“إحساس رائع أن أسجل وأساعد منتخب بلادي في تحقيق الفوز، وأن ألعب في ملعب يعج بالجماهير المغربية. لا نفكر كثيرا عندما نلعب الكرة نفكر فقط من أجل الفوز ونطبق تعليمات المدرب، لقد قدمت أفضل ما لدي وكنت محظوظا بتسجيل الهدف. لم أخش بلجيكا، لدينا أسماء كبيرة في المنتخب تلعب في دوريات ممتازة، وكنا 11 لاعباً ضد 11. لدينا فريق جيد وقوي وبإمكاننا تحقيق شيء جيد”. هكذا اختصر عبد الحميد الصابيري لاعب المنتخب المغربي فائض إحساسه بعدما أحرز هدفا رائعا لأسود الأطلس أمام بلجيكا، في المباراة التي جمعت بينهما الأحد 27 نونبر 2020.
هدف من كرة ثابثة، كان كفيلا بإدخال عبدالحميد الصابيري سجلات تاريخ الرياضة الوطنية، كأول لاعب مغربي يسجل هدفا من ضربة خطأ في كؤوس العالم الستة التي شارك فيها أسود الأطلس. الصابيري، أسد أسمع زئيره من كلميمة إلى قطر، فاللاعب ضرب موعدا مع التاريخ عندما دفع به وليد الركراكي في مباراة بلجيكا، بديلا للاعب سليم أملاح، ولم يتأخر رده على ولي إلا دقائق عندما أطلق العنان لفرح ملايين من المغاربة والعرب بعدما أسكن كرة في شباك العملاق البلجيكي تيبو كورتوا.
عبد الحميد الصابيري، المحترف في فريق سامبدوريا الإيطالي، من مواليد 28 نوفمبر 1996 في منطقة كلميمة القريبة من مدينة وارزازات، ثلاث سنوات بعد ذلك هاجر رفقة عائلته إلى ألمانيا وبالضبظ منطقة فرانكفوت، التي تعلب بها أبجديات كرة القدم حيث التحق بفريق نورمبرغ للفئات السنية ، ليتدرج به قبل أن ينتقل إلى العديد من الأندية في بداية مسيرته الكروية قبل توقيع أول عقد احترافي له في عام2017.
2017 عام مميز بالنسبة للصابيري حيث انتقل إلى انجلترا وقضى عامين مع هدرسفيلد تاون في عام 2019. وعاد إلى ألمانيا ، ولكن هذه المرة إلى نادي بادربورن. وبعد الفشل معهم وخفض راتبه الشهري مع الفريق بعد نزوله إلى الدرجة الثانية، واتخذ قرار الانتقال إلى إيطاليا للانضمام إلى فريق الدرجة الثانية أسكولي، عندما انتقل إلى سامبدوريا هذا الموسم ، سمح له تألقه مع المنتخب الإيطالي بدخول “الدرجة الأولى” رغم الأداء الضعيف للفريق ، حتى دخل تألقه ليكون مع “أسود الأطلس”.
يحضر الصابيري مع المنتخب المغربي في قطر، بعدما قدم له وليد الركراكي، المدرب الجديد الذي تولى مقاليد “أسود الأطلس” عوضا لوحيد خليلوزيتش قبل أسابيع قليلة من انطلاق العرس العالمي، فرصة للظهور بألوان المنتخب وفي لقاء بلجيكا كانت أولى الدقائق الرسمية لإبن كلميمة، بعدما مثل سابقا الفرق الصغرى في المنتخب الألماني.
وشهدت بطولة كأس إيطاليا تألق عبد الحميد الصبيري لاعب سامبدوريا البالغ من العمر 25 عاما هذا الموسم بتسجيل هدفين في أربع مباريات.
مشاركة الصابيري مع المنتخب المغربي تحت قيادو وليد الركراكي ليست الأولى أو الاستدعاء الأول، إذ سبق للمدرب السابق وحيد خليلودزيتش دعوته للانضمام إلى المنتخب المغربي لكن الصابيري لم يلتحق بأسود الأطلس ليؤجل قدر توهجه مع المنتخب المغربي إلى غاية تولي وليد الركراكي زمام قيادة دفة النخبة الوطنية.
