خبراء نباتات: الحدائق مصانع أكسجين وشفاطات طبيعية للأبخرة الضارة.. وليست رفاهية - تحقيقات وملفات


أكد خبراء على الفوائد الكبيرة للحدائق، وأن وجودها ضرورة وليس رفاهية، حيث تلعب دوراً فى مواجهة الأمراض والأوبئة وتحسين البيئة، وحفظ الصحة العامة البدنية والنفسية للسكان، بما يوفر على الدولة ملايين الجنيهات من ميزانيات الصحة والعلاج، مقارنة بعدم وجودها.

وقال الدكتور السعدى بدوى، أستاذ نباتات الزينة وتنسيق الحدائق بكلية الزراعة جامعة القاهرة، ومستشار وزير الزراعة السابق لشئون الحدائق، إن تقدم الدول يُقاس بمدى توافر المساحات الخضراء بالمجتمع التى تعتبر مصنعاً للأكسجين مانح الحياة ومجددها.

بدوي: المساحات الخضراء مفيدة للأطفال وتحسين الصحة النفسية.. ونحتاج إلى زيادة نصيب الفرد منها 

وأضاف لـ«الوطن»: الحدائق تؤدى أكثر من دور صحى وبيئى فى تحسين البيئة وتنقية الجو وتقليل الأتربة وامتصاص ثانى أكسيد الكربون وإفراز الأكسجين، فضلاً عن البُعد الاجتماعى، حيث يمكن لجميع أفراد الأسرة الاستفادة بها، وفى الخارج تحرص الأسر على اصطحاب الأطفال حديثى الولادة للحدائق لاستنشاق الأكسجين النقى، ويقيمون المناسبات الاجتماعية بها.

وأضاف أن هناك دراسات نفسية تؤكد دور التنزه بالمساحات الخضراء فى تحسين النفسية، وليس صدفة أن منطقة مستشفى الأمراض النفسية بالعباسية كلها خضراء، للمساهمة فى شفاء المرضى.

وفى المقابل، أشار أستاذ نباتات الزينة وتنسيق الحدائق إلى أن متوسط المساحة الخضراء للفرد فى مصر وصل إلى نصف متر، وهو معدل قليل، مقارنة بالمعدل العالمى الذى لا يقل عن مترين، مؤكداً ضرورة التوسّع فى إنشاء الحدائق العامة ورعايتها حتى يكون الجو صحياً ومريحاً، مع زيادة التوعية بضرورة المحافظة عليها.

ولفت إلى أن الفترة الحالية تشهد نهضة فى تجديد وصيانة الحدائق، حيث تم إجراء دراسات لإعادة حدائق تاريخية لما كانت عليه، مثل حديقة أنطونيادس، التى كانت مدمرة، وكذلك حديقة الأزبكية التى تعد رئة لوسط القاهرة.

خميس: فوائدها تشمل منع انتشار الأوبئة وتنقية الهواء

ومن جهته يؤكد الدكتور محمد هشام خميس، رئيس بحوث الأشجار والغابات المتفرغ بمعهد بحوث البساتين، التابع لمركز البحوث الزراعية، أن «الحدائق والمساحات الخضراء بالمدن ليست رفاهية وفوائدها لا تقتصر على التنزه واللعب، بل تمتد لمنع انتشار الأوبئة وتحسين الصحة العامة للسكان ومنع انتشار الأوبئة والأمراض».

ويعود «خميس» لتاريخ ظهور الحدائق، مشيراً إلى أنه طوال القرن الـ19، ترك تفشى الكوليرا المتكرر آلاف الوفيات، حيث كانت المدن مزدحمة وقذرة وتوفر بيئة خصبة لتكاثر الأمراض. ويوضح أن مسئولى الصحة العامة التزموا بفكرة يعود تاريخها إلى العصور الوسطى بأن الأمراض المعدية كانت ناجمة فى المقام الأول عن الأبخرة الضارة المنبعثة من المواد العضوية المتعفنة.

ودعا أنصار هذه النظرية إلى تحسين التهوية والصرف والممارسات الصحية لتخليص المدن من الرائحة الكريهة والهواء الفاسد، ومن هنا جاءت فكرة إنشاء الحدائق، موضحا أن مهندس المناظر الطبيعية، فريدريك أولمستيد، أدرك قدرة الحدائق والمتنزهات وأشجار الطرق والشوارع على الشفاء، كونها تعمل «شفاطات للهواء الفاسد ومضخات للهواء النقى».

ويلفت أستاذ بحوث الأشجار والغابات إلى أنه فى القرن التاسع عشر، سعى ابن شقيق نابليون بونابرت لإعادة تشكيل باريس فى أعقاب الوباء، وبتوجيه من البارون جورج يوجين هوسمان، هدمت السلطات الفرنسية 12 ألف مبنى، وبنت شوارع وحدائق تصطف على جانبيها الأشجار».

تاريخ الخبر: 2022-11-20 21:20:12
المصدر: الوطن - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 51%
الأهمية: 64%

آخر الأخبار حول العالم

رئيس نيجيريا يصل إلى الرياض - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-27 03:23:49
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 60%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية