قال الدكتور محمد محمود، المستشار البيئي لمستشفيات جامعة أسيوط ولجامعة الوادي الجديد، والاستشاري البيئي المعتمد من وزارة البيئة، إن إسناد منظمة الأمم المتحدة تنظيم لمؤتمر المناخ كوب 27 لمصر، يعكس ثقل مصر السياسي وثقة المنظمات الدولية ودول العالم في قدرتها على استضافة الأحداث الدولية الهامة، مشيرًا إلى أهمية مؤتمر المناخ هذا العام بإعتباره قمة التنفيذ، بعد أن تم عقده بـ26 دورة سابقة ولم يخرج عنهم سوى الكلمات والخطابات والوعود.

العالم أجمع يعاني من تأثيرات التغيرات المناخية

وأضاف محمود في حوار لـ«الوطن»، أن أهمية توقيت مؤتمر المناخ كوب 27 بمدينة شرم الشيخ يرجع لانعقاده بوقت يعاني فيه العالم أجمع من تأثيرات التغيرات المناخية، فبعض الدول حدث بها فيضانات والبعض الآخر أصابها الجفاف كجفاف الأنهار بفرنسا، وتفاوتت درجات الحرارة بمختلف المناطق بين الارتفاع والانخفاض، إضافة إلى ذوبان الجليد، وحرائق الغابات كمناطق متعددة كأستراليا وأمريكا، والتصحر بمعظم الدول الأفريقية.

قمة التفعيل وليست قمة القرارات النظرية

وتابع المستشار البيئي لجامعة الوادي الجديد، أن معاناة العالم أجمع من التأثيرات المناخية ووضوح الظواهر الحادة والشاذة للمناخ، ستدفع دول العالم للتكاتف والتعاون لحل أزمة المناخ والبحث عن حلول فعلية للتصدي والتكيف مع التغيرات المناخية، وهو ما يزيد من أهمية كوب 27 كونها قمة التنفيذ والتفعيل وليست قمة القرارات النظرية فقط.

الأزمة الروسية الأوكرانية زادت من أزمة الطاقة بالعالم

أوضح «محمود»: أنه من الضروري أن تبدأ مصر مع دول العالم أجمع باللجوء إلى الطاقة البديلة، مشيدًا بجهود الحكومة المصرية بإقامة محطة الطاقة الشمسية بنبان، وبحثها عن كيفية الاستفادة من طاقة الرياح، والهيدروجين الأخضر، مشيرًا إلى أن الأزمة الروسية الأوكرانية زادت من أزمة الطاقة بالعالم، وهو ما أثر بدوره على الغذاء وارتفاع الأسعار.

تخوف عالمي من تأثير التغيرات المناخية على المحاصيل الزراعية الرئيسية

وأشار الاستشاري البيئي المعتمد من وزارة البيئة، إلى أن التغيرات المناخية لها تأثير مباشر على كمية المحاصيل الزراعية ونوعها، وهو ما سينعكس بالسلب على العالم أجمع إذا طالت هذه التأثيرات المحاصيل الرئيسية، لافتًا إلى ضرورة أن تقوم كل مؤسسة سواء حكومية أو خاصة بدورها في مواجهة التغيرات المناخية، بأن تبدأ بترشيد استخدام الطاقة والبحث عن بدائل جديدة ومتجددة للطاقة كالاعتماد على الإضاءة الطبيعية وفتح النوافذ، موضحًا أن الترشيد باستخدام الطاقة بنسبة 25% على سبيل المثال هو توفير للوقود الذي تقوم عليه محطة الكهرباء بنفس النسبة.

مزايا استخدام ألواح الطاقة الشمسية بالمنازل والمؤسسات

وقال، إنه يمكن للمؤسسات الحكومية والخاصة تركيب ألواح الطاقة الشمسية على أسطح المباني، لتوليد الطاقة اللازمة للإنارة إضافة لاستغلال مساحات الأسطح غير المستغلة، وهو ما يعود بالنفع على المؤسسة كونها تخزن الطاقة الزائدة بالعدادات الذكية، فضلًا عن أن وجود هذه الألواح تقلل من درجات الحرارة نتيجة عزل الأسطح عن أشعة الشمس وبالتالي تنخفض درجات الحرارة بالمنازل والمؤسسات، وبالتالي ينخفض اعتماد الأفراد على أجهزة التبريد.

تجربة بيئية ناجحة بجامعة الوادي الجديد لاستخدام الطاقة المتجددة

ولفت المستشار البيئي لجامعة الوادي الجديد، إلى أن جامعة الوادي الجديد بدات بتنفيذ مشروع بالتعاون مع وزارة البيئة باستبدال «الغلايات» الخاصة بتسخين المياه للطلاب بالمدن الجامعية بسخانات أخرى تعمل بالطاقة الشمسية.

تابع: تقوم الجامعة بدورها في زيادة الوعي لدى الشباب بالتغيرات المناخية وقضايا المناخ بصورة عملية من خلال مشاركتهم بتقليل الانبعاثات ولا تقتصر فقط على الندوات التعريفية بهذه المفاهيم.

أشار إلى إمكانية تعميم التجربة بالعمارات السكنية والمؤسسات المختلفة، وهو ما يعود بالنفع على الجميع خاصة وأنها سلعة مستدامة، حيث تقتصر التكلفة على التركيب فقط والتي يمكن توفير ثمنها من توفير الاستهلاك، وإلى إمكانية استخدام الطاقة الشمسية بالمواتير التي تروي الأراضي الزراعية أيضًا.