خبراء تربويون: الوعي البيئي يجب أن يتصدر المناهج من «الروضة» إلى «الجامعة» - تحقيقات وملفات


فى الوقت الذى بدأت فيه وزارة التربية والتعليم تتخذ خطوات لدعم الثقافة البيئية فى المناهج والعملية التعليمية عموماً، تماشياً مع الاهتمام العالمى والمحلى المتزايد بقضايا البيئة والتغيرات المناخية، حاول عدد من الخبراء التربويين تشخيص المشاكل وأوجه القصور القائمة حالياً فى المناهج فيما يتعلق بالثقافة البيئية، وتقديم روشتة بعدد من النصائح الكفيلة بتحقيق هدف دعم الثقافة البيئية فى التعليم.

«عمران»: هناك نبذة صغيرة عن البيئة فى بعض المراحل الدراسية

وقال الدكتور خالد عمران، عميد كلية التربية بجامعة سوهاج، إن الثقافة البيئية والوعى البيئى من الموضوعات المهمة جداً التى اهتم بها الرئيس عبدالفتاح السيسى اهتماماً كبيراً، وأشار إلى ضرورة تضمينها فى المناهج وزيادة وعى الطلاب بالبيئة التى يعيشون فيها، ولفت إلى أنه من المفترض أن يتم تدريس الثقافة البيئية بداية من مرحلة رياض الأطفال وحتى الجامعية.

ويشير «عمران» إلى أنه للأسف الموجود حالياً فى مناهج التعليم عن البيئة مجرد نبذة صغيرة ومختصرة جداً فى بعض المراحل والمناهج التعليمية، وليس فى كل المراحل، لذا نوصى بضرورة الاهتمام بنشر الثقافة البيئية، وزيادة الاهتمام بنشر الوعى البيئى بين طلابنا، ومحاولة تدريبهم على كيفية استخدام وترشيد الموارد البيئية.

وربما ما يجعل هذه التوصيات شديدة الأهمية، ما يقوله «عمران» عن تزايد الاهتمام عالمياً ومصرياً بقضية التغيرات المناخية، واستضافة مصر لقمة المناخ نوفمبر 2022، وهو ما يفرض علينا ضرورة الاهتمام بما نجم عن هذا الحدث، وتنمية الوعى البيئى والثقافة البيئية لدى طلابنا، من باكورة تعليمهم من مرحلة رياض الأطفال وحتى المرحلة الجامعية.

«مغيث»: أنصح بإعادة الاهتمام بالتدريبات العلمية

أما الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوى، فيشير إلى أن الأهم فيما يتعلق بتوجه تعليم الثقافة البيئية؛ الجزء الخاص بالمهارات والقيم، الذى يسبق الجزء الخاص بالمعارف، حيث إن الخبرة التربوية تتلخص كلها فى 3 عناصر، تشمل العنصر الوجدانى والقيمى الذى يغرس فى وجدان الطفل هذا التوجه، والجزء المعرفى الخاص بالمعلومات، ثم يأتى أخيراً العنصر المهارى، بمعنى مهارتك فى التعامل مع القضية.

وأكد «مغيث» أنه فيما يتعلق بقضايا البيئة والتنوع الإنسانى وحقوق الإنسان واحترام الآخر والحريات الشخصية، يكون الجزء القيمى والمهارى أهم من الجزء المعلوماتى، حيث يمكن أن يتم اكتساب المعلومات لاحقاً، مثل معرفة أثر الغطاء النباتى على الكربون، وغير ذلك من معلومات، لكن الأهم غرس حب اللون الأخضر والتنوع البيولوجى كقيمة لدى الطفل، بحيث إنه يشعر بالسعادة عندما يرى اللون الأخضر منتشراً، ويشعر باحترام ومحبة للكائنات من حوله، وبعد ذلك يأتى جانب المهارات، حيث يعرف الطفل أنه يجب عليه ألا يقطع أو يكسر شجرة.

وقال «مغيث»: أعتقد أن هذه هى المشكلة الأكبر فى التعليم لدينا، فلا يوجد أسهل من أن تضع درساً للأولاد عن التنوع البيولوجى والغطاء النباتى والزهور، وهو الأمر الذى أعتقد أنه موجود بشكل أو آخر، كما فى منهج الصفين الثالث والرابع الابتدائى، حيث توجد دروس لا بأس بها فى هذا الموضوع، ولكن تتمثل المشكلة فى الجزء الخاص بالوجدان والمهارات، حيث لا يتجاوز الأمر الجزء الخاص بالمعلومات التى يكتبها الطالب فى الامتحان لينتهى الأمر بعد ذلك، مُشدداً على أهمية عودة الجانب العملى فى العملية التعليمية.

«فايزة»: يجب دمج قضايا تغيُّر المناخ والاحتباس الحرارى وتطوير مفهوم المؤسسات التعليمية الخضراء

وتتفق الدكتورة فايزة الحسينى، أستاذ المناهج وطرق التدريس بكلية البنات - جامعة عين شمس، مع ما يقوله الدكتور كمال مغيث عن غياب الجانب المتعلق بالوجدان والمهارت فيما يتعلق بتعليم الثقافة البيئية، مشيرة إلى أن مفهوم الثقافة البيئية موجود فى المناهج الدراسية فى شكل وحدة أو فصل فى الكتب الدراسية من أجل تنمية الوعى البيئى لدى الطلاب مثل وحدة البيئة والتكيف فى كتاب الأحياء، ووحدة المشكلة السكانية، ووحدة مشكلة الطاقة، فى كتاب الجغرافيا، حيث يتم تدريسها للطلاب بشكل تقليدى يركز فقط على «التعليم عن البيئة» أى إكساب الطلاب المعارف والمعلومات فقط، ويهمل التعليم من البيئة (أى تنمية مهارات الطلاب).

لكن فيما يتعلق بالمناهج الجديدة التى بدأت الوزارة تطبيقها بالفعل، من مرحلة رياض الأطفال والصفوف الدنيا الابتدائية والعليا، تشير «الحسينى» إلى أنها وجدت أن هذه المناهج تساعد على تنمية الوعى البيئى للتلاميذ وتركز على تعديل السلوك البيئى (الجانب المهارى والوجدانى) للتلاميذ، وقد تم استخدام المدخل الاندماجى (المتكامل) وفيه يتم إدخال معلومات التربية البيئية فى مناهج جميع المواد الدراسية المختلفة بحيث تحقق التكامل بين التربية البيئية وهذه المواد، فتصبح جزءاً من المادة الدراسية، وتهدف إلى ربط الدروس المقررة بالواقع البيئى المعين للمتعلمين، وتجاوز الجوانب النظرية إلى الجوانب العملية التطبيقية، وجعل الدروس وسيلة من وسائل إعمال العقل والفكر النقدى للتلاميذ.

وتضيف أستاذ المناهج: «أعتقد أنها خطوات رائعة وبداية جيدة لوضع أول استراتيجية لدمج المفاهيم البيئية فى المناهج الدراسية فى مراحل التعليم المختلفة، وإثرائها بالثقافة البيئية، لتعديل السلوك البيئى للطلاب ومواكبة المتغيرات العالمية فى مجال البيئة».

وأكدت ضرورة تكثيف الجهود، للتحول نحو ما وصفته بالتعليم الأخضر الذى يساعد فى توضيح معنى الاستدامة وفهمها، ويسعى لتدريب الطلاب على المشاركة بأنشطة وممارسات عملية بهدف تعزيز المهارات الحياتية التى تتسق مع الاستخدام الصحيح للموارد، وتوظيف التكنولوجيا المتطورة فى خلق بيئة محفّزة لبناء مهارات الإبداع والابتكار والمشاركة الاجتماعية وتنمية الثقافة الفكرية والتواصل الفعّال بين جميع عناصر العملية التعليمية وفق معايير صديقة للبيئة. من أجل تحقيق رؤية مصر 2030.

تاريخ الخبر: 2022-11-23 21:20:09
المصدر: الوطن - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 57%
الأهمية: 52%

آخر الأخبار حول العالم

الغلوسي: "من يجر البلد للخلف ويسعى للفراغ؟"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-08 15:26:15
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 54%

الغلوسي: "من يجر البلد للخلف ويسعى للفراغ؟"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-08 15:26:19
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 64%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية