انطلق مرشحو مجلس الشيوخ الأميركي أمس الجمعة نحو عطلة نهاية الأسبوع الأخيرة قبل انتخابات التجديد النصفي التي ستحدد السيطرة على المجلس، وانتشروا عبر ولايات ساحات المعركة الحاسمة في جولات الحافلات والتجمعات وسط منافسات شرسة في عدد قليل من الولايات التي من المتوقع أن تحدد الحزب الذي سيحصل على السلطة في مجلس الشيوخ.
وجاءت هذه التحركات العاجلة في الوقت الذي أعرب فيه الديمقراطيون عن تشاؤمهم المتزايد بشأن الاحتفاظ بالسيطرة على مجلس النواب معتبرين أن مجلس الشيوخ قد يمثل أملهم الأخير لإنقاذ بعض السلطة في الكونغرس العام المقبل.
وشرع المرشحون في مجلس الشيوخ بتكثيف حملاتهم بوتيرة محمومة في الأيام الأخيرة، حيث يتبادلون الهجمات الحادة ويقومون بتجنيد الأسماء ذات الوجوه الشعبية لضرب خصومهم.
وفي نيفادا حيث سلط المرشح الجمهوري آدم لاكسالت يوم الجمعة الضوء على أسعار الغاز المرتفعة وفي بنسلفانيا قدم الديمقراطي جون فيترمان عرضًا في ضواحي فيلادلفيا الغنية بالمصوتين وفي ويسكونسن ناشد الديموقراطي مانديلا بارنز مؤيديه لحث الأصدقاء على التصويت. وكثف المرشحون المتواجدون في الخطوط الأمامية جهودهم في معركة باهظة الثمن لإقناع الناخبين المترددين وتنشيط أولئك الموجودين في ركنهم للذهاب إلى صناديق الاقتراع.
وقال السناتور غاري بيترز الديمقراطي من ميتشيغان رئيس لجنة الحملة الديمقراطية في مجلس الشيوخ في مقابلة هاتفية لواشنطن بوست: "أشعر بالثقة في أننا سنكون قادرين على الحصول على الأغلبية في مجلس الشيوخ أعتقد أنه سيكون لدينا فرصة للحصول على مقعد أو مقعدين"، وأضاف "الديمقراطيون متفائلون بحذر بأن مرشحيهم يمكن أن يتحملوا بيئة سياسية صعبة حيث أصبح من الصعب عليهم التغلب على التضخم المرتفع والجريمة المتزايدة في بعض المناطق وانخفاض معدلات الموافقة على الرئيس بايدن. لقد ركضوا بشدة في ملف حقوق الإجهاض وسعى إلى تصوير الجمهوريين على أنهم متطرفون من شأنه أن يوجهوا الحكومة في اتجاه خطير".
من جهته وصف تشاك روشا وهو استراتيجي ديمقراطي مخضرم يشارك في السباقات في جميع أنحاء البلاد، مجلس الشيوخ بأنه "أحد أضواء الأمل الساطعة لدينا"، حيث أشار إلى قيام الجمهوريين بترشيح "مساعدي ترمب" في بعض السباقات الرئيسية حيث ساعدت موافقة الرئيس على تحديد المرشحين.
وقال روشا إن "الأخبار السيئة" هي أنه يشعر "بعدم الارتياح بشأن مجلس النواب" حيث يميل المصوتون إلى اتباع المزاج الوطني بشكل أكثر اتساقًا.
ويأمل الجمهوريون أن يمكّنهم إحباط الناخبين من حالة البلاد من التغلب على ما قاله الاستراتيجيون في كلا الحزبين إنه نقاط ضعف في بعض مرشحيهم في مجلس الشيوخ. وركزوا على الاقتصاد، وتزايد الجريمة في بعض المناطق، ومعاناة إدارة بايدن للتعامل مع تدفق المهاجرين على الحدود الجنوبية.
ويوم الجمعة أعربوا عن ثقتهم في منهجيتهم، وقال جوش هولمز وهو استراتيجي جمهوري يعمل في سباق مجلس الشيوخ في نيفادا: "لن أذهب بعيدا مع مجلس الشيوخ 50-50 حيث يتمتع نائب الرئيس هاريس بسلطة الإدلاء بأصوات فاصلة، يحتاج الجمهوريون إلى الحصول على مقعد واحد فقط بشكل عام لقلب المجلس".
وكان تركيز كلا الحزبين بشكل كبير على السباقات التنافسية في ولاية بنسلفانيا وأريزونا وجورجيا ونيفادا. وأظهر الاستطلاع الجديد الذي أجرته كلية ماريست يوم الجمعة مدى تنافسية السباقات الثلاثة الأولى، في حين أظهرت استطلاعات الرأي في نيفادا أيضًا وجود سباق متقارب مع تقدم المرشح الجمهوري.
وفي ولاية بنسلفانيا التي يعتبرها الديمقراطيون أفضل رهان لقلب مقعد أحمر في مجلس الشيوخ تقدم فيترمان، نائب الحاكم على الجمهوري محمد أوز الطبيب المشهور الذي اكتسب بعض الزخم في الأسابيع الأخيرة.
وبعد يوم من حصول فيتيرمان على تأييد من أوبرا وينفري التي ساعدت محمد أوز في إطلاق مسيرته التلفزيونية، قام الديمقراطي بحملة في منطقة متأرجحة في مقاطعات فيلادلفيا. وأجرى محادثة مع النائب ماري جاي سكانلون أمام جمهور صغير حيث قدم عرضًا ختاميًا تطرق إلى الوصول إلى الإجهاض والاقتصاد بينما كان يسعى أيضًا إلى إثارة الشكوك حول شخصية أوز.
واليوم السبت، سيجتمع بايدن والرئيسان السابقان دونالد ترمب وباراك أوباما في تجمعات حاشدة لدعم مرشحيهم في طرفي الولاية. وسينضم أوباما إلى فيترمان في تجمع حاشد في بيتسبرغ، ثم سيلتقيان الاثنان مع بايدن ومرشح حاكم الولاية جوش شابيرو في حدث في فيلادلفيا.
وفي نفس الليلة سيكون ترمب في بيتسبرغ مع محمد أوز والمرشح الجمهوري لمنصب الحاكم دوغ ماستريانو.
ولا يزال فيترمان يتعافى من سكتة دماغية في مايو تركت عليه أعراض اضطراب المعالجة السمعية، وفقًا للديمقراطي وطبيبه. ويعانى أيضًا في بعض الأحيان في خطاباته لكن أطباء فيترمان يقولون إنه لائق للخدمة في مجلس الشيوخ رغم معارضة الجمهوريين.
وسعى أوز إلى اعتبار فيترمان لينًا في التعامل مع الجريمة ونأى بنفسه عن التطرف اليميني المتطرف ،حيث يسعى لجذب الناخبين الأكثر اعتدالاً.
وقال هذا الأسبوع خلال حدث في جزء محافظ للغاية من الولاية في مقاطعة لانكستر: "يجب أن يكون لديك قدر أقل من التطرف والمزيد من التوازن في واشنطن وهذا ما سيسمح لنا بالتعامل مع التحديات التي يواجهها هذا البلد."
