صدر حديثا عن دار الترجمان للنشر كتاب " الخلافة الرقمية.. كيف أسس داعش دولته على الإنترنت ؟ للكاتب الصحفي أحمد شوقي  العطار، ويضم الكتاب ثلاثة فصول وهي: الفصل الأول والذي جاء بعنوان "الأرض الرقمية"، والفصل الثاني جاء بعنوان "السلطة الافتراضية "، والفصل الثالث جاء بعنوان “شعب من الذئاب”.

ويقول الكاتب أحمد العطار في مقدمته للكتاب "في مطلع مايو 2013 كانت الأجواء في القاهرة وبقية محافظات مصر ساخنة بما يكفي لإشعال ألف ثورة، وكانت مصر لا تزال في قلب التوتر وعدم الاستقرار، بعد أكثر من عامين بقليل من ثورة 25 يناير 2011 التي أطاحت بالرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، وجاءت بمحمد مرسي، رئيس حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان، رئيسًا لمصر في يونيو 2012.

وتابع "بعد عام أو أقل من وصول الإخوان للحكم، خرجت الاحتجاجات الشعبية منددة بممارسات الجماعة، وظهرت حركة شبابية في نهاية أبريل 2013، أطلقت على نفسها اسم "تمرد"، وطلبت من الشعب التوقيع على استمارات تطالب مرسي بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، ودعت أيضًا لتظاهرة "مليونية" في ميدان التحرير بوسط القاهرة، في 30 يونيو، لتحقيق مطالب الحركة ومؤيديها.

ولفت إلى أن في ذلك التوقيت، وقبل 30 يونيو بعدة أسابيع، كانت الميادين العامة تتأهب لخروج الجماهير الغاضبة، استجابة للدعوات الشعبية بالتظاهر، وكانت مصر على صفيح ساخن بكل ما تحمله الكلمة من معان.

وأشار إلى أن "في أروقة صاحبة الجلالة، كان الجميع مشغولا برصد حالة الغليان داخل صفوف الجماهير من جانب، وحالة التأهب لدى جماعة الإخوان وأنصارها من جانب آخر، وكنت في ذلك الوقت –على غير ذلك-  مهتمًا برصد ردود أفعال أطراف أخرى لم تظهر في الصورة بعد، لكني كنت أثق في أنهم يستعدون لظهور ما لاستغلال الأوضاع الحرجة في البلاد، وهو ما حدث بالفعل بعد 30 يونيو 2013 بأسابيع قليلة، أقصد الجهاديين بالطبع.

كنت منشغلا بما يخطط له هؤلاء في ذلك اليوم الحاسم في تاريخ البلاد وما بعده، وما سيفعلونه للدفاع عن واحد من أهم أركان التيار الإسلامي في مصر والعالم.

في هذه الأجواء الملتهبة التقيت بالجهادي القاعدي أحمد الأنصاري ومجموعته في منزلهم الآمن بمدينة نصر بالقاهرة لإجراء حوار صحفي لمجلة روز اليوسف.

الأنصاري هو شاب بلغ الخامسة والثلاثين من عمره، وكان عضوًا تنظيميًّا بالقاعدة منذ عام 2003، حيث دفعته الحرب الدولية على تنظيم القاعدة بعد أحداث سبتمبر للهجرة إلى أفغانستان والانضمام إلى صفوف التنظيم والمشاركة في قتال الأمريكان على الأرض، وكان الأنصاري واحدًا من الجيل الأخير الذي انضم للقاعدة وحارب في صفوفها قبل أن يعود لمصر، بلده الأم، بعد ثورة 25 يناير 2011 لتلقي العلاج بعد إصابة في القدم، تعرض لها خلال أحد الاشتباكات مع القوات الباكستانية على أرض أفغانستان.