"وضوح" المغرب واشتغال الجزائر "تحت الطاولة"

أكد بوريطة أن "المغرب لم يهدد أحدا في سيادته الترابية ووحدته الوطنية، بتعاونه العسكري مع إسرائيل. كما أنه لا يحتضن جماعات مسلحة تهدد أي دولة عربية أخرى، ولا يسلح أي ميليشيا، رغم أنه يعاني من هذا".

وأشار الوزير إلى أن "الملك يقول دائما إن السياسة الخارجية يجب أن تنبني على الطموح والوضوح، الذي يعد عنصرا أساسيا"، مضيفا: "كثير من الدول تشتغل تحت الطاولة، إلا أن المغرب يسلك مسارا مختلفا تماما".

وعن سبب تعزيز المغرب تعاونه العسكري مع شركائه، رد بوريطة: "هناك ميليشيا مسلحة تعلن، يوميا، أنها في حرب مع المغرب، وتضرب مواقع مغربية، وأين توجد هذه الميليشيا؟ سأترك لك أنت الجواب. المغرب لم يهاجم أبدا تراب أي دولة عربية. نحن بلد مسالم، لكن من حقنا الدفاع عن وحدتنا الترابية. هل هناك دولة عربية ستقبل أن تهاجم ميليشيات أرضها، وتقف دون حراك؟".

ولفت الوزير إلى خطابات الملك التي تعبر عن يد المغرب الممدودة دائما للجزائر، وكيف قالها بالحرف: لن يمس الجزائر أي سوء يأتي من المغرب"، مؤكدا أن "اتهام المغرب بتهديد أحد يبقى مجرد ذرائع".

وحول ما إذا كانت صفحة الخلاف المغربي الجزائري ستُطوى، رد بوريطة: "لنكن واضحين، شعار القمة اليوم، هو "لم الشمل". دائما ما أقول إن الشعارات تكون إما نوايا أو أهداف".

وأضاف متسائلا: "كم علاقة دولية دبلوماسية مقطوعة بين دول عربية؟ المغرب لم يقطع العلاقات الدبلوماسية مع الجزائر. العلاقات قطعت من جانب واحد، والحدود أقفلت من جانب واحد، وهذا هو الواقع".

المغرب والمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية

قال بوريطة إن "المغرب كان دائما يرى أن القضية الفلسطينية بحاجة إلى وضع أهداف استراتيجية والتعامل معها؛ إذ ليست قضية للمتاجرة أو للمزايدة، بل هي قضية أمة عربية ومصير شعب يرغب في تحقيق هدفه المشروع، وهو تحقيق دولتهم على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية".

وتابع الوزير أن "الملك قال حينما استأنفنا العلاقات مع إسرائيل، إن المغرب سيضع كل القنوات المتوفرة لديه، للدفع بأفق الحل السياسي، وإنه لدى المملكة من القنوات ما يكفي من أجل ذلك".

وأشار بوريطة إلى أن "فتح جسر الملك حسين كان أحد ثمار المجهود المغربي، الذي قد يبدو بسيطا، لكن تأثيره على ظروف عيش الفلسطينيين مهم جدا، بالإضافة إلى المبادرات الإنسانية التي تقوم بها وكالة بيت مال القدس".

وفي سؤال حول رفض المغرب كلمة "تطبيع"، وتعويضها بكلمة "استئناف"، أكد الوزير أنه "لكل مصطلح سياقه وطبيعته"، موضحا: "هذا سياق شرق-أوسطي، بالنظر إلى العلاقة التي كانت دائما بين المسلم واليهودي، في ذلك السياق".

وأضاف بوريطة في مقابلته مع "سكاي نيوز" أن "السياق المغربي سياق مختلف تماما، لا تاريخيا ولا دينيا ولا ثقافيا. الدستور المغربي يقول إن الرافد العبري هو جزء مكون للهوية المغربية، وإن الرافد العبري تراث مغربي. العلاقات المغربية مع المكون اليهودي وعلاقات الملك كأمير للمؤمنين، تاريخيا، دائما ما كانت هكذا".

كما لفت الوزير في ختام حديثه إلى "مكاتب الاتصال التي كانت في التسعينات، قبل أن تتوقف في بداية عام 2000، ثم تستأنف، دون المساس بالمواقف الثابتة للمملكة المغربية وللملك من القضية الفلسطينية".