السيسي: مصر لن تدخر جهدا لدعم الجامعة العربية وتحقيق مصالح الأمة - أخبار مصر


أعرب الرئيس عبدالفتاح السيسي، عن سعادته بحضوره في بلد المليون شهيد، موجّها خالص الشكر والتقدير للرئيس عبدالمجيد تبون، على حسن الاستقبال وكرم الضيافة، خلال فعاليات القمة العربية المنعقدة في الجزائر حاليا، بحضور رؤساء وقادة وملوك الدول العربية، والسفير أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية.

وأضاف الرئيس السيسي، خلال كلمته في القمة العربية الـ 31: «أود أن أعرب كذلك عن ثقتي في أنّ آليات العمل العربي المشترك ستشهد قوة دفع ملموسة في ظل رئاسته، أجدد التأكيد بهذه المناسبة على أنّ مصر لن تدخر جهدا في سبيل دعم جامعتنا العربية، بيت العرب، بما يحقق مصالح شعوبنا الشقيقة، وأدعو الله عز وجل أن يسدد خطانا وأن يوفقنا لما فيه خير أمتنا».

وتابع الرئيس: «أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، يلتئم هذا الجمع الكريم بعد غياب طال أعواما، ليحمل معه دلالة سياسية مهمة تعكس تصميمنا على تطوير علاقاتنا والتصدي للتحديات المشتركة التي تواجه أوطاننا، ولعل انعقاد قمتنا العربية هو في حد ذاته دعوة لاستلهام روح القومية العربية، وتجديد عزيمة الصمود من أجل الحفاظ على هويتنا، وتحرير إرادتنا الوطنية، والدفاع عن حقوق شعوبنا، وصون مقدراتها».

السيسي: التكاتف العربي مهم لصالح الأجيال المقبلة

وأوضح الرئيس السيسي: «ما أحوجنا اليوم في ظل تتابع الأزمات العالمية والإقليمية، إلى استذكار محطات التعاون المضيئة في تاريخنا، التي تجسدت فيها أسمى معاني العروبة والإخاء والتكاتف لرفع رايات الحق والعدل، وبما يعيد الحقوق لأصحابها ويحفظ الاستقرار ومستقبل الأجيال المقبلة».

وأكمل الرئيس السيسي، أنّ تاريخ أمتنا العربية، وما شهدته دولنا من أحداث في الماضي القريب، يثبت لنا جميعا وبما لا يدع مجالا للشك، أنّ ما قد يؤلم أشقاءنا بالمغرب العربي سيمتد إلى مصر والمشرق العربي ودول الخليج، وأن عدم الاستقرار في دول المشرق أو فلسطين إنما تمتد أثاره إلى المغرب العربي، وأن تهديد أمن الخليج هو تهديد لنا جميعا، إنّ أمننا القومي العربي هو كل لا يتجزأ».

وقال الرئيس: «أينما نولي أنظارنا نجد أنّ الأخطار التي تداهم دولنا واحدة، وترتبط في مجملها بتهديد مفهوم الدولة الوطنية، وتدخل قوى إقليمية أجنبية في شؤون المنطقة من خلال تغذية النزاعات، وصولا إلى الاعتداء العسكري المباشر على بعض الدول العربية، وكلها عوامل أفضت إلى طول أمد الأزمات دون حل، في زمن تشتد فيه التحديات الاقتصادية والتنموية والبيئية عالميا وإقليميا، ويزيد فيه الاستقطاب الدولي الذي أصبح عنصرا ضاغطا سياسيا واقتصاديا، على نحو بات يؤثر علينا جميعا».

التكامل العربي

وأكمل: «لقد أثارت هذه التحديات العديد من الشواغل المشروعة لدى الشارع العربي، والذي بات يتساءل عن الأسباب التي تعيق تحقيق التكامل بين دول الإقليم العربي في مختلف المجالات، الأسباب التي تحول دون أن تلحق أمتنا، ذات الموارد والإمكانات الهائلة، بركب الأمم الأكثر تقدما، بل صار يتساءل عن غياب التصور والإجراءات المطلوب اتخاذها لوقف نزيف الدم العربي، وردع تدخلات القوى الخارجية، والحد من إهدار ثروات المنطقة في غير مقاصدها الصحيحة، وبلورة تسويات نهائية للصراعات التي لن تحل بمعادلة صفرية يُقصى فيها طرف أو يُجار على حقوقه...ومن واقع الترابط الفعلي الذي يجعلنا جميعاً أعضاءً لجسد واحد».

مقاربة عربية لتعزيز القدرات ومواجهة التحديات

وتابع: «من واقع حجم التحديات والضغوط الراهنة الذي يفوق قدرة أي دولة على التصدي لها منفردة، فإنه يتعين علينا تبني مقاربة مشتركة وشاملة، تهدف إلى تعزيز قدرتنا الجماعية على مواجهة مختلف الأزمات، استنادا على أسس واضحة تقوم على تكريس مفهوم الوطن العربي الجامع من ناحية، والدولة الوطنية ودعم دور مؤسساتها الدستورية من ناحية أخرى، بما يسهم في حفظ السلم الاجتماعي وترسيخ ركائز الحكم الرشيد والمواطنة وحقوق الانسان، ونبذ الطائفية والتعصب، والقضاء على التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة، وقطع الطريق أمام أي محاولات لدعمهم أو منحهم غطاءً سياسيا، أو توظيفهم من قبل بعض القوى سواء الإقليمية أو الدولية لإنشاء مناطق نفوذ لها في العالم العربي».

وأكد الرئيس أنّ ضمان قوة وحدة الصف العربي هي خطوة أساسية على صعيد تأسيس علاقات جوار إقليمي مستقيمة، تستند إلى مبادئ غير قابلة للمساومة وملزمة للجميع، وهي احترام استقلال وسيادة وعروبة دولنا، وتحقيق المنفعة المتبادلة، وحسن الجوار، والامتناع الكامل عن التدخل في الشيون العربية.

وشدد الرئيس، على أنّ مصر تظل طامحة وراغبة في تحقيق شراكة فعلية فيما بين دولنا، على أرضية ما يجمعنا من تاريخ مشترك، والتطلع نحو مستقبل أكثر ازدهارا يتشكل من خلال اضطلاع كل دولة بمسؤولياتها على النطاق الوطني في سياق أوسع من العمل الجماعي على تعزيز قدراتنا العربية سياسيا واقتصاديا وأمنيا، فتكامل القدرات المتباينة إنما ينشئ منظومة صلبة قادرة على مواجهة التحديات المشتركة، والأزمات الدولية المستجدة بما في ذلك أزمتي الطاقة والغذاء، بل إنّها ستوفر الحماية الرئيسية لنا جميعا من الاستقطاب الدولي الآخذ في التصاعد في الفترة الأخيرة.

ولفت إلى أنّ الاستقطاب الذي باتت له تبعات سلبية على التناول الدولي لأزمات منطقتنا العربية، وأعاد للأذهان مظاهر حقبة تاريخية عانى فيها العالم بأسره، مشيرا إلى أنّ المضي قدما على طريق اللحاق بركب التقدم والتنمية يتطلب العمل الجاد على تسوية مختلف أزمات عالمنا العربي، وعلى رأسها دوما وأبدا القضية الفلسطينية.

تسوية القضية الفلسطينية

وأشار الرئيس السيسي، إلى أنّ قدرتنا على العمل الجماعي لتسوية القضية واسترجاع الحقوق الفلسطينية، كانت تاريخيا وستظل المعيار الحقيقي لمدى تماسكنا، كما تظل المبادرة العربية للسلام تجسيداً لهذا التماسك ولرؤيتنا المشتركة إزاء الحل العادل والشامل على أساس حل الدولتين، ومبدأ الأرض مقابل السلام، وبما يكفل إنشاء دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية تعيد للفلسطينيين وطنهم، وتسمح بعودة اللاجئين بما يتسق مع مبادئ القانون الدولي والشرعية الدولية.

وأكد أنّنا ما زلنا نحتاج لمزيد من العمل العربي الجماعي حتى في التعامل مع الأزمات الجديدة التي جاءت لاحقة علي القضية الفلسطينية، في ليبيا وسوريا واليمن والعراق والسودان، وإلا سيظل أمن وسلم الشعوب الشقيقة في تلك الدول مهددين بتجدد ويلات تلك الأزمات، وستظل الأخيرة ثغرات في المنظومة العربية ومراكز لعدم الاستقرار، وهو ما يؤثر علينا جميعا ويعرقل جهودنا في التنمية والتكامل.

وأوضح أنّه من الملائم أن أشارككم هنا رغبتنا في دعمكم لمساعينا الحالية في ليبيا الشقيقة للتوصل في أسرع وقت إلى تسوية سياسية بقيادة وملكية ليبية خالصة دون إملاءات خارجية، وصولا إلى إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بالتزامن، واحترام مؤسسات الدولة وصلاحياتها بمقتضى الاتفاقات المبرمة، وتنفيذ خروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة والمقاتلين الأجانب في مدى زمني محدد، وإعادة توحيد مؤسسات الدولة الليبية وحل الميليشيات، بما يحول دون تجدد المواجهات العسكرية ويعيد للبلاد وحدتها وسيادتها واستقرارها.

وأضاف: «قبل أن أختم كلمتي أوجه عنايتكم إلى معضلة الأمن المائي التي تؤثر على عدد من الدول العربية، وتنذر بعواقب وخيمة إذا تم تجاهلها، وفي هذا السياق نجدد التأكيد على أهمية الاستمرار في حث إثيوبيا على التحلي بالإرادة السياسية وحسن النوايا اللازمين للتوصل لاتفاق قانوني ملزم بشأن السد الإثيوبي، تنفيذا للبيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن في سبتمبر 2021، والأخذ بأي من الحلول الكثيرة التي طُرحت عبر العديد من جولات المفاوضات، والتي تؤمن مصالح الشعب الإثيوبي الاقتصادية الآن ومستقبلاً، وتصون في الوقت ذاته حياة الشعبين المصري والسوداني».

تغير المناخ وقمة شرم الشيخ

وأكمل: «لا ينفصل تحدي الأمن المائي عن تحديات أخري تواجهها المنطقة، وفي مقدمتها تغير المناخ الذي أصبح واقعا مفروضا على العالم، وأنتهز هذه المناسبة للإعراب عن تطلعي لاستقبالكم في مصر يوميّ 7 و8 نوفمبر 2022 بقمة شرم الشيخ لتنفيذ تعهدات المناخ، لتحويل هذا التحدي إلى فرصة حقيقية للتنمية والانتقال إلى أنماط اقتصادية أكثر استدامة لصالحنا جميعا، الأشقاء الأعزاء».

وأوضح أنّ تسوية الأزمات العربية، والتعاطي مع التحديات الدولية، ينطلق أساسا من إيماننا بوحدة أهدافنا ومصيرنا، وتفعيلا لتعاوننا وإمكاناتنا وأدواتنا في مسائل الأمن الجماعي، وذلك بالتوازي مع جهودنا في التكامل على المسارات الأخرى، ولننظر حولنا، لقد سبقتنا تكتلات أخرى نحو التكامل، رغم أنّ من أطرافها من عانوا من تناحر حقيقي بل وحروب فيما بينهم، فما بالكم بنا ونحن لدينا من المشتركات في الثقافة والأديان والتاريخ والوجهة السياسية ما يحتم علينا توحيد رؤانا وتجاوز اختلافات وجهات النظر.

وأتمّ الرئيس كلمته، قائلا: «ختاما، أتوجه برسالة إلى شعوبنا، فأقول، ثقوا في أمتنا العربية، فهي صاحبة تاريخ عريق وإسهام حضاري ثري وممتد، وما زالت تلك الأمة تمتلك المقومات اللازمة لمستقبل أكثر استقرارا وازدهارا، وعلى رأسها عزيمتكم وعقولكم وسواعدكم، وثقوا في أنّ مصر ستضع دوما نصب أعينها تماسك الكيان العربي، وصونه وحمايته، وستظل دائما حاضرة دعما لكم، وستبقي على أبوابها مفتوحة أمام كل أبناء العرب في سبيل الدفاع عن حاضرهم ومستقبل الأجيال المقبلة».

تاريخ الخبر: 2022-11-02 15:20:29
المصدر: الوطن - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 52%
الأهمية: 54%

آخر الأخبار حول العالم

أمطار مصحوبة بعدد من الظواهر الجوية على جميع مناطق المملكة السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-04-29 09:24:07
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 50%

الصين: “بي إم دبليو” تستثمر 2,8 مليار دولار اضافية شمال شرق البلد

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-29 09:25:11
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 58%

رصد 54 مخالفة في منشآت التدريب الأهلية في شهر مارس السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-04-29 09:24:06
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 65%

هجوم مسلح يخلف سبعة قتلى بالاكوادور

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-29 09:25:14
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 67%

رواد مركبة الفضاء الصينية “شنتشو-17” يعودون إلى الأرض في 30 أبريل

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-29 09:25:17
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 60%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية