قبل انطلاق منافسات المونديال، دأب متابعو كرة القدم على ترشيح المنتخب الأرجنتيني كأبرز المحتملين للفوز بالنسخة التي تحتضنها قطر في هذه الأيام. واستمر هذا إلى حين صافرة انطلاق مباراته الأولى ضد نظيره السعودي، حيث وقَّع الخضر على مفاجأة اعتبرت الأبرز في تاريخ المسابقة.

ونجح السعوديون، يوم الثلاثاء، في الفوز على الأرجنتين بحصيلة هدفين لواحد. وعلى طول دقائق تلك المباراة أبدوا ثباتاً دفاعياً وإتقاناً لـ"فخ التسلل"، مكنهم من تحييد خطورة النجم ليونيل ميسي ورفاقه في خط هجوم المنتخب الأرجنتيني. كما مكنتهم سرعة بناء الهجمات المضادة، على العودة في المباراة وتسجيل هدفي الفوز.

وليست هي المفاجأة الأولى التي عرفها المونديال، وفي يوم الأربعاء، استطاع المنتخب الياباني في هزم منتخب ألمانيا. ذلك بعد أن كان متأخراً بهدف خلال الشوط الأول، ليعود في المباراة خلال الشوط الثاني، ويصيب مرمى الحارس الألماني إيمانويل نوير بهدفين.

هذا ويزخر تاريخ كأس العالم بمثل هذه المفاجآت، التي طبعت أطواره وخلقت لحظاته الأكثر حماسة، ومنها نختار لكم أبرز خمس.

هدف الولايات المتحدة في مرمى إنجلترا. (Others)

"معجزة على الأخضر".. يوم أطاحت الولايات المتحدة بإنجلترا

كان مونديال 1950، بالبرازيل، أول مشاركة للمنتخب الإنجليزي في المسابقة العالمية، ومع ذلك كانت المعطيات كلها ترشح كتيبة "الأسود الثلاثة" لحمل الكأس، نظراً إلى ضمها أبرز اللاعبين العالميين في تلك الحقبة. هذا عكس المنتخب الأمريكي، الذي لاقاهم خلال المباراة الثانية، والذي كان جل لاعبيه من الهواة وشبه المحترفين.

وكما كان متوقعاً، شهد معظم الشوط الأول محاولات إنجليزية عديدة، وضغطاً على خطوط الدفاع الأمريكية، مقابل صفر هجمات للأمريكيين. لكن في الدقيقة 37، شهدت االأمور تغييراً جذرياً، حيث أرسل اللاعب الأمريكي والتر بهر تمريرة رائعة من منتصف الملعب، تلقفها المهاجم جوي غايتنيس برأسه ووضعها في الشباك الإنجليزية.

وطوال عمر المباراة، حافظ الأمريكيون على تقدمهم المفاجئ، إلى أن أطلق الحكم صافرته إيذاناً بانتصارهم. واعتبرت الصحافة العالمية وقتها الفوز الأمريكي معجزة، وأطلقوا عليها لقب "المعجزة على المستطيل الأخضر".

فوز كوريا الشمالية على إيطاليا، في مونديال 1966. (Others)

عندما أطاحت كوريا الشمالية بإيطاليا

بعد ضمانه التأهل للمشاركة في كأس العالم 1966، واجهه المنتخب الكوري الشمالي عقبات عديدة، كادت أن تنهي ذلك الحلم قبل بدايته. ذلك لأن الحرب الكورية وقتها كانت ذكرى جديدة، وكانت علاقات بيونغ يونغ بالعالم الغربي مضطربة، وهو ما نتج عنه رفض الخارجية البريطانية منح التأشيرات للمنتخب، لولا ضغط الفيفا بالعدول عن ذلك.

خسر الكوريون الشماليون مباراتهم الأولى ضد السوفييت، وكانوا يتحضّرون لمباراة ثانية مع إيطاليا، كانت مبرمجة في مدينة ميدلسبورو. وبما أن الفريق الكوري كان الممثل الوحيد لآسيا وإفريقيا، نال تعاطفاً واسعاً لدى جماهير المدينة الإنجليزية، والذين حضروا المباراة لتشجيعه.

وخلال المباراة، ضغط الإيطاليون بقوة على خطوط دفاع الكوريين الشماليين، وكادوا يسجلون في أكثر من مرة. لكن هذا لم يثنِ الفريق الكوري الشمالي عن شن هجمات هو الآخر وتهديد مرمى إيطاليا. وفي الدقيقة 42، تمكن المهاجم الكوري باك دو-إيك من تسديد كرة قوية سكنت في شباك الـ "أزوري"، الذين لم ينجحوا في تعديل النتيجة بعدها.

هدف الجزائر ضد ألمانيا الغربية. (Others)

يوم أحزنت الجزائر ألمانيا

وضعت قرعة مونديال إسبانيا 1982 المنتخب الجزائري في مجموعة صعبة، أمام تشيلي والنمسا وألمانيا الغربية. هذه الأخيرة التي كانت أقوى فريق في البطولة، وأحد المرشحين البارزين للفوز بها.

في المباراة، دخل فريق ألمانيا الغربية مزهواً بنجومه، وهو ما أبرزه مدربه حين قلل في تصريحاته من المنتخب الجزائري، قائلاً: "إن لم نهزم الجزائر، فسنستقل القطار التالي إلى برلين". غير أن الجزائريين غيّروا ذلك، ونجحوا في رد الصاع إلى الألمان بهدف الأسطورة لخضر بلومي.

فوز السينغال على فرنسا، في كأس العالم 2002. (Others)

سقوط أبطال العالم أمام السنغال

مثلت المباراة الأولى للمنتخب الفرنسي في مونديال 2002، مفاجأة كبيرة، إذ انهزم المنتخب الذي كان بطل العالم وأوروبا وقتها، أمام منتخب السنغال الذي يشارك لأول مرة في البطولة.

وطوال أطوار المباراة، أظهر "أسود التيرانغا" قوة كبيرة في الدفاع، كذلك في بناء الهجمات التي هددت مرمى الحارس فرانك لوبوف. وفي الدقيقة 30 من عمر المباراة، نجح المهاجم السنغالي بابا بوبا ديوب في تسجيل هدف الفوز، الذي لم يستطع الفرنسيون تعديله.

خسارة البرازيل أمام ألمانيا، في مونديال 2014. (Others)

سباعية في مرمى البرازيل

كان من المتوقع أن تكون مباراة نصف نهائي مونديال 2014 ساخنة، إذ جمعت بين المنتخب المضيف البرازيل، وألمانيا التي كانت تملك جيلاً نجح بعدها في حمل كأس تلك النسخة.

لكن المفاجأة كانت النتيجة التي خسر بها البرازيليون، والانهيار التام الذي بدت فيه خطوط دفاعهم. ذلك إذ نجح الألمان في تسجيل سباعية، لتنتهي المباراة بفوزهم بـ7 مقابل هدف برازيلي يتيم.

TRT عربي