غانا إلى كأس العالم لـ تفتح صفحة خصوم الماضي


حان الوقت لجماهير كرة القدم الغانية لتحتفل مجدداً بخوض غمار العرس الكروي العالمي، فبعد الفشل في التأهل إلى كأس العالم فيفا 2018 ، يعود المنتخب مجدداً إلى البطولة الأهم في قطر ٢٠٢٢، بعد مشوار صعب لم يكن سهلاً على الإطلاق، إذ تعرّض الفريق للإقصاء من دور المجموعات في كأس الأمم الإفريقية في وقت سابق من العام الحالي، وهو ما دفع الاتحاد الوطني للعبة إلى الاستغناء عن خدمات المدرب ميلوفان راييافاتش، واختيار أوتو أدّو بدلاً عنه.

يبلغ المدرب الجديد، غانيّ الجنسية والمولود في هامبورغ، السابعة والأربعين من العمر، وسبق أن لعب لعدة سنوات في الدوري الألماني لكرة القدم، بما فيها ضمن صفوف بروسيا دورتموند، بينما مثّل بلاده داخل المستطيل الأخضر في ١٥ مباراة، ونجح خلال فترة قصيرة في إيصال الفريق إلى قطر بفضل تعادلين أمام نيجيريا في ثالث مرحلة من تصفيات كأس العالم في القارة السمراء.

أفرزت القرعة أبطال أفريقيا أربع مرات في المجموعة الثامنة التي يواجهون فيها منتخبات البرتغال وكوريا الجنوبية وأوروغواي، هذه الأخيرة التي تسببت في الماضي بمرارة كبيرة لدى جماهير المنتخب الغاني، إذ تعرضت النجوم السمراء لإقصاء مرير بنتيجة ركلات الترجيح أمام أوروغواي في ربع نهائي جنوب أفريقيا ٢٠١٠، ولذلك ستكون الفرصة متاحة أمام غانا للثأر من تلك الهزيمة المؤلمة في مباراة الإعادة، خصوصاً وأن اللقاء بين المنتخبين سيكون في المباراة الثالثة والأخيرة لهما التي ربما تكون حاسمة لجهة تحديد هوية المتأهل لأدوار خروج المغلوب.

يُنظر إلى غانا باعتبارها عنصر المفاجأة في مجموعة قوية للغاية، ورغم الأداء المتفاوت في الطريق إلى المونديال، يسود إجماع على أن الفريق يضمّ في صفوفه توليفة ممتازة من الأسماء الموهوبة ذات الخبرة والقادرة على تحقيق الفوز في مباريات البطولة، وستكون المهمة ملقاة على عاتق المدرب أدّو لاكتشاف الخلطة السحرية على المستطيل الأخضر ومنح الفريق جرعة من الثقة بالنفس للتألق في قطر.

_ مباريات غانا في المجموعة الثامنة:
– ٢٤ نوفمبر.. البرتغال – غانا (١٩:٠٠ بالتوقيت المحلي، استاد ٩٧٤).

– ٢٨ نوفمبر.. كوريا الجنوبية – غانا (١٦:٠٠ بالتوقيت المحلي، استاد المدينة التعليمية).

– ٢ ديسمبر.. غانا – أوروجواي (١٨:٠٠ بالتوقيت المحلي، استاد الجنوب).

_ الأوروغواي المذهلة ضد غانا .. ريميكس:
بطاقات حمراء، ركلات جزاء ضائعة والكثير من الجدل.. مباراة ربع النهائي في كأس العالم 2010 كانت حدثًا للذكرى.
الفلسفة التدريب لـ أوتو أدّو.

واجه المنتخب الغاني صعوبة في تجاوز الدور الثاني من التصفيات القارية المؤهلة لكأس العالم، وتوجب عليه خوض تحدي صعب بمواجهة نسور نيجيريا في مارس من أجل نيل بطاقة العبور إلى قطر. وبالنظر إلى أن أدّو استلم زمام التدريب من سلفه راييافاتش في فبراير الماضي لتكون هذه التصفيات بمثابة معمودية نار بالنسبة له، رغم أنه كان على دراية كبيرة بشؤون المنتخب بالنظر إلى شغله منصب مساعد المدرب. لكن كان أمام ربان السفينة الجديدة بضعة أسابيع فقط لإعداد نفسه وفريقه لمباراتين حاسمتين أمام نيجيريا، ولم يصبّ في صالحه أنه تعيّن عليه التعامل مع عدة حالات غياب من عناصر المنتخب.

أجرى أدّو خمسة تغييرات على التشكيلة الرئيسية التي اختارها راييافاتش لخوض المباراة الأخيرة للفريق تحت إمرته، و ارتأى المدرب الجديد ضمّ الموهبتين الشابتين محمد قدّوس وفيليكس أفينا-جيان إلى الفريق الأساسي لمباراة الذهاب أمام نيجيريا التي بدّل فيها بين تشكيلتي ٤-٣-٣ و٤-٢-٣-١، وهو ما عزز دفاعات الفريق بشكل ملحوظ، وهو جانب عانى منه المنتخب الغاني في الفترة الأخيرة، بينما نجح بفضل هذا التغيير من الحفاظ على شباكه ساكنة في أول مباراة تحت إشراف المدرب الجديد والتي انتهت بالتعادل السلبي. وفي لقاء الإياب، اختار أدّو اللعب بنفس التشكيلة الأساسية في خطة نجحت بتقديم أداء قوي وإحراز التعادل بهدف لمثله كان كافياً لاقتناص تذكرة التأهل إلى كأس العالم بفضل قاعدة الأهداف المسجلة خارج الأرض.

بدا واضحاً أن أدّو سيمضي قدماً في خطة الاستعانة باللاعبين الشبان، ويتجلى ذلك بأن عمر أربعة لاعبين من تشكيلته الأساسية في المباراتين أمام نيجيريا كان يقلّ عن ٢٥ عاماً، حتى أن اثنين منهما لا يزالا في عمر المراهقة. وما من شكّ في أن هذه المواهب الصاعدة واللاعبين المتعطشين للفوز سيضخون دماءً جديدة بعروق المنتخب، وسيشكلون ضغطاً على كوكبة من الأسماء الراسخة في تشكيلة الفريق ضمن مساعيهم لمحاولة الذهاب إلى أقصى مدى ممكن في قطر.

_ أبرز اللاعبين: أندريه أيو:
يُنظر إلى أندريه باعتباره أحد العناصر الجوهرية واللاعبين الأساسيين في تشكيلة المنتخب الغاني. وبالنظر إلى كونه خاض ١٠٧ مباريات دولية، فإن قائد المنتخب يزاحم الأسطورة الغانية أسامواه جيان بعدد مرات تمثيل البلاد (١٠٩).
كما يُشهد لابن أسطورة كرة القدم في البلاد عبيدي بيليه تسجيل ٢٣ هدفاً دولياً، وهو ما يجعله يحتلّ المركز الخامس على قائمة أفضل هدافي البلاد، كما كان أساسياً في تشكيلة المنتخب عام ٢٠٠٩ التي نالت لقبي كأس العالم تحت ٢٠ سنة وكأس الأمم الإفريقية عن نفس الفئة العمرية.
وتُظهر كل هذه الحقائق والإحصائيات مدى أهميته بالنسبة للمنتخب الأول، إذ يُشكل القوة الدافعة للفريق، إلى جانب شقيقه الأصغر جوردان (٨١ مباراة دولية و١٩ هدفاً).
ويُنظر إلى أفضل هداف في كأس الأمم الإفريقية ٢٠١٤/٢٠١٥ على أنه الأكثر قدرة في صفوف المنتخب الغاني على ترجمته خبرته العريضة على الساحة الكروية العالمية إلى أهداف في مرمى الخصوم في قطر.

انتقل أيو إلى قطر العام الماضي لتمثيل نادي السد، وهو ما يعني أنه سيكون أكثر تأقلماً مع ظروف اللعب في الدولة المستضيفة حالما تنطلق المنافسة.
ويبدو جلياً أنه يمثل اليد اليمنى للمدرب أدّو، وسيضطلع بدور هام في الإشراف على اللاعبين الشباب، بعد أن سبق له التألق على الساحة الكروية العالمية عندما كان في سنّهم، ففي كأس العالم ٢٠١٠، حصد ثاني أكبر عدد من الأصوات – خلف توماس مولر – لنيل لقب FIFA لأفضل لاعب شاب في البطولة.

_ لاعب تحت الضوء:
شدّ قدوس الرحال إلى الدوري الهولندي قبيل انطلاق موسم ٢٠٢٠/٢٠٢١ منضماً إلى أياكس وخاض معه منافسات دوري الأبطال والدوري الأوروبي، ويُشهد له تقديم أداء تُرفع له القبعات في منافسات دوري الأبطال هذا الموسم، إذ هزّ الشباك في مباريات فريقه الثلاث حتى الآن أمام رينجرز وليفربول ونابولي.
وفي اللقاء مع رينجرز، لم يكتفِ بتسجيل هدف، بل صنع آخر، ليتم اختياره كأفضل لاعب في المباراة، ويظهر اسمه ضمن فريق نجوم دوري الأبطال الأفضل لذلك الأسبوع. كما اقتنص حتى الآن أربعة أهداف في ثماني مباريات في الموسم الحالي من الدوري الهولندي.

على المستوى الدولي، سجّل لاعب خط الوسط المهاجم وابن الاثنين وعشرين ربيعاً خمسة أهداف في ١٦ مباراة مع المنتخب حتى الآن، ليُكرّس نفسه كأحد العناصر الثابتة في التشكيلة الرئيسية للمدرب أدّو. وكثيراً ما يضطلع قدوس بأدوار قيادية في الفريق كلاعب شاب، ويتوقع كثيرون أن يسطع نجمه في كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢، إذ يملك كل الصفات التي تبرر اعتباره دوماً أحد أبرز المواهب الكروية من مواليد عام ٢٠٠٠.

_ سجلّ غانا في كأس العالم:
توجّب على جماهير المنتخب الغاني الانتظار حتى عام ٢٠٠٦ ليتمكن الفريق من بلوغ نهائيات كأس العالم للمرة الأولى، وبفضل تألق لاعبين من الطراز الرفيع يتقدمهم جون مينساه وستيفن أبياه وأسامواه جيان، نجحت النجوم السمراء ببلوغ الدور ثُمن النهائي في ألمانيا قبل أن تتعرض للهزيمة على يد البرازيل.
قطعت غانا خطوة إضافية على التراب الإفريقي في النسخة التالية، قبل أن تتعرض للإقصاء بشكل مشرف وبركلات الترجيح أمام أوروغواي في ربع النهائي. أما في البرازيل ٢٠١٤، فقد خاض المنتخب الدور الأول بشكل مشرف في مجموعة صعبة جداً، ورغم الإقصاء من هذا الدور، إلا أنه خرج مرفوع الرأس بعد أن أصبح المنتخب الوحيد الذي لم يخسر أمام ألمانيا بطلة تلك النسخة.
وفي روسيا ٢٠١٨، فشلت النجوم السمراء في تجاوز مصر في التصفيات القارية، واكتفى فريقها بمتابعة البطولة كأحد أبرز الغائبين من إفريقيا.

تاريخ الخبر: 2022-11-18 18:21:41
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 55%
الأهمية: 68%

آخر الأخبار حول العالم

"طاس" تكشف جديد قضية مباراة نهضة بركان واتحاد العاصمة الجزائري

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 15:27:13
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 55%

"طاس" تكشف جديد قضية مباراة نهضة بركان واتحاد العاصمة الجزائري

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 15:27:15
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 53%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية