مدح

^[]المدح هوإحسان الثناء على المرء بما له من الصفات الحسنة. مَدَحَه كَمَنَعَه مَدحا ًومِدحَةً : أحسَنَ الثَّناءَ عليه....والمَديحُ والأُمدُوحَةُ ما يُمدَحُ به، جمعُه : مَدائِح، وأَماديح .

المدح والحمد

المدح هوذكر المحاسن، وهوالثناء بذكر الجميل، والمدح لا يستلزم المحبة
فالمدح هوإخبار مجرد، وقيل المدح هوذكر المحاسن بلقاء وبدون لقاء، والمدحقد يكون بذكر الجميل الاختياري وغير الاختيارى.

الفرق بين المدح والحمد

الحمد

هوالذكر بالجميل الإختيارى أى ذكر المحاسن دون إحسان، وهوذكر الله بصفات الكمال، وقيل هوذكر المحمود بصفات الكمال بمعنى ذكر صفات الكمال لله سبحانه وتعالى وإن لم يبدُ سببا لذلك لأن الله عز وجل مستحق لذلك منح أومنع فإنك تحمد الله إذا أعطاك ووهبك من نعمه، وتحمد الله إذا أصابتك مصيبة، والحمدقد يكون على الصفات الذاتية وعلى العطاء، والله هومستوجب الحمد ومستحقه

المدح

والحمد لغة يشهجران في نفس الحروف ولكن بترتيب مختلف وتباين في المعنى، وهذا يسمى في اللغة (اشتقاق أوسط) والمدح أعم من الحمد لأن المدحقد يكون بذكر الجميل الإختيارى وغير الإختيارى كأن تقول: مدحت اللؤلؤ لصفاته، فهنا الممدوح ليس مختارا لصفاته، والحمد أخص لأنهقد يكون بذكر الجميل الإختيارى فقط.

أسلوب المدح والذم في النحو

من الأساليب النحوية التي استخدمها العرب للتعبير عن المدح خصص النحاة للدلالة على المدح الأفعال الآتية:

نعم

عمل ماض جامد خصص لإنشاء المدح. نحو:

نعم الحياة الآخرة.
ونعم العمل العبادة.

في المثالين السابقين نجد حتى جملة المدح تكونت من عمل المدح " نعم "، والفاعل " الحياة " في المثال الأول، و" العمل " في المثال الثاني، والمخصوص بالمدح وهو" الآخرة " في المثال الأول، " والعبادة " في المثال الثاني.

ومنه قوله تعالى: القرآن: وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الْآَخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ - سورة النحل.

حبذا

عمل جامد خصص لإنشاء المدح، وهومركب مع اسم الإشارة " ذا " الذي يعرب فاعلا. نحو:

حبذا الأمانة.
وحبذا الإخلاص في العمل.
حب: عمل المدح، وذا اسم إشارة في محل حمل فاعل، والإخلاص مخصوص بالمدح.

ومنه قول الشاعر:


يا حبذا جبل الريان من جبل		وحبذا ساكن الريان من كانا

المدح في الشعر

الإطراد عند البديعيين حتى تأتي بأسماء الممدوح أوغيره، وأسماء آبائه على ترتيب الولادة، من غير تكلف، كقوله:

إن يقتلوك فقد ثللت عروشهم

بعتيبة بن الحارث بن شهاب

وينطق ثل الله عروشهم أي هدم ملكهم.

أبواب الشعر العربي كثيرة منها المدح يعتبر غرض المدح من أبرز الأغراض التي نطق فيها شعراء الجاهلية شعرهم؛ ذلك حتى الإعجاب بالممدوح والرغبة في العطاء تدفعان الشاعر إلى إتقان هذا الفن من القول، فيسعى الشاعر إلى قول الشعر الجيد الذي يتضمن الشكر والثناء، وقد يحدث المديح وسيلة للكسب. والصفات التي يمدح بها الممدوح هي:

الكرم والشجاعة.
مساعدة المحتاج والعفوعند المقدرة.
حماية الجار. ومعظم شعراء الجاهلية نطقوا شعرا في هذا الغرض.

نهج شعر المدح في بداية هذه الفترة الأخيرة منهجهه القديم، فجري مع إعجاب الشاعر بشخصية الممدوح والتأثر بفضائله ومآثره، أوالشكر ليد عليه لم يستطع أداء حقها إلا بالشعر تعظيما أوتخليدا لها، فلم يكن للشاعر مطمع وراء مدحه هذا. لعل خير مثال لذلك مدح «امرئ القيس» بني تميم لما أجاروه، فقابلهم الشاعر بالمدح وشكرهم تكريما. فنطق:


کأني إذ نزلت علي المعلي		نزلت علي البواذخ من شمام
فما ملک العراق علي المعلي		بمقتدر ، ولا ملک الشآم
أقر حشا امرئ القيس بن حجر		بنوتيم مصابيح الظلام

ومن قصائد المتنبي في مدح سيف الدولة:


وقفت وما في الموت شك لواقف		كأنك في جفن الردى وهونائم
تمر بك الأبطال حدثى هزيمـة		ووجهك وضاح، وثغرك باسم
تجاوزت مقدار الشجاعة والنهى		إلى قول قوم أنت بالغيب عالم