تسجل تركيا في السنوات الماضية أرقاما قياسية في مجال بيع الأسلحة إلى دول أفريقيا المهتمة بالحصول على أسلحتها المصنعة محليا وبخاصة المسيرات والمروحيات القتالية والمقاتلات المحروحية، في وقت تقترب فيه الجزائر من توقيع صفقة لشراء 10 مسيرات من جيل أنك-أس والتي تنتجها الصناعات الجوية التركية (تاي)، بينما طلب المغرب 13 من مسيرات بيرقدار تي بي2 في العام الماضي. بل دخل اليوم عالم تصنيع المحلي للدورنات الحديثة.
وكشف موقع “ميدل إيست آي” البريطاني تقريرا أعده بول إيدون تساءل فيه عن سبب تنافس الدول الأفريقية للحصول على الأسلحة التركية، مشيرا إلى أن الاسلحة التركية جربت في عدد من النزاعات وصفقاتها تأتي بدون حزمة من الشروط السياسية.
وبحسب تقرير الموقع البرطاني فإن تركيا تسلح اليوم المغرب والجزائر، البلدان اللذان يقفان على جانبي النزاع حول الصحراء المغربية والذي مضت عليه عقود. ثم هناك الوضع في ليبيا، فقد ساعد التدخل التركي في الوضع الداخلي هناك على استعادة الحكومة المعترف بها شرعيا السيطرة على العاصمة التي حاصرها أمير الحرب خليفة حفتر. وعاد الوضع حيث تسيطر القوى الموالية لعبد الحميد دبيبة على منطقة الغرب والقوى المؤيدة لخليفة حفتر في الشرق.
التنافس المغربي الجزائري إلى جانب ليبيا ليس هذه الدول المعنية باستيراد الأسلحة التركية، إذ أنه في 2021 كانت النيجر أول زبون أجنبي يطلق شراء طائرات حرقوس المروحية الخفيفة والمستخدمة للتدريب من الصناعات الجوية التركية. ويقال إن تشاد وليبيا طلبتا طائرات من تركيا.
وأبرز التقرير أن هناك عامل غير ملموس وهو “غياب التاريخ الإستعماري والذي شجع الدول الأفريقية للتعامل مع تركيا بناء على صيغة رابح – رابح”. ولكن معظم هذه الاسلحة بيعت للاستخدام في محاور حرب جارية او نقاط قابلة للاشتعال تعال مما يطرح أسئلة حول كيفية استخدامها.
وأضاف أن العامل الرئيسي الذي جعل الصناعات العسكرية التركية جذابة لعدة دول أفريقية تواجه نزاعات هي أن الأسلحة التركية لا تأتي بشروط. و”الأسلحة التركية لا تأتي بشروط تتعلق بحقوق الإنسان، وهو بالضبط ما يريده اللاعبون في الدول الأفريقية: أنظمة تسليح دائمة وتم فحصها في الميدان وتأتي بسرعة وبدون شروط”.