صُناع «بعيدًا عن النيل»: يرصد وحدة شعوب إفريقيا عبر الموسيقى

حقق الفيلم التسجيلى «بعيدًا عن النيل»، وهو إنتاج مشترك بين مصر والولايات المتحدة، نجاحًا كبيرًا خلال عرضه فى الدورة الـ٤٤ من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى.

تدور أحداث الفيلم حول لجوء ١٢ موسيقيًا من ١١ دولة تطل على النيل إلى الموسيقى، باعتبارها نموذجًا للتعاون يتجاوز الحدود والخلافات، وتم تصويره بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية. «الدستور» التقت صنّاع الفيلم، للحديث عن كواليس تصويره، والرسائل الرئيسية التى يحملها، ورأيهم فى مشاركته ضمن المهرجان، خاصة أنه يناقش طبيعة علاقاتنا الإفريقية بطابع موسيقى مختلف.

شريف القشطة: واجهنا تحديات.. واختصرت 400 ساعة تصوير فى نحو 60 دقيقة 

عبر المخرج شريف القشطة عن سعادته بعرض فيلم «بعيدًا عن النيل» فى مهرجان عريق بحجم القاهرة السينمائى الدولى، خاصة أن هذا هو عرضه العالمى الأول، على أن يُعرض فى أغلب مهرجانات العالمين العربى والغربى فى الفترة المقبلة.

وقال «القشطة» إنه شعر بحالة فخر شديد وحظ كبير، عندما علم بأن الفيلم سيعرض ضمن مسابقة الأفلام العربية، وهى من المسابقات المهمة فى المهرجان، والمشاركة فيها هدف لأى صانع محتوى فى عالمنا العربى.

وتحدث عن كواليس الفيلم، مبينًا أنه كان موجودًا فى أسوان، فشعر بضرورة أن يقدم هذا العمل، بعدما شاهد فرقة مكونة من ١٢ فردًا من دول حوض النيل، وتحمل موسيقاها هوية هذه الشعوب، التى قربتهم الموسيقى بشكل أحاول وصفه فى الفيلم.

وأضاف: «هنا كانت الفكرة، التى تتمثل فى تقديم عمل يحمل أشكال التنوع والتناغم الموسيقى لهذه الفرقة الساحرة فيما تقدمه من موسيقى ملفتة لأى شخص ذى أصول إفريقية».

وواصل: «استغللت فكرة أن الفرقة كانت لديها رحلة لمدة ٤ أشهر فى الولايات المتحدة، وكان لدىّ تصميم على تنفيذ هذا المشروع، وبالفعل اتفقت معهم على صناعته، وصورنا هناك لفترة طويلة، وكذلك فى أسوان».

وأكمل: «لعل هذا كان أمرًا حماسيًا للغاية، وأنا من هواة التحديات الصعبة والمختلفة، التى تجعل الفرد فى سعى طوال الوقت للوصول إلى هدف معين لم يحققه غيره، وهذا من عوامل النجاح».

وتطرق إلى الصعوبات والتحديات التى واجهها من قبل «أبرزها أننى صورت أكثر من ٤٠٠ ساعة، وكان لا بد أن تتحول هذه المادة إلى ساعة ودقائق محدودة، لذا كان الأمر صعبًا بالتأكيد»، إلى جانب بعض المشاكل الإنتاجية التى جعلت أعمال مونتاج الفيلم تصل إلى ٣ سنوات كاملة، لكن ردود الأفعال جعلته ينسى كل هذه المعوقات فى النهاية.

وتابع: «هناك أيضًا صعوبات داخل الفيلم نفسه، تتمثل فى فكرة التعامل مع ١٢ فردًا من ١١ دولة مختلفة، لكن مع الوقت تم حل هذه المشكلة، واعتدنا توزيع الأفكار بيننا، واستوعب أعضاء الفريق فكرة العمل نفسه، وخرجنا بعمل راقٍ رأيته يجمع بلدان إفريقيا بشكل متناغم وملىء بالاستمتاع الموسيقى».

واختتم بقوله: «نسعى من خلال العمل إلى إظهار حالة التناغم بين الدول الإفريقية، وتلك التى تحدثها الموسيقى على وجه التحديد، التى أرى أنها توحدهم كما وحدهم نهر النيل».

محمد أبوذكرى: أحيينا حفلات حقيقية فى بعض المدارس

شدد المؤلف الموسيقى محمد أبوذكرى، على فخره الشديد بالتجربة، خاصة أنه جرى تصوير الجزء الأكبر منها خارج مصر، وهى ترصد بشكل توثيقى مشاعر الحزن والفرح من خلال الموسيقى والأغانى التى تقدم من خلال الفيلم.

وأضاف أن العمل مكتظ بالأغنيات التى حاول أن يشكلها بما يتماشى مع أجواء الفيلم بشكل مرتب وجيد يصل للمتلقى بطريقة سهلة.

وتابع: «المشروع لم يكن مرهقًا بالشكل المفهوم، ونجحت فى التعامل مع الـ١٢ مطربًا أبطال القصة بشكل يسهل عملية تسجيل الأغنيات بشكل احترافى جيد، وكان الأمر ممتعًا».

واستطرد: «كنا نقدم العديد من الحفلات فى أمريكا، وذهبنا لبعض المدارس لإحياء حفلات للأطفال، وهذا أمر زاد من متعة التجربة، ومع الوقت تقاربنا بشكل جيد».

واختتم: «التجربة كانت حيوية ومثيرة وبها تفاصيل حياتية متنوعة سيراها الجمهور، وأتمنى أن تصل الفكرة إلى كل متلقٍ، وأن يحصد العمل ردة فعل جيدة خلال حفل ختام المهرجان، خاصة أن الأعمال التسجيلية لا تجد طريقها بشكل كبير فى عالمنا العربى، وحاولنا تغيير هذه الفكرة عبر الفيلم».

كريستوفر ماك إيرون:يتناول مشاهد موسيقى مبدعين من ١١ دولة بالقارة السمراء

أعرب المنتج الأمريكى كريستوفر ماك إيرون عن سعادته الشديدة بالتواجد فى مهرجان القاهرة السينمائى، من خلال هذا الفيلم الذى يتناول مشاهد من موسيقى مبدعين من ١١ دولة إفريقية، كان مركزها مدينة أسوان المصرية.

وقال «إيرون» إن الفيلم يحاول إظهار ثقافة موسيقى إفريقيا بشكل شبه تفصيلى، من خلال معايشة الفريق الذى يتكون من بلدان وثقافات مختلفة، وهو الأمر الممتع فى العمل.

وأضاف: «لم أتخوف من تقديم هذه التجربة، بل على العكس كنت شغوفًا بتنفيذها بشكل جيد، والتعامل مع كل طاقم العمل أسعدنى بشدة، وأحدث بداخلى حالة شغف كبيرة، وزاد هذا الشغف عندما علمت بعرضه داخل مصر، وأسعى أن أعرضه فى كل مهرجانات العالم العربى وأوروبا وأمريكا بالطبع، حتى تصل رسالته الموسيقية التى أراها تريح بال كل شخص، وهذا أمر مهم جدًا بالنسبة لى».

وتمنى أن يواصل العمل فى هذه المشاريع، خاصة مع أصدقائه من مصر، الذين لديهم رؤية سينمائية جيدة، مختتمًا بقوله: «أتمنى أن يحدث تعاون بيننا فى أعمال فنية أخرى، وأكون سعيدًا لو كانت مثل تجربة (بعيدًا عن النيل)».

عادل ميخا: النجاح أذهلنا.. والمشاركة فى المهرجان مفاجأة

قال الفنان النوبى عادل ميخا، إنه لم يتوقع أن يقع الاختيار على العمل ليشارك فى مهرجان القاهرة السينمائى فى دورته الحالية، وإن صناع العمل حين بدأوا التفكير فيه لم يذهب خيالهم إلى هذا المدى، ولم يتوقعوا أن يحصد النجاح الكبير فى مصر بهذا المستوى، وهذه كانت مفاجأة كبيرة بالنسبة لكل المشاركين.

وعن الصعوبات التى واجهها فريق الفيلم خلال التجهيز والتصوير، أوضح أنها صعوبات جسيمة بسبب الفكرة الرئيسية للعمل القائمة على انتقال الفرقة بين عدة ولايات أمريكية فى سيارة واحدة، مع تصوير بعض المشاهد فى مصر.

وأضاف: «المسافات بين الولايات طويلة جدًا، ومخرج الفيلم كان حريصًا على تصوير بعض المشاهد بشكل تلقائى دون أى توجيه أو تدخل منه لتسجيل التفاعل بين أعضاء الفرقة الموسيقية أبطال العمل بطريقة واقعية دون أى تمثيل، وهذه نقطة قوة لأنها تسجل مراحل الانسجام وإذابة الجليد بين أفراد الفرقة الذين تحولوا إلى أفراد فى أسرة واحدة متماسكة ومتحابة».

وعن الحفلات والأغانى التى قدمتها الفرقة فى الولايات المتحدة قال: «حصدنا نجاحًا كبيرًا، وعلى الرغم من تطور شكل الموسيقى فى العالم، إلا أننا وجدنا حالة جيدة من التفاعل هناك باعتمادنا على الموسيقى التقليدية التى تشبهنا، ولامسنا ذلك من الجميع، ومن أبرز الأغانى التى كانت تقابل بترحاب كبير من الجمهور ونختتم بها حفلاتنا (أوينو) لمطرب كينى فى الفرقة اسمه ديف».

واختتم: «أتمنى أن يحصد مجهودنا ومجهود صناع العمل رضا وإعجاب الجمهور على مستوى العالم، وأن ينجح العمل فى إيصال فكرتنا عن روح الموسيقى وتوحيدها للشعوب».

آسيا مدنى:عشنا فى سيارة 15 ساعة

أوضحت المطربة آسيا مدنى انها من ضمن مطربى الفرقة وعازفة إيقاع، عاشت فى العمل بطبيعتها تمامًا، وهو ما سهل عليها التجربة، مضيفة أن العمل عامر بالورش والحفلات الغنائية وكواليس كل حفلة.

وأضافت: «حاولنا أن نظهر قوة انتمائنا لقارة واحدة رغم تنوع خلفياتنا الثقافية من خلال الموسيقى والفن وتراثنا الفنى العريق الذى يتمتع بقدرة سحرية على جذب انتباه المستمع فى أى دولة فى العالم».

واختتمت: «مررنا بأيام صعبة خلال رحلتنا، وأتذكر أننا زرنا ولايات يغطيها الجليد وهو أمر غير معتاد بالنسبة لأى مواطن من دولة إفريقية معتاد على الأجواء الحارة، وكان الأمر صعبًا للغاية، وهناك ولايات كنا نصلها بعد رحلة بالسيارة تمتد لأكثر من ١٥ ساعة، لكن فى الأخير خرجنا بمكاسب كبيرة أهمها وجودنا فى مصر ومشاركتنا فى مهرجانها الكبير».

تاريخ الخبر: 2022-11-17 21:21:10
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 50%
الأهمية: 57%

آخر الأخبار حول العالم

العلماء يعثرون على قبر أفلاطون بفضل الذكاء الاصطناعي "صورة"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-27 18:26:01
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 68%

جاري القروض الصغرى المستحقة يصل إلى 8,4 مليار درهم في متم 2022

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-27 18:26:11
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 59%

العلماء يعثرون على قبر أفلاطون بفضل الذكاء الاصطناعي "صورة"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-27 18:26:10
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 55%

جاري القروض الصغرى المستحقة يصل إلى 8,4 مليار درهم في متم 2022

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-27 18:26:17
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 50%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية