إيران: مخاوف من "حملة قمع" بالمناطق الكردية ومقتل ما لا يقل عن 378 شخصا منذ بدء الاحتجاجات


إعلان

تخوف ناشطون الأحد من "حملة قمع" واسعة تشنها السلطات الإيرانية في مهاباد التي يقطنها أكراد وشهدت  خلال الأيام الأخيرة.

وأرسلت تعزيزات أمنية إلى المدينة الواقعة غرب البلاد ونُشرت ليلا صور وملفات صوتية لإطلاق نار كثيف وصراخ.

وقُتل ما لا يقل عن 378 شخصا بينهم 47 طفلا في حملة قمع المظاهرات، وفق حصيلة جديدة نشرتها الأحد منظمة "إيران هيومن رايتس"، وذلك منذ اندلاع الاحتجاجات في 16 أيلول/سبتمبر إثر وفاة مهسا أميني. وقالت المنظمة إن هؤلاء القتلى سقطوا في 25 محافظة من أصل 31، من بينهم 123 في سيستان بلوشستان.

قوات مسلحة ومروحيات

واندلعت المظاهرات الأولى في مناطق يسكنها الأكراد بما فيها مدينة سقز مسقط رأس مهسا أميني، قبل أن تمتد إلى مناطق عدة في البلاد. وكانت مجموعات حقوقية نشرت في وقت سابق لقطات من الاحتجاجات في مهاباد، بما فيها صور لجنازات ضحايا حملة القمع الدامية للمظاهرات.

حيث أوردت منظمة هنكاو ومقرها في النرويج بأن "قوات مسلحة" أُرسلت من أورميا، المدينة الرئيسية في محافظة أذربيجان الغربية، إلى مهاباد. وكتبت المنظمة على تويتر "في المناطق السكنية في مهاباد، هناك الكثير من إطلاق النار".

ونشرت المنظمة لقطات تُظهر مروحيات تحلق فوق مهاباد قيل إن على متنها أفراد من الحرس الثوري أُرسلوا لقمع الاحتجاجات. وأشارت إلى أن أصحاب المحال في جميع أنحاء المنطقة شاركوا في إضراب الأحد احتجاجا على عنف قوات الأمن.

ونشرت "إيران هيومن رايتس" لقطات ليل السبت-الأحد قالت إنها تُظهر سماع صدى إطلاق نار في المدينة. وقال مديرها محمود أميري مقدّم إن السلطات "قطعت التيار الكهربائي ويُسمع صوت إطلاق نار من مدافع رشاشة". وتحدث عن "تقارير غير مؤكدة عن مقتل أو إصابة متظاهرين".

ونشر مقطع صوتي يُسمع فيه صُراخ وسط إطلاق نار متواصل.

واتهمت وكالة تسنيم الدولة للأنباء "مثيري الشعب" بـ"نشر الرعب" في المدينة من خلال إضرام النار في منازل يملكها عناصر أمن وجنود وإغلاق الطرق. وقالت الوكالة إن معظم هؤلاء تم اعتقالهم ولم يُقتل أحد، مشيرة إلى عودة الأمن ونافية الأنباء عن إضراب عام.

مهاباد.. "الدويلة الكردية"

ويُشكل الأكراد واحدة من أهم الأقليات العرقية غير الفارسية في إيران ويعتنقون عموما المذهب السني في بلد يهيمن عليه الشيعة. 

ولمدينة مهاباد أهمية خاصة لدى الأكراد إذ يعتبرونها المدينة الرئيسية في جمهورية مهاباد التي لم تدم طوياا، وهي دويلة كردية لم يتم الاعتراف بها ونشأت بدعم من الاتحاد السوفياتي في 1946 في أعقاب الحرب العالمية الثانية. ولكنها استمرت أقل من عام قبل أن تستعيد إيران السيطرة عليها.

وحذرت هنكاو السبت من أن الوضع "خطير" في بلدة ديواندره في إقليم كردستان غربي البلاد حيث قُتل ثلاثة مدنيين على الأقلّ برصاص القوات الحكومية. وعبّرت المنظمة الأحد عن قلقها بشأن الوضع في مدن أخرى يسكنها أكراد، مع سماع دوي انفجارات في بوكان وسقز وإطلاق نار في بوكان.

ونشرت هنكاو لقطات مما قالت إنها من مدينة سنندج وإنها تُظهر امرأة يُطلق عليها في قاع نهر من قبل قوات الأمن أثناء محاولتها الهرب. 

توقيف ممثلتين لخلعهما الحجاب

من جهة أخرى، اعتقلت قوات الأمن الإيرانية الأحد الممثلتين كتايون رياحي وهنغامه غازياني بعدما خلعتا حجابيهما على الملأ دعما لحركة الاحتجاج، وفق ما أفادت وسائل إعلام رسمية. حيث أفادت وكالة "إرنا" بأن هنغامه غازياني وكتايون رياحي اعتقلتا بعد استدعائهما للتحقيق بشأن منشوراتهما "الاستفزازية" على منصات التواصل وأنشطتهما الإعلامية.

وأفادت "إرنا" بأن غازياني اعتُقلت بتهمة التحريض ودعم "أعمال الشغب" والتواصل مع وسائل إعلام معارضة. وكانت الممثلة أشارت في وقت سابق إلى أن القضاء استدعاها، ثم نشرت مقطع فيديو على إنستاغرام خلعت فيه الحجاب الإلزامي. وكتبت في وقت متأخر السبت: "قد تكون هذه رسالتي الأخيرة"، مضيفة "من الآن فصاعدا، مهما حدث لي، اعلموا أنني كالعادة مع الشعب الإيراني حتى آخر نفس لي".

ويُظهر الفيديو الذي يبدو أنه مصور في أحد الشوارع التجارية، غازياني بلا حجاب أمام الكاميرا، من دون أن تتحدث، ثم تستدير وترفع شعرها وفق تسريحة ذيل حصان كما تفعل النساء الأخريات قبل الذهاب للاحتجاج. وأعلن القضاء الإيراني الأحد استدعاء غازياني مع سبع شخصيات معروفة، سينمائية وسياسية ورياضية، بسبب نشر محتوى "استفزازي" دعمًا لحركة الاحتجاج، حسبما أعلنت السلطة القضائية. 

أما الممثلة كتايون رياحي (60 عاما) فقد احتُجزت في وقت لاحق في إطار القضية نفسها. وكانت هذه الممثلة قد شاركت في مجموعة من الأفلام التي حازت جوائز، وهي معروفة أيضا بأعمالها الخيرية. وأجرت رياحي في سبتمبر/أيلول مقابلة مع تلفزيون إيران الدولي ومقره لندن، من دون أن تضع حجابا. وكانت أيضا أعربت عن تضامنها مع الاحتجاجات في البلاد منذ وفاة أميني وعن معارضتها فرض الحجاب.

استدعاء شخصيات بارزة

ومن بين الشخصيات التي استدعاها القضاء أيضا، مدرب نادي بيرسيبوليس لكرة القدم يحيى غول محمدي والنائبان الإصلاحيان السابقان محمود صادقي وباروانيه صلاحشوري. وكان محمدي وجّه انتقادات حادّة الأسبوع الماضي إلى لاعبي المنتخب الوطني لـ"عدم رفع صوت الشعب المقموع إلى آذان السلطات"، بعد لقاء المنتخب الإيراني مع الرئيس إبراهيم رئيسي.

من جهتهما، أيد النائبان السابقان الحركة الاحتجاجية علن، خصوصا عبر موقع "تويتر"، منددين باستخدام الحكومة القوة ضد المتظاهرين.

وتواجه السلطة في إيران بقيادة آية الله علي خامنئي أكبر تحد منذ الثورة الإسلامية في 1979، يتمثل في الاحتجاجات التي اندلعت في البلاد منذ شهرين. وأكد خامنئي، كما نقل عنه التلفزيون الرسمي، أنه "يجب  معاقبة مرتكبي الجرائم والقتل والتدمير ومحاولات إشعال الحرائق في المحلات التجارية وسيارات التجار والناس على أساس جرائمهم"، عبر القضاء.

فرانس24/ أ ف ب

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق فرانس 24

تاريخ الخبر: 2022-11-21 09:16:17
المصدر: فرانس 24 - فرنسا
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 92%
الأهمية: 96%

آخر الأخبار حول العالم

وفاة حسنة البشارية أيقونة «الجزائر جوهرة» - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 09:24:06
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 60%

انتفاضة الجامعات.. طلاب جامعة كاليفورنيا يتأهبون للمواجهة بي

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-02 09:22:21
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 65%

أمريكا: أب يجبر طفله على الركض حتى وفاته - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 09:24:05
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 60%

تقرير أممي: الحرب بغزة أدت لتراجع التنمية البشرية في فلسطين

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-02 09:22:14
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 65%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية