يعود رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق بنيامين نتنياهو إلى سُدّة الحكم بقوة رغم توقعات أفول حقبة كان فيها الأطول بين القادة الإسرائيليين في رئاسة الحكومة.

ففي أقل من 4 سنوات جرت 5 عمليات انتخابية تعلّقت أساساً بشخص نتنياهو، لكن نتائج الانتخابات التي انطلقت الثلاثاء كانت حاسمة لصالحه دون منازع.

وغداة تفوقه على منافسيه وفق النتائج غير الرسمية استقبله أنصاره في مركز مباني الأمة بالقدس الغربية بحفاوة بالغة وسط هتافات تصفه بـ"بيبي".

وبعد يوم طويل تنقّل خلاله في المراكز التجارية لحثّ أنصاره على الخروج من منازلهم للتصويت بدا نتنياهو صاحب الـ73 عاماً في ذروة سعادته.

وكانت النتائج الأولية للانتخابات تشير إلى فوز واضح يمكّن "بيبي" من تشكيل حكومة يمينية دون الحاجة لأي من الأحزاب المعارضة له.

حكومة يمينية مرتقبة

وعلى مدى الأعوام الماضية كان نتنياهو يواجه اتهامات بتلقي رشى والاحتيال وإساءة الثقة، وكان على استعداد للتخلي عن رئاسة الحكومة لأحزاب صغيرة مقابل بقائه في الحكومة ولو وزيراً.

غير أن خروجه من رئاسة الحكومة أواسط العام الماضي لم يُبدد من عزمه فحافظ على رئاسة حديدية لحزبه "الليكود" ووثق علاقاته أكثر مع معسكره الذي ضم أحزاب "شاس" و"يهودوت هتوراه" و"الصهيونية الدينية".

وتشير نتائج الفرز النهائية غير الرسمية لأصوات الناخبين إلى أن معسكره حصل على 65 من مقاعد الكنيست الـ120، وهو ما يؤهله لتشكيل حكومة مستقرة.

ومع خروجه من الحكومة منتصف العام الماضي طويت صفحة امتدت 12عاماً متواصلة من حكمه، فإنه يعود دون سقف زمني لبقائه وإن كان وعد بأن تكون ولايته المقبلة هي الأخيرة.

وللمرة الأولى فإن الحكومة التي سيشكلها نتنياهو ستكون يمينية دون أي أحزاب من الوسط أو اليسار.

وينتظر أن تنشر النتائج الرسمية للانتخابات خلال اليومين المقبلين بما يفتح الطريق للرئيس إسحاق هرتصوغ للتشاور مع الأحزاب الفائزة توطئة لتكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة ضمن مهلة 28 يوماً يمكن تمديدها لفترة أسبوعين.

الأطول بقاء في السلطة

في أكتوبر/تشرين الأول 1998 وقع نتنياهو والرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في منتجع واي ريفر بواشنطن مذكرة واي ريفر (بلانتيشن) بعد مفاوضات استمرت 8 أيام برعاية الرئيس الأمريكي آنذاك بيل كلينتون.

في 1999 خسر نتنياهو الانتخابات أمام إيهود باراك زعيم حزب "العمل" ليعلن الاستقالة من رئاسة "الليكود" واعتزال العمل السياسي مؤقتاً.

عاد نتنياهو إلى الحكومة وزيراً للمالية في حكومة أرئيل شارون في الفترة بين 2003-2005، وبعد إعلان شارون تأسيس حزب جديد باسم "كاديما"، جرى انتخاب نتنياهو مجدداً رئيساً لـ"الليكود"، ليصبح زعيماً للمعارضة حتى عام 2009.

في 31 مارس/آذار 2009 تولى نتنياهو للمرة الثانية رئاسة الحكومة حتى هذا الوقت ليصبح الأبقى في السلطة في تاريخ إسرائيل.

عمليات داخلية وخارجية

خلال تلك الفترة الممتدة 12 عاماً من حكم نتنياهو شنّ الجيش الإسرائيلي عدة عمليات عسكرية على قطاع غزة، بما في ذلك عدوان عام 2012 المعروف إسرائيلياً بـ"عامود السحاب" وعدوان 2014 "الجرف الصامد" والعدوان الأخير "حارس الأسوار" في مايو/أيار الماضي، وخلفت العمليات الثلاث ارتقاء 2741 شهيداً فلسطينياً وآلاف المصابين.

ارتبط نتنياهو بعلاقة قوية مع إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب (2017-2021) واعترفت إدارة ترمب بالقدس عاصمة مزعومة لإسرائيل ونقلت سفارة واشنطن من تل أبيب إليها، فضلاً عن اعترافها بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل، ودعمها المشروع الاستيطاني الإسرائيلي.

خلال سنوات حكم نتنياهو نسبت تقارير أجنبية إلى الطيران الإسرائيلي تنفيذ سلسلة غارات ضد أهداف تابعة لإيران في سوريا ضمن ما تقول تل أبيب إنها مساعٍ لمنع "التموضع" الإيراني قرب حدودها.

وقبل عامين وقّعت إسرائيل بقيادة نتنياهو على اتفاقات تطبيع مع الإمارات والبحرين وتوصلت إلى اتفاقات مماثلة مع السودان والمغرب وسط رفض فلسطيني.

TRT عربي - وكالات