أغلقت إدارة الداخلية البوابة الرئيسية في وجه الطالبات اللائي تجمعن أمامها حتى الساعة الثانية عشر من منتصف الليل ومنعتهن من الدخول إلى أن تدخلت دورية شرطة كانت تمر بالمكان وأمرت حراس الداخلية بالسماح للطالبات بالدخول.
الخرطوم: التغيير
قالت “مبادرة لا لقهر النساء” إن 173 طالبة يواجهن ظروفاً صعبة بإحدى مجمعات السكن الداخلي بالعاصمة السودانية.
وأوضحت المبادرة الناشطة في الدفاع عن حقوق النساء، أن إدارة الصندوق القومي لرعاية الطلاب – هيئة حكومية مسؤولة عن السكن الداخلي للطلاب – قرّرت إخلاء الداخلية بعد رفض الطالبات زيادة الرسوم التي تفرضها عليهن.
ونوهت المبادرة في بيان لها الأربعاء، إلى أن إدارة الصندوق أعلنت زيادة الرسوم من 5 آلاف جنيه إلى 60 ألف جنيه سوداني – ما يعادل 100 دولار أمريكي – لطالبات المستوى الأول و30 ألفا لطالبات المستويات الأخرى.
وأكدت بأن إدارة داخلية “الشهيدة وفاء حمزة” بمجمع مصعب بن عمير ، التابع لكلية التقانة الزراعية وعلوم الأسماك بجامعة النيلين، فرضت حصارا على الطالبات ومنعت عنهن دخول الطعام ليومين.
ذلك قبل أن تعود وترضخ لضغط الطالبات وتسمح بإيفاد طالبتين للخروج وشراء الطعام.
بداية الأزمة
وبحسب البيان، أصدرت إدارة الداخلية المنشأة على أرض مستقطعة من كلية التقانة وعلوم الأسماك بجامعة النيلين في مدينة جبل أولياء جنوبي العاصمة الخرطوم، قراراً بزيادة رسوم سكن الطالبات يوم أكتوبر الماضي، الأمر الذي رفضنه الطالبات.
وأشار بيان المبادرة إلى أن هذا الرفض قُوبل بصدور قرارات من إدارة الداخلية بالدفع الفوري أو المغادرة.
وفي اليوم الثاني من رفض الطالبات للقرار أغلقت إدارة الداخلية البوابة الرئيسية في وجه الطالبات اللائي تجمعن أمامها حتى الساعة الثانية عشر من منتصف الليل ومنعتهن من الدخول إلى أن تدخلت دورية شرطة كانت تمر بالمكان وأمرت حراس الداخلية بالسماح للطالبات بالدخول.
وطبقاً للبيان، لجأت الطالبات للاحتجاج السلمي ونفذن في يوم 18 نوفمبر، اعتصاماً ليوم واحد في مقر الكلية.
واتهم البيان إدارة الجامعة بالتواطؤ والاسراع لتعليق الدراسة بالكلية لأجل غير مسمى.
بجانب تذرع إدارة الداخلية بقرار الكلية وزيادة عسفها تجاه الطالبات، ومطالبتهن بإخلاء الداخلية استنادا على قرار الكلية.
ولفت البيان إلى أن إدارة الداخلية عمدت إلى قطع الامداد المائي والكهربائي عن الداخلية لساعات طويلة.
كما لجأت لحصار الطالبات بالكامل داخل مقر السكن، ومنعت دخول الطعام لهن لمدة يومين، قبل أن تعود وتسمح بإرسال طالبتين يوميا إلى السوق لشراء الطعام.
تضييق الحصار
ومع تصاعد أزمة الطالبات، أبلغتهن مشرف الداخلية، أن الداخلية شراكة بين الصندوق القومي لدعم الطلاب وأولياء الأمور.
وأبلغت الطالبات وفداً من مبادرة “لا لقهر النساء” زارهن بمقر الداخلية بجبل أولياء، إن إدارة الداخلية تضييق عليهن الحصار يوما بعد آخر خاصة وأن بينهن طالبات لن يستطعن المغادرة بشكل مفاجئ لأسرهن في الولايات.
وأن بعضهن تقيم عائلتهن في ولايات بعيدة وسفرهن يحتاج إلى ترتيبات مالية عالية الكلفة.
بجانب أن قرار إدارة الجامعة المتواطئ مع إدارة الداخلية قد يتم إلغاؤه حال إخلاء الداخلية وعودة الدراسة وسيكون من الصعب عودتهن من الولايات.
