لماذا نحر حاتم حصانه؟!


بينما يطمح ويطمع العالم بمنع ارتفاع حرارة الأرض لما يقل عن درجتين خلال العقود القادمة لمنع عمليات التصحر والجفاف وموت النبات ونفوق الماشية، يتوقع الخبراء أن ترتفع درجة حرارة دول الشرق الأوسط بمقدار 4 درجات، وأن يزداد التلوث في أجوائها بحكم موقعها الجغرافي وسط العالم حيث إن سحب التلوث تُخلق في بلدان وتنتقل لبلدان أخرى...
***
ويبلغ الفائض الغذائي حالياً وما يُرمى في صناديق القمامة حوالي ثلث الإنتاج الغذائي العالمي ولولا تلك الفوائض لأمكن تغذية 11 مليار نسمة في وقت يبلغ فيه سكان الأرض حاليا 8 مليارات يعانون من المجاعات والجفاف والأمراض، علينا في بلداننا العربية تغيير ثقافاتنا الموروثة وعاداتنا الغذائية شديدة الإسراف وأن نضع على طاولتنا اليومية وفي مناسباتنا الاجتماعية فقط ما يمكن أكله، فليس في بذخنا الشديد بأكل نستورده لا ننتجه أي انعكاس لخصال حميدة مثل البذل والكرم بل هي انعكاس للأسف للسفه والحمق فكثير من دولنا العربية... هي من الأفقر في العالم...
***
قصص التاريخ لدى الشعوب الأخرى تُروى لتعلم العظة الحسنة والدروس لتكرارها في عصرنا الحديث، بينما قصصنا التاريخية والعظة منها تؤدي بنا للمهالك، ومن ذلك قصة غزو أحد البلدان وتدميره وموت عشرات الآلاف من أهله ومن جيش المسلمين كذلك نصرة لامرأة عربية قيل إن أحدهم قد صفعها، ولا يعلم أحد صحة أو دقة تلك الرواية والأهم سبب الصفعة علماً بأن مجتمعاتنا العربية لم يعرف عنها احترام كرامة المرأة كي تثور النخوة فزعة لها...
***
آخر محطة.
(1) ومن القصص التاريخية التي نفخر بها أن شخصاً قدم لشراء فرس حاتم الطائي والتي تعتبر من أفضل وأغلى الجياد العربية ليستفيد منها ومن نسلها إلا أن حاتم ذبحها له ليأكلها كونه لم يملك ما يقدمه، والحقيقة ليس في تلك القصة ما يفتخر به فطعم لحم الحصان ليس طيب المذاق لذا لا يأكله أحد في منطقتنا وكان أفضل لو باع حاتم حصانه وأرسل ليشتري بجزء صغير جداً من ثمنه شاها ليطعم ضيفه...
(2) للعلم تقديس الهنود للبقرة يرمي تماماً لمنع قرار ذبحها وأكلها كما فعل حاتم الطائي، فالجوع كافر وقد يقتل الهندي الجائع البقرة ليأكلها لتكفيه يوماً أو يومين، تقديسها منع قتلها ومن سمح بالاستفادة الدائمة من حليبها وأجبانها وما تخلفه من بقر صغار، إضافة إلى استعمال روثها للزراعة كسماد للأرض.. ليتنا نكتفي بتحسين أحوالنا وتنقيح قصصنا بدلاً من التفرغ لنقد الآخرين...

نقلاً عن "النهار" الكويتية

تاريخ الخبر: 2022-11-30 18:18:04
المصدر: العربية - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 83%
الأهمية: 96%

آخر الأخبار حول العالم

“غلاء" أضاحي العيد يسائل الحكومة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 12:26:39
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 56%

“غلاء" أضاحي العيد يسائل الحكومة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 12:26:45
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 67%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية