لم يعد الاعتقال وانتزاع الاعترافات القسرية في إيران يقتصر على السياسيين والناشطين المدنيين فقط، بل طال الفنانين أيضاً.
فأواخر أكتوبر الماضي، اعتقلت السلطات مغني الراب المعروف توماج صالحي بسبب أغانيه التي تنتقد الوضع وتتحدى النظام.
تعرض للتعذيب
والأربعاء، نشر نادي الصحافيين الشباب التابع لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية لأول مرة، فيديو يظهر توماج ويبدو فيه أنه تعرض للتعذيب.
كما يبدو أن المقطع المنشور، الذي لا تتجاوز مدته بضع ثوان، يعود لتاريخ اعتقاله، وسجل خلال انتزاع اعترافات منه تحت التعذيب.
تهديد وتخويف
غير أن وكالتي أنباء "تسنيم" و"فارس" التابعتين للحرس الثوري، أعادتا نشر الفيديو على الفور بهدف إرسال رسالة تهديد وتخويف للمتظاهرين المستمرين في احتجاجاتهم منذ 16 سبتمبر الفائت على خلفية مقتل الفتاة الكردية مهسا أميني.
وكان النبأ الأول الذي نشرته وكالة "جوان" يؤكد اعتقال توماج صالحي أثناء نومه على الرغم من أن مصادر أمنية ادعت في وقت سابق اعتقال المغني أثناء فراره من الحدود الغربية للبلاد.
المطالبة بإعدامه
واعتقل توماج صالحي في منتصف ليل الأحد 30 أكتوبر الماضي في محافظة جهارمحال وبختياري الواقعة شمال غربي الأهواز، والبعيدة عن الحدود في غرب إيران حيث المحافظات الكردية.
وفور إلقاء القبض عليه، أطلقت حسابات موالية للنظام صفات على المغني من قبيل "زعيم مثيري الشغب"، مطالبة بأن يلقى نفس مصير الصحافي المعارض الذي خطف من العراق روح الله زم، وزعيم البلوشي عبد الملك ريغي، اللذين نفذ فيهما حكم الإعدام.
إلى ذلك أفاد موقع "إيران واير" بأن 12 عنصراً من قوات الأمن اعتقلوا توماج صالحي لأول مرة في 12 سبتمبر 2021 في منزله بمدينة أصفهان، ونُقل إلى سجن دستغرد، واتهم بـ"الدعاية ضد النظام" و"إهانة المرشد". وخلال الاحتجاجات المندلعة بسبب وفاة أميني، نشر على مواقع التواصل الاجتماعي أغاني ومنشورات احتج فيها على النظام.
ما لا يقل عن 355
يذكر أن انتزاع الاعترافات من المعارضين السياسيين والنشطاء المدنيين وتصوريها وبثها على وسائل الإعلام الحكومية بدأت منذ الأشهر الأولى لتأسيس النظام الإيراني بعد ثورة 1979.
ونشر التلفزيون الرسمي اعترافات قسرية لمعتقلي احتجاجات 2019، بينهم سبيده رشنو ونويد أفكاري وعلي يونسي وأمير حسين مرادي ونشطاء عماليين.
كما نشر اعترافات قسرية للصحافي الإيراني روح الله زم قبل إعدامه بعد اختطافه من العراق، وللرئيس السابق لـ"حركة النضال العربي لتحرير الأحواز" حبيب فرج الله كعب، المعروف بحبيب إسيود، الذي اختطف من تركيا ومحاكمته مستمرة.
فيما أعلن الاتحاد العالمي لجمعيات حقوق الإنسان، من مقره في باريس، ومنظمة العدالة من أجل إيران في لندن عام 2020، أن النظام الإيراني بث من 2009 إلى 2019 ما لا يقل عن 355 اعترافاً قسرياً على التلفزيون الحكومي.
وفي يناير 2019، طالبت 13 منظمة وجمعية حقوقية، عبر رسالة مشتركة إلى مجلس الاتحاد الأوروبي، باتخاذ "إجراءات تقييدية" ضد هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية ومسؤولي الهيئة الذين لهم "دور ومسؤولية في تسجيل وبث الاعترافات القسرية".
