في الذكرى الثانية لرحيل الحبيب الإمام، ودوره السياسي


في الذكرى الثانية لرحيل الحبيب الإمام، ودوره السياسي

محمد الأمين عبد النبي 

تمر علينا الذكرى الثانية لرحيل الحبيب الإمام الصادق، وخيراً فعلت اللجنة القومية لتخليد ذكرى الإمام الصادق المهدي بتنظيم “مؤتمر دور الإمام الصادق المهدي السياسي” والذي قدمت فيه أوراق عمل محكمة وعميقة خاطبت دوره السياسي من جوانب عدة.

الحبيب الإمام بحر لا سـاحل له في الفكر والسياسة والاقتصاد والاجتماع والثقافة والعلوم الإنسانية، ومناضل من طراز فريد في مقاومة الاستبداد والطغيان والظلم، ورائد الفكر الديمقراطي والممارسة الديمقراطية في السـودان، ومناصر حقوق الإنسان والحريات العامة وحقوق النساء والشباب والبيئة والمناخ بلا منازع، ومؤسس الرشد السياسي في التفكير والممارسة، وقائد حراسة مشارع الحـق والتضحية من أجل الوطن.

فالحببب الإمام كتاب مفتوح وتجربته السياسية لا تخطئها إلا عين بها رمد، فقد شغل الناس سياسياً وفكرياً حياً وميتاً، فكانت تجربته السياسية مدرسة ذات منهج في العلوم السياسية والتطبيقية، فقد كان عليه الرضوان يسبق القول بالعمل، ونهجه السياسي قائم على:

الديمقراطية قضيته المركزية كتب فيها كثيراً وقدّم عشرات الأطروحات حولها في الإطار النظري أما عملياً فقد ناضل من أجل الديمقراطية ونذر حياته لها وتكبد المشاق ودفع الأثمان تشريداً وتعذيباً وسجناً وتجريحاً، ففي سبيلها صالح ومن أجلها عارض، فمثل نهجه الديمقراطي سلوكه وشخصيته داخل حزبه وخلال فترات الحكم والمعارضة.

النقد الذاتى لتجربة حزبه ومواقفه من قضايا البلاد، والاقرار بالعيوب، وكان يقبل النقد البناء ويشجعه، وقد جسد النقد وتقبل الرأي والرأي الآخر بصدر رحب نقطة مضيئة للسالكين.

التفاؤل والتمسك بالأمل، وكان يقول دائماً (إن مع البلوى وإن عظمت فرصة) و(المنن في طي المحن، والمزايا في طي الرزايا).

النهج الوطني، لم يكن الإمام الصادق يستلم راتباً ولا سكناً ولا سيارة حكومية، متمسكاً بالنهج الوطني الذي يعلي من قيمة الوطن والوطنية.

النهج القومي، كثيراً ما كان يجنح إلى البعد القومي وليس الحزبي، فلم يفاوض أو يسعى لكسب حزبي بل يسعى لبناء التحالفات والعمل المشترك.

النهج المهموم بقضايا الناس ومعاشهم فليس لديه خطاب إلا وتحدث على قضايا معاش وأمن الناس.

الحل السلمي والحوار والتفاوض كآلية أولى لحل المشاكل، والعمل على الحل السياسي (حلاً باليدين ولا حلاً بالسنون)، والتعبئة الجماهيرية وحشد الجماهير لصالح الفعل السياسي.

التمسك بالسيادة الوطنية وعدم الخضوع للأجنبي في الحكم أو المعارضة.

تقديم مشاريع المواثيق والأطروحات لكل القوى السياسية، فكانت محل توافق وطني حولها.

المواقف المبدئية اتجاه قضايا العدالة والسلام والحرية ورفض العدوان ومناصرة القضية الفلسطينية وحركات التحرر الوطني.

مقابلة الإساءة بالإحسان والصفح والتسامح (من فشَّ غبينتو خرب مدينتو).

هذه بعض رؤوس أقلام عن نهج الإمام الصادق المهدي عليه الرضوان في ذكرى رحيله الثانية.

اللهم اغفر له وارحمه برحمتك الواسعة..

تاريخ الخبر: 2022-11-28 03:23:27
المصدر: صحيفة التغيير - السودان
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 53%
الأهمية: 68%

آخر الأخبار حول العالم

السعودية قد تمثَل للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-26 12:26:10
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 70%

السعودية قد تمثَل للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-26 12:26:17
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 62%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية