التنظيمية. علاوة على الملفات السورية واللبنانية واليمنية والسودانية والليبية، والأخطاء البروتوكولية المتملثة في استفزاز المغرب ببتر وسلة إعلام جزائرية رسمية أراض من الصحراء المغربية، ومحاولة تهميش الوفد الرسمي المغربي.

 

التدخلات الإيرانية والتركية

 

تشكل  إيران وتركيا، محاور خلاف أساسية في صياغة اللوائح والبيان الختامي للقمة، حيث تدفع دول عربية، وعلى رأسها المغرب والسعودية والبحرين، نحو إدانة التدخلات الإيرانية في المنطقة العربية، استناداً إلى الإدانات التي أصدرتها المجموعة الرباعية العربية التابعة للجامعة العربية منذ مارس 2019.

 

الخلاف حول تضمين البيان الخلاف بنودا خاصة، على غرار ما حاولت فيه مصر، إقناع الدول العربية بإدراج بند يتعلق بإدانة التدخلات التركية في المنطقة العربية، وخاصة في ليبيا التي تعتبرها القاهرة مجالاً حيوياً بالنسبة لها، وهو ما كان أشار إليه الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط في كلمته السبت خلال افتتاح الاجتماع الوزاري العربي، قائلاً: “هناك أطراف غير عربية نفذت إلى المنطقة للتخريب والاستفادة من الأزمات، وهو ما سمح بانكشاف المنطقة العربية”.

 

لكن المسعى المصري للحصول على إدانة لتركيا رفضته الجزائر، بحيث بررت ذلك بأن لا تكون القمة المنعقدة على أرضها منطلقاً لإدانة “غير مبررة”، بحسب وصف   وزير الخارجية رمطان لعمامرة في كلمته أمام الوزراء العرب السبت الماضي.

 

لا يعوِّل الشارع العربي على هذه القمّة في التوصُّل إلى حلٍّ يفتح الآفاق للخروج من الأزمات الاقتصادية المتلاحقة وإزاحة الغمّة عن قلب الأمّة ورأب ما انكسر على الصعيد السياسي وتوحيد الصفّ العربي، فقد بات واضحاً تكرار اختتام مثل هذه الفعاليات بقرارات لا تجد طريقها إلى التنفيذ وبروتوكولات تعاون تقليدية باهتة لا تصل إلى مرحلة التطبيق.

تاريخ الخبر: 2022-11-01 15:20:19
المصدر: الأيام 24 - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 62%
الأهمية: 84%

آخر الأخبار حول العالم

الاتحاد الأوروبي يقرّ بشكل نهائي ميثاق الهجرة واللجوء

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-14 15:26:11
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 55%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية