في ضبط وربط المفاهيم


في ضبط وربط المفاهيم

وجدي كامل

أخطاء يرتكبها البعض ويروجون لها بتصورهم أن افراد الجيش ليس لهم انتماءات سياسية وأغراض تبدأ منذ اتخاذ قرارهم بدخول المؤسسة.

الاستيعاب بالمؤسسة العسكرية ومنذ الثلاثين من يونيو 89 كان منزوعاً من الاستقلالية ومشروطاً بالانتماء أو توفر الميول السياسية للجبهة القومية الإسلامية.

العقيدة العسكرية والتربية العقائدية العسكرية ومناهج التدريس وانفراط الضبط والربط بإطلاق اللحي وغلبة زعامة (الأمراء) المدنيين من كبار أعضاء التنظيم على القادة العسكريين، وانحراف تعريف الوطن والشعب قد تغيرت منذ ذلك التاريخ- تاريخ انقلاب الإسلامويين على (الحياة) بالسودان.

كل الحروب الداخلية (وهى داخلية فقط) التي خاضها الجيش رمت للدفاع عن سلطة الإسلامويين وليس سلطة الوطن الواحد بدليل تعريفهم لحركات المقاومة المسلحة أيام حرب الجنوب بالتمرد وافراده بالـ(خوارج) في أتون حرب دينية مقدسة يدخل من يستشهد فيها الجنة ويلتقي بالحور العين حتى خرج علينا زعيمهم الروحي المنقلب عليه ذات يوم وقال مصححاً فتواه بأنها مجرد جثث وجيف ليس بانتظارها حور عين هناك.

تصوير أن المؤسسة بريئة سياسياً وأنها محض وطنية مستقلة وهو خالٍ من دسم السياسة وغبار انتماءاتها ضرب من الهراء وذر للرماد في العيون وهذا ما يعلمه الرجل ويفهمه المجندون جيداً، ومع ذلك يصر على تسويقه للرأي العام عبر لقاءاته بهم.

القائد العسكري وهو يفعل ذلك يدخل الجيش بالسياسة من أوسع أبوابها بعدم انسحابه منها ومراقبة أدائها وتصحيح أوراق امتحاناتها.

الجيش لم ينحاز يوم الحادي عشر من ابريل عام 2019 باعتبار أن الانحياز ليس له إعراب في قاموس المؤسسة العسكرية وأنه شفرة تزوير الموقف وتسويقه للمدنيين الثائرين لتهدئتهم وسحب بساط ثورتهم من تحت أقدامهم.

الجيش لم ينجز انقلاباً بل أزاح القيادة القديمة أو احتفظ بها في السجون وأحل قيادة جديدة (اللجنة الأمنية). ومنذئذٍ بدات المراوغة والمخاتلة وسباق إحراز الأهداف في مرمى الثورة وسرقتها التي تستكمل أعلى مراحلها هذه الأيام.

ممنوع الاقتراب أو التصوير للمناطق العسكرية عبارة تحذيرية قرأناها وتقرأها في العديد من المواقع ولكن في زمن الثورة والجنوح نحو التحرّر من ربق سلطة حيازة المال العام وسرقة الثروات يجوز تعديل العبارة بـ(مطلوب) الاقتراب والتصوير وكسب الجيش لصالح الثورة حتى وإن كان جيشاً متورطاً بانحرافات قادته من الضبط والربط الوطني.

القائد العسكري للجيش ورغم استجاباته لضغوط المجتمع الدولي وتحالفاته الإقليمية إلا أنه يدير المشهد السياسي بتكتيكات عسكرية تليدة قديمة لم تتعرّض لأية تحديثات منذ أن كان هو طالباً للعلوم العسكرية في أوائل الثمانينات وكان العالم عهدة بيد الحرب الباردة والصراع بين قطبين.

عدم الانتباه لمراكز قوى الثورة والبقاء في خانة القوى المضادة لها بحكم صلة القرابة والعشرة السياسية القديمة وما يسجله من تراخٍ وتهاون بين الطرفين يخلف أفظع الأحوال ويكلف السودان والسودانيين أفدح الضرائب والأثمان جراء ما يفعله قائد الجيش دون حساب لواجبات رجل الدولة الأول ودوره في جلب الاستقرار واحترام خيارات الثورة التي لولاها لما حل محل سلفه وجلس على كرسي الحكم.

wagdik@yahoo.com

تاريخ الخبر: 2022-11-19 03:23:05
المصدر: صحيفة التغيير - السودان
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 52%
الأهمية: 57%

آخر الأخبار حول العالم

مهمة غير مسبوقة.. الصين تغزو الجانب البعيد من القمر

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-04 09:21:54
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 53%

غادة عبد الرازق: ندمانة ولو رجع بيا الزمن مكنتش هخش التمثيل

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-04 09:21:59
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 67%

أول تعليق من نيشان بعد إعلان ياسمين عز حصولها على حكم ضده

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-04 09:21:57
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 58%

سعر صرف الدولار مقابل الجنيه اليوم

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-04 09:21:52
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 52%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية