كأس العالم 2022: عائلات عمال مهاجرين تبحث عن إجابات بشأن ظروف وفاة ذويهم في قطر

  • راجيني فيدياناثان
  • بي بي سي - نيبال

صدر الصورة، UMESH KUMAR YADAV

التعليق على الصورة،

أوميش كومار ياداف كان يحب نشر آخر التحديثات على تيك توك

طورت قطر بنيتها التحتية في الفترة التي سبقت المونديال، الذي سينطلق يوم الأحد القادم. واستعانت بخمسة ملايين شخص من جنوب آسيا في مشروعات البناء، بما في ذلك عمال من نيبال التي قالت عائلات منها لبي بي سي إن عدم اتخاذ تدابير السلامة المناسبة أدى إلى وفاة أحبائها.

في الساعات الأولى من صباح العاشر من نوفمبر/تشرين الثاني، حطت رحلة الخطوط الجوية القطرية رقم 644 في مطار كاثماندو النيبالي.

وكان من بين البضائع التي جرى تفريغها من الطائرة صندوق خشبي أبيض كبير مكتوب عليه من الخارج عبارة "بقايا بشرية للراحل أوميش كومار ياداف، ذكر يبلغ من العمر 32 عاما، نيبالي الجنسية".

في غولبازار، على بُعد 250 كيلومترا جنوب شرقي كاثماندو، يربط والده جاموسه خارج منزله المبني من الطوب، ويعيش في أحد أفقر الأحياء في واحدة من أفقر دول العالم، حيث تندر الفرص.

وعندما عُرضت على ابنه أوميش فرصة للعمل في قطر، التي تعد واحدة من أغنى دول العالم، باع لاكسمان ياداف عددا من رؤوس الماشية ليدفع 1500دولار لوكيل توظيف وعده نجله بجلب وظيفة له.

تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة
قصص مقترحة
  • تويتر: "قلق في واشنطن بشأن الاستثمار السعودي في منصة التواصل الاجتماعي"-الغارديان
  • كأس العالم 2022: الفيفا يطلب من الدول المشاركة في مونديال قطر "التركيز على كرة القدم"
  • كأس العالم 2022: الدنمارك تحتج على قطر عبر زي لاعبي منتخبها في البطولة
  • كأس العالم 2022: قطر "ترحل عمالا وافدين" بعد احتجاجات على عدم دفع أجورهم

قصص مقترحة نهاية

  • كأس العالم 2022: الرئيس السابق للفيفا سيب بلاتر يقول إن منح قطر حق استضافة البطولة كان خطأ
  • كأس العالم 2022: الفيفا يطلب من الدول المشاركة في مونديال قطر "التركيز على كرة القدم"
التعليق على الصورة،

باع والدا أوميش، لاكسمان وسوميترا، عددا من الماشية لكي يحصل نجلهما على عمل في قطر

ومن الشائع أن يزور وكلاء التوظيف المناطق الفقيرة ليس فقط في نيبال، ولكن أيضا في بنغلاديش والهند، ويعرضون على الشباب وظائف مربحة في الخارج، مقابل الحصول على مبالغ كبيرة من المال منهم لاستخراج تأشيرة عمل لهم.

وغالبا ما تتغير عقود عمل العمال، وهو ما يجعل من الصعب على العائلات معرفة مكان عمل أقاربهم ولأي جهة يعملون.

يقع منزل كريشنا ماندال على بُعد ساعتين بالسيارة في منطقة دانوشا، وقد سافر والده، سيتيش، للعمل في قطر منذ أربع سنوات.

صدر الصورة، SITESH MANDAL

التعليق على الصورة،

سيتيش، الذي سافر إلى قطر منذ أربع سنوات، أرسل صورا شخصية (سيلفي) لابنه من العمل

تخطى البودكاست وواصل القراءة
البودكاست

تغيير بسيط: ما علاقة سلة مشترياتك بتغير المناخ؟

الحلقات

البودكاست نهاية

في بعض الأحيان، كان سيتيش يرسل لابنه صورا شخصية له أثناء عمله. يقول كريشنا: "أخبرني أنه يعمل في خزانات مياه، لكنه لم يحدثنا كثيرا عما كان يفعله".

كان من المقرر أن يعود سيتيش إلى بلده في زيارة يوم 12 أكتوبر/تشرين الأول. لكن قبل أيام قليلة من ذلك التاريخ، تلقى كريشنا مكالمة هاتفية تخبره أن والده قُتل في حادث.

وقال صديق للعائلة إن سيتيش كان يعمل في أنابيب الصرف الصحي، على عمق سبعة أقدام تحت الأرض في العاصمة الدوحة، عندما انهار عليه جزء كبير من التربة. وقالت شهادة وفاته إنه تعرض "لإصابات حادة متعددة نتيجة اصطدام جسم صلب".

يقول كريشنا إنه لم يتلق مكالمة هاتفية واحدة من صاحب العمل الذي كان يعمل عنده والده، ولم يتلق أي عرض بتعويض. اتصلت بي بي سي بالشركة التي كان يعمل بها سيتيش للحصول على تعليق، لكنها لم ترد.

أما لاكسمان، وهو من منطقة غولبازار، فلم يكن يعرف الكثير عن حياة ابنه في قطر- فهو لا يمتلك هاتفا ذكيا، ولم يكن بإمكانه متابعة التحديثات اليومية التي كان أوميش ينشرها على تطبيق "تيك توك".

وفي مقاطع الفيديو التي كان ينشرها أوميش، كان يرقص ومن خلفه سماء قطر المتلألئة، أو في مسكنه الذي كان يقيم به مع عمال مهاجرين آخرين.

ونشر أوميش أيضا مقاطع فيديو له في مواقع البناء أثناء العمل - يبتسم وهو يقف على أعلى سلم، أو وهو يرفع كتلا خرسانية ثقيلة في تحد لبعض زملائه.

وفي 26 أكتوبر/تشرين الأول، نشر أوميش مقطع فيديو لنفسه وهو يرقص ليلا أمام بعض ناطحات السحاب التي تنشر إعلانات لبطولة كأس العالم المقبلة.

وكان هذا آخر منشور له.

تلقى ابن عم أوميش، واسمه أيضا لاكسمان ويعمل كذلك في قطر، مكالمة في 27 أكتوبر/تشرين الأول تخبره بأن توفى. ذهب لاكسمان مع آخرين إلى موقع البناء لمعرفة كيف حدث ذلك.

وقال: "أخبرونا أن أوميش كان يرفع السقالة، عندما لامست شيئا وتحطمت، وسقط على الأرض".

التعليق على الصورة،

صورة أُرسلت إلى ابن عم أوميش تُظهر سقالات مكسورة معلقة من جانب مبنى من عدة طوابق

يقول لاكسمان: "كان ينبغي عليهم الاهتمام بالسلامة في مكان العمل. كان يتعين عليهم فحص كل شيء قبل السماح للناس بالعمل".

وتواصلت بي بي سي مع شركة البناء التي كان يعمل بها أوميش، ونفت بشدة أن يكون عدم اتباع إجراءات السلامة هو الذي تسبب في وفاته.

وقالت الشركة في بيان: "الحادث وقع نتيجة إهماله وتهوره. العامل المتوفى كان مهملا للغاية في الموقع، وجرى إخطاره مرات عديدة بضرورة الالتزام بشروط السلامة مثل باقي زملائه، لكن دون جدوى".

ومنذ بدء أعمال البناء والتشييد استعدادا لانطلاق مونديال قطر، تشير تقارير إلى الظروف الصعبة التي يعمل بها العمال المهاجرون ووفاة عدد منهم.

وتقول الحكومة القطرية إنها ملتزمة "بضمان صحة وسلامة وكرامة جميع العاملين في مشروعاتنا". وقالت لبي بي سي إنها حسنت لوائح الصحة والسلامة.

التعليق على الصورة،

أقامت عائلة أوميش كومار ياداف طقوس الجنازة بعد عودة التابوت إلى نيبال

لكن الأرقام الجديدة، التي قدمها مركز موارد الأعمال التجارية وحقوق الإنسان إلى بي بي سي، تُظهر أن العام الماضي قد شهد ما يقرب من 140 حالة انتهاك لحقوق العمال، نصفها تقريبا يتعلق بقضايا الصحة والسلامة.

ويعتقد المركز أن الرقم الحقيقي قد يكون أعلى من ذلك. ويرجع ذلك جزئيا إلى عدم إبلاغ العمال عن الانتهاكات التي يتعرضون لها خوفا من الانتقام.

واطلعت بي بي سي على أكثر من 12 شهادة وفاة لعمال من جميع أنحاء جنوب آسيا على مدى ستة أعوام، ويشير الكثير منها إلى أن سبب الوفاة هو "إصابات حادة متعددة". وتقول عائلات الضحايا إنها ما زالت تريد إجابات.

وبينما كان نعش أوميش ينتقل من المطار إلى غولبازار، كان والده لاكسمان وعشرات من القرويين الآخرين يستعدون للطقوس الأخيرة - جمع أكوام من الخشب والتبن لحرق جثته.

من التقاليد السائدة في نيبال أن يُشعل الابن الأكبر المحرقة، لذا أمسك لاكسمان ابن أوميش، سوشانت البالغ من العمر 13 شهرا، ووضع عصا في يد الطفل الصغيرة حتى يتمكن من إشعال النار.

وقالت سوميترا، والدة أوميش، ووجهها مبلل بالدموع: "كان يدعمنا. لدينا قروض يجب أن ندفعها، ونعول أطفاله الصغار. لقد كان بطلي".